الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عن جائزة نوبل للسلام!

سليم نزال

2017 / 10 / 11
مواضيع وابحاث سياسية



قرات البيان الصحافى الذى صدر عن اللجنة النرويجية لجائزة نوبل التى قررت هذا العام منح الجائزة الى مجموعة ما يسمى اختصارا (ايكان) الذين يناهضون انتشار الاسلحة النووية كونها تشكل خطرا على الانسانية . و هذه اول مرة اسمع بهذه المجموعة التى قيل انها نشطه رغم صغرها .
الحقيقة انى وصلت مرحلة صرت كثير التشكك فى الكيفيه التى تمنح بهذا هذه الجائزة التى كانت تحظى فى السابق رغم الملاحظات باحترام اكثر .
كان يوما باردا جدا من ايام شهر ديسمبر العام 1986 عندما توجهت مع صديق الى كلية الحقوق فى جامعة اوسلو حيث كانت حينئذ تقدم فيها جائزة نوبل للسلام و هو بناء قديم من ايام ما كان يطلق على جامعة اوسلو التى كانت تسمى حتى العام 1939 جامعة الملك فريدريك .كانت باحة الجامعة مليئة بالصحافيين و الراغبين فى الاضطلاع و المعرفه كحالتنا مما يجرى .

.و كان الفائز بالجائزة يومها ايلى فيزل الذى كان يهوديا و هذا لا مشكلة لكن المشكلة انه كان صهيونيا ! و قد رفض فى المقابلات الصحافية حتى ادانة المستوطنات الاسرائيلية !
كان الامر يومها صدمة لى لانى كنت ربما لم ازل ساذجا اعتقد ان الامر ليس بالسوء الذى رايناه .

لهذا المبنى ذكريات جميلة عندما تمت حفله استقبال لطلاب المدرسة الصيفيه فى جامعة اوسلو العام 83 .هناك رقصت مصادفه مع زميلة امريكية عرفت لاحقا انها تكتب فى مجلة امريكية لصالح فلسطين و هو امر يسر القلب خاصة اننا كنا فى بداية معركة كسب الراى العام الغربى.بقينا على اتصال لسنوات و كانت ترسل لى فى البريد قصاصات من المجلة التى كانت تكتب فيها و انا اتحدث هنا عن مرحلة ما قبل النت .

قبل نحو سبعة اعوام اتصلت بى الجزيرة و اخبرونى انهم بصدد ان يعملوا برنامج عن جائزة نوبل للسلام و هى الجائزة الوحيدة التى ورثتنها النرويج عن ايام الوحدة مع السويد لدى انفصال النروج عام 1905.
لكن لاسباب لا اعرفها لم يعيدوا الاتصال لكنى كنت من قبيل الاستعداد قد بدات اقرا عن تاريخ الجائزة و المرشحين لها طوال الفترات الماضية .

اود هنا ان اوضح نقطة هامة ان جل جوائز نوبل و لا اقول جميعها التى تمنح فى السويد , قد يكون يكون لها نسبة عالية من الموضوعية لانها جوائز تتعلق بالرياضيات و الكيمياء و الفيزياء و هذه مواضيع علمية يمكن قياس الانجازات فيها الى حد ما بنسبة معقوله, باستثناء الادب الذى قد يخضع لاعتبارات قد لا تتمتع بنسبة عالية من الموضوعية .
اما عن جائزة السلام فحدث بلا حرج .
من يصدق مثلا ان ادولف هتلر كان من المرشحين لجائزة نوبل!!!! .انا لا اعرف بالطبع مدى جدية ترشيحه لكن من المؤكد ان هناك من رشحه للحصول على الجائزة.
من يصدق مثلا ان ابا النضال السلمى فى العالم المهماتا غاندى رفض ترشيحه مرتين .و قد سالت مرة احدهم فى هذا الامر قائلا اليست فضيحة لجائزة نوبل ان لا تمنح لشخص مثل غاندى .كان رده بالحرف الواحد ان التفكير فى منحها فى زمن غاندى كان لا يتجاوز اوروبا الامر الذى يعنى الاغراق فى ما يسمى بالمركزية الاوروبية .و يحضرنى فى هذا الامر ما قال المفكر المغربى محمد عبده الجابرى و قرات كذلك كتابات مشابه ايضا لعالم المستقبليات المغريى ايضا المهدى المنجرة .ما يفيد ان شعارات الثورة الفرنسية الثلاث الحرية و الاخوة و المساواة كانت مفاهيم تقع ضمن اطار المركزية الاوربية و ليست مفهوما انسانيا كما تبدو او كما نريد ان نفهمها.و الدليل ان فرنسا الثورة قامت بارتكاب مذابح ضد الشعوب الاخرى الواقعه خارج اطار المركزية الاوروبية الامر الذى يعنى ان الحرية فقط للفرنسيين او لللاروبيين ان توسع الامر, لكن الامر يتوقف عند حدود المستعمرات الفرنسية من الجزائر و سواها التى ذاقت الاهوال .
.
اما لاحقا فقد وصل الامر الى مستوى فقدت فيه الجائزة الكثير من مصداقيتها .فقد اعطيت لمجرمين حرب من امثال بيغين و رابين و ساسة امبرياليين من امثال كيسنغر و حتى اوباما فوجىء حين منح الجائزة و هو فى عامه الاول حتى قال صحافى نرويجى لا يحضرنى اسمه قولوا لى ماذا فعل الرجل لكى يستحق الجائزة !مثلما منحت ل اشخاص مثل أون سان سو تشي التى تم فى عهدها اعمال تطهير عرقى واسعه لجماعة الروهغنيا و الاسوا انها راحت تبرر ذلك القتل و التطهير العرقى .
قبل بضعة اعوام و اظنه كان العام 2010 جاء احد الاخوة من فلسطين و كان يود ان يقوم بجهود لاجل ترشيح الرئيس عباس للجائزة .قلت له يا اخى صدقنى انهم لن يمنحوه الجائزة فانا اعرف العقل النرويجى و الية تفكيره فى مثل هذه الامور .و حتى ان ارادوا منحه الجائزة فانهم سيبحثون عن يهودى ما لكى يتناصف الجائزة معه . عرفته على بعض النخب الفكرية و التقى بهم و تعاطفوا معه لكن ليس هؤلاء من بيده القرار . و هو ايضا قام بجهود و التقى احزاب و رجال سياسة .و لما التقيته فى المرة الثانية لمست ان تفاؤله قد خف عن المرة الاولى و لعله بدا يدرك الواقع عندما اقترب منه .و على كل حال اعطيت الجائزة وقتها للمعارض الصينى ليو شياوبو على اساس (الارتباط بين كفاحه السلمى لاجل حقوق الانسان) حسبما جاء فى ديباجة لجنة نوبل .الا يستحق ابو مازن الجائزة انطلاقا

من الديباجة النرويجييه ّ! طبعا يستحق لكن الحسابات السياسية امر اخر !








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. !ماسك يحذر من حرب أهلية


.. هل تمنح المحكمة العليا الأمريكية الحصانة القضائية لترامب؟




.. رصيف غزة العائم.. المواصفات والمهام | #الظهيرة


.. القوات الأميركية تبدأ تشييد رصيف بحري عائم قبالة ساحل غزة |




.. أمريكا.. ربط طلاب جامعة نورث وسترن أذرعهم لحماية خيامهم من ا