الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


التاريخ الاسود للسعودية قبل زيارة الملك سلمان لموسكو

جورج حداد

2017 / 10 / 13
السياسة والعلاقات الدولية


إعداد: جورج حداد*

يقول كيسينجر في مذكراته ان المملكة السعودية كانت تعوم على بحرين: النفط و"الاسلام".
وقد تأسست المملكة بعد الحرب العالمية الاولى كاحدى اهم حلقات ستراتيجية "سايكس ــ بيكو" التي أفضت اخيرا الى انشاء اسرائيل. وارتبط اسم المملكة باسم "مؤسسها؟!" الامير عبدالعزيز آل سعود، الذي تبنى التيار الوهابي لاضفاء طابع ديني ـ ايديولوجي على السلطة السعودية.
وعشية نهاية الحرب العالمية الثانية، وفي نهاية مؤتمر يالطا الذي عقده روزفلت وتشرشل مع ستالين في مدينة يالطا السوفياتية في 11 – 14 شباط 1945، وبعد ان وضع روزفلت في جيبه ""اتفاقية يالطا" التي وقعها الخائن ستالين وهي تعطي اميركا الحق في السيادة على "العالم الغربي!!!" بما فيه البلدان العربية جميعا، وقبل ان يعود روزفلت الى اميركا، طار في 14 شباط 1945 الى مصر، وانتقل الى "البحيرات المرة" في قناة السويس، حيث كانت قد نصبت "خيمة عربية" على ظهر الدارعة الحربية الاميركية "كوينسي". وفي هذه الخيمة اجتمع روزفلت مع الملك عبدالعزيز آل سعود الذي ناداه "يا صديقي". وفي هذا "الاجتماع التاريخي!!!" اتفق الزعيمان على تسليم النفط السعودي الى اميركا مقابل تلقي الاموال من اميركا. وان يصبح البلدان حليفين ستراتيجيين. ومن ثم اقيمت في السعودية قاعدة عسكرية اميركية لتكريس هذا الاتفاق.
وبسيطرتها على النفط السعودي وتحكمها باسعار البيع والشراء كما تشاء، تمكنت اميركا من اعلان الغاء التغطية الذهبية للدولار، وتحويل الدولار الورقي الى العملة الدولية للعالم، الامر الذي يمكـّنها من السيطرة على الاقتصاد االعالمي بمجرد طباعة كميات من الدولارات على الورق. وهذا هو اساس الزعامة الدولية لاميركا.
وفي المقابل حصلت المملكة السعودية على التفويض الاميركي بأن تكون زعيمة العالمين العربي والاسلامي. وقد استغلت السلطة السعودية هذا "التفويض" أسوأ استغلال. واذا راجعنا تاريخ المرحلة منذ نهاية الحرب العالمية الثانية حتى الان نجد ان السعودية تحولت الى "قلعة الرجعية" في العالمين العربي والاسلامي. وكانت ترتكز على ثلاث ركائز:
ـ1ـ ابشع اشكال الاستغلال السياسي للدين في صيغته الوهابية.
ـ2ـ التحكم بسوق النفط بالتنسيق مع اميركا.
ـ3ـ التصرف غير الخاضع لاي رقابة بالاموال الطائلة التي تكدسها السعودية في البنوك الغربية وخصوصا الاميركية.
وطوال هذه المرحلة، وبالتعاون مع المخابرات الغربية والاسرائيلية والتركية، تخصصت السلطة السعودية بمجابهة حركات التحرر الوطني وانظمة الحكم الوطنية والتقدمية في جميع الاقطار العربية والاسلامية، ومحاربتها والعمل على تخريبها والقضاء عليها. وكانت السعودية تمثل دورا مكملا لدور اسرائيل، ولكن بقناع "عربي" و"اسلامي" مزيف. ومن اخطر المهمات التي اضطلعت بها السلطة السعودية هي استغلال التسامح الديني في روسيا والاتحاد االسوفياتي السابق والعمل على تأليب الجماهير الاسلامية في روسيا والاتحاد السوفياتي السابق ضد السوفيات بشكل عام وضد روسيا بشكل خاص.
وحينما قامت الثورة الدمقراطية في افغانستان في 1974 وازيحت الملكية واعلنت الجمهورية الدمقراطية، تولت السعودية الدور الاول في تحريك وتنظيم وتمويل الحركات التكفيرية ـ الاسلاموية المعادية للدمقراطية في افغانستان، ولاحقا عملت السعودية على تجنيد الالاف من "المجاهدين" التكفيريين ـ الاسلامويين ممن سمي "الافغان العرب" وغير العرب وحركة "طالبان" وغيرها، لمحاربة الجيش السوفياتي (وخاصة نواته الروسية) الذي تدخل في افغانستان بناء لطلب الحكم الدمقراطي الافغاني ولمساعدته. وفي 1988 بدأ الجيش السوفياتي بالانسحاب من افغانستان بناء لاتفاق الخائن غورباتشوف مع اميركا. وتجدر الاشارة ان جيش "المجاهدين" العرب وغير العرب في افغانستان اصبح هو نفسه نواة جيش "المجاهين التكفيريين" الذين تشكلت منهم لاحقا "القاعدة" و"داعش" و"النصرة" وغيرها من المنظمات الارهابية التي استخدمت فيما بعد لاجل ضرب الانظمة العربية غير المرضي عنها اميركيا وسعوديا، ولاقامة دولة ارهابية تكفيرية واسعة النطاق، على انقاض العراق وسوريا ولبنان ومصر وغيرها من الكيانات العربية، لكي تتولى هذه "الدولة" الجديدة السيطرة على النفط والغاز المؤمل البدء باستخراجه من شرق المتوسط، وان تكون تلك الدولة "امتدادا" للدولة السعودية وتحت سيطرتها الاقليمية ويكون على رأس مهماتها العمل على شن الحرب على الجمهورية الاسلامية الايرانية وسحقها. كما ان تلك التنظيمات التكفيرية الارهابية اخذت تقوم بالعمليات الارهابية في كافة ارجاء العالم، بالتعاون الوثيق وحتى التنظيم المباشر من قبل السعودية، وذلك من اجل ارهاب المجتمع الدولي واجباره على الاعتراف بالزعامة السعودية للعالم الاسلامي.
كل هذا التاريخ الاسود للسعودية كان يسبق الزيارة "التاريخية" للملك سلمان بن عبدالعزيز الى موسكو.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
*كاتب لبناني مستقل








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. رفح: اجتياح وشيك أم صفقة جديدة مع حماس؟ | المسائية


.. تصاعد التوتر بين الطلاب المؤيدين للفلسطينيين في الجامعات الأ




.. احتجاجات الجامعات المؤيدة للفلسطينيين في أمريكا تنتشر بجميع


.. انطلاق ملتقى الفجيرة الإعلامي بمشاركة أكثر من 200 عامل ومختص




.. زعيم جماعة الحوثي: العمليات العسكرية البحرية على مستوى جبهة