الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


قصة قصيرة. الهزيع الاخير

سمير هزيم

2017 / 10 / 16
الادب والفن



اقتحمتُ كهوفي بأحلامي الضائعة تحت جنح الليل .. مستفزاً مشاعري المركبة وأحاسيسي الغريبة .. تدفعني كموج هادر نحو تسلق الجدران الليلية ..
غرفتي العلوية لفها الظلام .. كانت روحي سابحة في بحر الاوهام والصور المرئية الباهتة ..
حاولت التسلق كالقرد على جدران الأسطح العالية .. التمس بعيوني اضواءاً براقة .. اختلست مهارتها بعد تدريب سريع عليها .. انتعلت حذائي المطاطي .. ولففت رأسي بلفحة سوداء لم اترك منه شيئا ظاهراً سوى عيوني .. ورحت ابحث بين حبال الغسيل .. عن قطعة محددة اردتها بذاتها .. ولكني في تلك المحاولة بذاك الاتجاه لم اجد ضالتي ..
رجعت خائباً من مغامرتي الاولى ..
في المحاولة التالية .. اتجهت بالجهة الاخرى وانا اتسلق جداراً اثر جدار ... أتفقد حبال الغسيل .. اتلمس الملابس قطعة قطعة .. ارقب بعيوني الذئبية .. مسالك الطريق على أطراف أصابعي ..
على السطح البعيد حبل غسيل تتطاير عليه اذيال الملابس المغسولة .. كان الهواء الشرقي ضارباً مباني دمشق القديمة .. قفزت من سطح الى سطح بخفة .. حاولت ان استمع أصوات أهل البيت .. لا صوت ولا حراك .. الأنوار جميعها مطفأة .. تسلقت الجدار المرتفع .. نظرت الى الملابس .. هذا قميص رجالي .. وهذا بنطال جينز .. تلك البلوزة .. لا ليست هي طلبي .. هنا ملابس طفل .. ملابس داخلية ..
تلك هي على الحبل البعيد .. انها القطعة التي أريدها .. انها هي ..
بشكل مؤقت ملأت السعادة صدري .. ذهبت اليها .. أمسكت ملاقطها البلاستيكية وسحبتها بهدوء .. وكأني اسحب بعناية شعرة من داخل عيني ..
أخذت القطعة .. قربتها من انفي .. سحبت نفسا عميقاً .. لففتها وحضنتها .. وضعتها داخل قميصي .. عدت اعبر الجدران الى ان وصلت الى غرفتي .. .. أشعلت النور .. وضعت تلك البلوزة على سريري ..
صرت أتأمل الوانها .. اشم رائحتها مرة اخرى .. تمددت على السرير بجانبها ..
في تلك اللحظات الشجية ، سمعت طرقٌاً على باب بيتنا الحديدي ..
اطليت براسي من نافذتي الصغيرة .. رأيت جاري الساكن في الأسفل يفتح الباب ..
قال الرجل القادم : اريد الساكن في الغرفة العلوية ..
قال الجار : اصعد الى عنده ..
كنت اسمع الحديث بعد ان أطفأت نور غرفتي ..
بقيت متمسكاً برباطة جأشي .. صعد الى عندي ..
دفع الباب دون ان يطرقه .. لقد اصبح داخل الغرفة .. تكورتُ حول القطعة القماشية ..
قلت : من انت وماذا تريد ؟
قال : لقد شاهدتك على سطح بيتي .. ماذا سرقت ..؟
احتبس لساني في حلقي ..
لكن وبعد ان عرفت انه جاري القريب .. انا لم اسرق ...
لقد طار من عندي قميص .. وكي لا أزعجكم .. قفزت لاجلبه وعدت فوراً .. بإمكانك التدقيق بكل المواد الموضوعة على سطح بيتكم وانا أتحمل المسؤولية اذا نقص شيئا من عندكم ..
اقترب الرجل مني .. وصفعني على وجهي قائلا .. انا لا اسمح لأحد ان يعتلي داري من غير أذني ..
نظرت اليه معتذراً ... معترفاً بخطأي .. قلت له بتمون ياعم ..
ذهب الرجل ..
وقفت أطل من نافذتي الصغيرة على الأزقة العارية .. انظر الى المكان الذي مازال ينبعث منه رائحة البارود .. وانا احتضن بلوز فتاة احلامي ..
بنت حارتنا .. التي بقيت التقيها مع صباح كل يوم .. من دون ان اعرف بيتها ..
في الامس التقينا في الميكرو .. تبادلنا الابتسامات ...
واتفقنا ان نلتقي اليوم ..
لكن قذيفة طائشة سبقتني اليها لتختطفها مني ..
وتأخذها بعيداً ... بعيداً








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. حورية فرغلي: اخترت تقديم -رابونزل بالمصري- عشان ما تعملتش قب


.. بل: برامج تعليم اللغة الإنكليزية موجودة بدول شمال أفريقيا




.. أغنية خاصة من ثلاثي البهجة الفنانة فاطمة محمد علي وبناتها لـ


.. اللعبة قلبت بسلطنة بين الأم وبناتها.. شوية طَرَب???? مع ثلاث




.. لعبة مليانة ضحك وبهجة وغنا مع ثلاثي البهجة الفنانة فاطمة محم