الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


كلنا سقطنا أو أسقطنا .. في مستنقع الغدر والخيانة!

بير رستم
كاتب

(Pir Rustem)

2017 / 10 / 17
القضية الكردية




بير رستم (أحمد مصطفى)
ربما يعتبر البعض أن العنوان جاء كردة فعل طبيعية لواقع غير طبيعي، بل لواقع كارثي وذلك على مستوى القضية والسياسة الكردستانية _إن بقيت منها شيء_ وإننا نقول له؛ مبروك لقد أجدت القراءة ولكنك عرفت نصف الحقيقة ولم تصلك كل الحقيقة، رغم إدعائنا بأن لا أحد يملك كل الحقيقة، لكن على الأقل ما يمكن أن تشكل النصف الآخر من الحقيقة التي نحن نقتنع بأنها كذلك ولكي لا ندخل وندخلكم معنا في فانتازيا الكلام واللغة فدعونا نذهب مباشرةً إلى ما نود البوح به في ذاك النصف الآخر من المقصد في عنوان البوست وقولنا بأننا؛ "جميعاً سقطنا أو أُسقطنا في مستنقع الخيانة" .. وإليكم ذلك بدون رتوش:

1- سقطنا أو أسقطنا أولاً بخديعة من قبل "الحلفاء الدوليين" وعلى رأسهم الولايات المتحدة الأمريكية وذلك عندما صرحت ولأكثر من مرة بأنها؛ لن تسمح بنشوب نزاع واقتتال مسلح جديد بين حلفائها في المنطقة ضد "داعش" وكان يقصد قوات البيشمركة من جهة ومن الجهة الأخرى الجيش العراقي والحشد الشعبي، بل هي صرحت بذلك علانية ولأكثر من مرة بأنها لن تسمح بنزاعات مسلحة بين بغداد وأربيل.
2- سقطنا أو أسقطنا من قبل "الحلفاء الإقليميين" وعلى رأسهم المملكة العربية السعودية وذلك عندما أعطت الكثير من الاشارات؛ بأنها إلى جانب أربيل ولكن وعندما جد الجد، كان الملك السعودي أول من يتصل بالعبادي ليبارك له ويقول؛ بأنهم مع "وحدة العراق" وكأن العراق كان منذ زمن النياندرتال بلداً ديمقراطياً عربياً واحداً ليخاف "جلالة" الملك السعودي على تلك الوحدة.
3- سقطنا أو أسقطنا عراقياً وذلك عندما راهن الكرد على بعض الأصوات السنية من عرب العراق وهم يحرضونهم على العصيان ضد بغداد وبالأخير تبين لا حول ولا قوة لهم، بل إن الكثير سيقدم فروض الطاعة لبغداد قبل طلوع الفجر وربما هناك من كان يقول أمام الكرد وفي إعلامهم شيء وعند عشيرته شيء آخر وهو يأمل أن يعلق الكرد والشيعة لعلى السنة يحصلون على بعض الفتات وإن لم يكن فعلى الأقل هم لن يخسروا شيئاً جديداً.
4- سقطنا أو أسقطنا كردياً وهذه كانت الكارثة الحقيقية والسقطة المدوية التي سوف تقسم ظهر البعير _كردستان_ حيث "الإخوة الأعداء" كانوا يخططون معاً للاستقلال وبنفس الوقت كان هناك البعض منا يبيع مؤخرته للأعداء في سبيل الحصول على بعض الامتيازات الحزبية. وهكذا بحيث يكون التنازل عن القضايا والأهداف الاستراتيجية الوطنية بغية بعض المصالح الشخصية والحزبية الرخيصة وكانت تلك هي السقطة الأكبر والأكثر وجعاً وكارثيةً ليس فقط على مستوى إقليم كردستان (العراق) _ربما بعد فترة يلغى هذا المصطلح، كون سيكون هناك أكثر من إقليم وفق صك الخيانة الموقعة بين بعض من أبناء "هارباك" وملوك الفرس الجدد_ بل سقوطنا الكردي سيكون لها تبعات على المستوى الكردستاني معنوياً ونضالياً.. وهكذا فإن السقوط كردياً كان سقوطاً مقصفاً للظهر والإقليم والهوية والقضية.

لكن هل فقط أولئك يتحملون مسؤولية سقوطنا وبذلك نحن الآخرين؛ المناضلين المعترين والساسة المرتزقين والفيلسوفيين الفيسبوكيين .. براء من هذا السقوط المريع، طبعاً وقبلنا جميعاً؛ القيادة السياسية لكل الأحزاب والأطراف الكردستانية، ألسنا جميعاً مسؤولين عن هذا السقوط الفظيع حيث لو عدنا قليلاً للخلف لرأينا بأن واقع إقليم كردستان كارثي؛ فهناك الانقسام السياسي والإداري وكذلك العسكري وأن العلاقة بين أربيل والسليمانية كانت شبيهة بعلاقة الإقليم ببغداد حيث كما كانت هذه الأخيرة ليست لها أي صلاحية في الإقليم، فإن كل من أربيل والسليمانية كذلك كانتا تعيشان وكأنهما دولتان متجاورتان وإن كل الإخوة الذين يقيمون في الإقليم أو زاروه مرة يعرفون؛ بأن الذهاب من دولة "كاكستان" لدولة "مامستان" يجب أن تخضع لتفتيش دقيق وأحياناً لإجراءات أمنية مشددة وكأنك تنتقل من دولة لدولة أخرى في المشرق _كون لا حدود وحواجز وتفتيش أمني على الحدود الأوربية_ بل لو وقفنا على حال الواقع السياسي الكردي ونظرنا لخريطة الصراعات الحزبية وطرحنا الموضوع ببعض الشفافية ودون تجميلات ورتوشات حزبوية لوجدنا التالي:

- بأن البارتي ونقصد الحزب الديمقراطي الكردستاني (العراق) تحديداً كان وما زال يعمل لإضعاف الاتحاد الوطني لكي يتسيد هو الموقف السياسي ويتحكم في كل مفاصل السياسة والإدارة والاقتصاد في إقليم كردستان بحيث وصل الأمر بهم إلى تكوين تحالفات مع "أعداء الأمس؛ أي الاتحاد الوطني" لخنق صوت ما كان يمكن أن تكون معارضة سياسية وذلك مع بروز دور حركة التغيير "كوران" رغم كل ملاحظاتنا على أدائهم السياسي الأخير.
- وبالمقابل فإن الطرفين الأخيرين؛ أي كل من كوران والاتحاد الوطني فقد حنّوا لأيام "دفء العلاقة الرفاقية" وحاولوا أن يتغدوا بالديمقراطي الكردستاني قبل أن يتعشى هو بهم واحداً تلوى الآخر .. وهكذا فإن كل طرف كان يحفر تحت أقدام الآخر لكي "يسقطه" في الحفرة ولو بالتنسيق مع القوى الإقليمية حيث جماعة البارزانيين مع الأتراك والسليمانيين مع قاسم سليماني والملالي في إيران.
- وكذلك ولو بتأثير أقل؛ فإن الأوجلانيين والمنظومة العمالية عموماً نسقت مع طرف السليمانية _كوران والاتحاد الوطني_ لاضعاف موقف البارزانيين بحجة أن الأخير "عميل" تركيا دون الاعتبارات الجيوسياسية التي أجبرت قيادة أربيل وتحديداً الديمقراطي الكردستاني إلى ممارسة سياسة اللين مع تركيا؛ كونها بوابتها الوحيدة للعالم الخارجي .. طبعاً البارزانيين ومن جانبهم لم يبخلوا بالرد بسياسة أكثر حماقة وذلك في حصارهم ومعاداتهم لانجازات إخوتهم في روج آفاي كردستان أو ربما ما كانت تسمى بروج آفاي كردستان.

وهكذا فإنهم، بل إننا جميعاً ساهمنا في سقوطنا في الدرك الأسفل من مستنقع الخيانة حيث كل الأطراف كانت _وما زالت_ تبحث عن مصالحها الحزبوية ولو على حساب القضايا الاستراتيجية وأعتقد أن "صك الخيانة" يمكن أن يحمل توقيع كل الأطراف ولو أن هناك طرف قد وقع عليه فعلياً، لكن في الجانب العملي فإن كل الأطراف وفي حقيقة الأمر يمارسون ما ورد من نقاط خيانية بحق القضية والوطن للأسف .. ولذلم فإننا سوف نكتفي بالقول: مبروك لنا تاريخنا الهورباكي!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - أغنية كاويس آغا.
خليل احمد ابراهيم ( 2017 / 10 / 17 - 09:36 )
عندما يغني أغنية شيخ محمود،لدلالة كبيرة،ويقول كرد خاينو.
إذا صح التعبير الأيام تعود بنا إلى تسعينات القرن الماضي ولكن هذه المرة تبادل الأدوار ،انذاك دخل جيوش صدام أربيل بمساعدة الپارتي،وهذه المرة دخلت جيوش عبادي بمساعدة بافل الطالباني،هكذا نحن الكرد أعداء ذاتنا ولم نزل نسمع الذين يريدون الخير لنا ونصدق الذين يريدون لنا الشر.


2 - ملاحظات
منتصر كريم ( 2017 / 10 / 17 - 15:15 )
**إبتلى الشعب الكردي بقيادات غبية فاقدة للكرامة وظفت نفسها لخدمة المشاريع الخارجية، إقليمية ودولية، دون الأعتماد على الشعب.
**تعودت عائلة البرزاني وأجادت إستخدام الشحن القومي لأثارة الشباب وتجييشهم لتكسب هذه العائلة النتائج وتذهب الدماء هدراً.
** جعلوا من المقاتلين الأكراد -بندقية مأجورة- لتمرير سياسات خارجية مصدقين وعود الشاه مرة وأمريكا تارة والتحالف مع الصهيونية أخيراً وكأن هذه الأطراف وظفت نفسها لخدمة طموحات آل البرزاني بالسلطة والثروة.
** مسعود البرزاني وبعض قياداته وبدفع من مستشاريه الصهاينة، لبسوا ثوباً واسعاً عليهم، إعتقد مسعود أنه يستطيع إلى الأبد الأحتفاظ بنفط كركوك لحسابه الخاص.
** نفخ نفسه كثيراً وأبرز عنتريات فارغة ولم يتصرف كسياسي بل كقاطع طريق يعتمد الغزوات
** إمتلأت حسابات عائلة البرزاني من بيع النفط والسيطرة على الأقتصاد، وغير مسموح أن يكبروا أكثر كما يبدو، وقد تبدأ حسابات عائلة الطلاباني بالأمتلاء فقد جاء دور العائلة الأقطاعية الثانية لتنتعش.

اخر الافلام

.. شبح المجاعة يخيم على 282 مليون شخص وغزة في الصدارة.. تقرير ل


.. مندوب الصين بالأمم المتحدة: نحث إسرائيل على فتح جميع المعابر




.. مقررة الأمم المتحدة تحذر من تهديد السياسات الإسرائيلية لوجود


.. تعرف إلى أبرز مصادر تمويل الأونروا ومجالات إنفاقها في 2023




.. طلاب يتظاهرون أمام جامعة السوربون بباريس ضد الحرب على غزة