الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الإنسان والجنه بين الأمس واليوم

شدن جودي الهلسه

2017 / 10 / 20
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


سألت نفسي مرارا وتكرارا لماذا وعدت الأديان المؤمنين بالجنة ؟
ولماذا وصف الجنة جاء ,, كوصف مادي ,, وكأنها أرض أخرى لكن بها كل سُبل السعادة التي يحلم بها الإنسان ذاك الوقت ؟؟

جاء الوصف حسب اللبنات الأساسية للسعادة ,, وحسب تفكير وظروف كل شعب ,, بالتالي تختلف السعادة من شعب إلى آخر ,, لكن الفكرة موجودة أقصد " الجنة " عند الجميع ,, من مزارع القصب الفرعونية ,,, إلى جنات عدن الإسلام _ يهودية .

جميعهم إجتمعوا على نقاط أساسية ,, يجب تواجدها بهذا المكان الذي سينعم الإنسان بالخلود به :
_ سيلقى من يحب , من الذين إفتقدهم في الأرض _ الحياة الدنيا .
_ يلقى راحة أبدية ,, فلا يوجد عناء ومشقة أو عمل سوى الأكل والشرب وممارسة الجنس .
_ عدد كبير من الحوريات أو الجاريات ,, والغلمان .
_ مساكن وقصور فخمة .
_ النفيس والغالي الثمن ,, من ذهب وفضة ولؤلؤ ... الخ .

إنسان اليوم ,, سيضيف الكثير والكثير على هذه النقاط ,, فأفكاره تطورت ,, وإزداد وعيه وإزدادت متطلباته ,, وأصبح للسعادة معنى مختلف :
فإنسان اليوم ,, يمكن أن يطلب رصيد بنكي مفتوح ,, أو حتى بيت كالبيت الأبيض ,, وسيارات فاخرة جدا .
يحلم بمكان يعبر به عن رأيه بصراحة وبمنتهى الحرية ,, فهل الجنة هي المكان المناسب ؟
يحلم بمكان هادئ ليس به ضجيج السيارات ,, لكي ينعم بسماع موسيقى هادئة
هذه النقطة " الموسيقى " ,, برأيي نقطة جدا هامة ,, ولم تأتي على ذكرها الأديان ,,
يحلم بمكتبة تضم جميع الكتب التي كُتبت في العالم ..
يحلم بجهاز كومبيوتر ,, فائق السرعة والذكاء ..
لم تعد حوريات الجنة ولا قصورها ,, ولا أنهار الخمر واللبن ,, ولا ذهبها مغرية للإنسان المعاصر .
لكن ظلت مسألة لقاء الأحبة ,, الذين فارقهم على الأرض ,, تؤرق باله ,, فهو لحد الآن لم يستطع أن يستوعب بأنهم ذهبوا ولم يعودوا موجودين ,, ولا يمكن أن يوجدوا بعد ذاك .

دعونا نتخيل ,, بأن هناك شخص ,, يعيش بجزيرة ,, بمعزل عن البشر ,, لماذا سيفكر بأن يحيى مرة أخرى ,, أو أنه يوجد حياة أخرى غير هذه الحياة ؟؟
كيف سيرى الجنة ؟؟
مبدئيا لن يحلم بالذهب والفضة والحوريات والقصور الفارهة ولا حتى برصيد بنكي مفتوح ,, لأنها لا تعني له شيء .
لكن يمكن أن يحلم بأنه سيلتقي كائن آخر مثله ,,, أو حتى حيوان عزيز بالنسبة له ,, يمكن أنه قد دجّنه أو إعتنى به ,, ولقي حدفه لسبب ما .
ماذا غير ذالك ؟
سيحلم بمكان يشبه جزيرته ,,, شجر نخيل _ مياه عذبة _ شاطئ _ أرض تحيط بها المياه من جميع الأطراف _ سمك كثير _ أداة تصيد الحيوانات بمجرد الإحساس بالجوع _ يمكن أن يقصي كثير من الحيوانات التي تتسبب له بالخوف أو الذعر أو تشكل خطر على حياته ,, كالأفاعي أو الضباع أو النمور أو سمك القرش مثلا ..
قد يحلم بالطيران أو حتى بالمشي على الماء .
كل هذه أفكار يمكن أن تخطر على باله ,, وهي تختلف عن شخص يعيش بالصحراء ,, أو شخص يعيش في الجبال مثلا ..
لكل منهم بيئته التي يستخلص منها أفكاره ,, وكل شخص منهم يرى السعادة من منظوره ,, ويرى الراحة الأبدية من منظوره ,, ويرى الجنة خاصته ,, إذا ما فكّر بها ,, أو فكّر بوجود حياة أخرى .

مع تقديري ......








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. محللون إسرائيليون: العصر الذهبي ليهود الولايات المتحدة الأمر


.. تعليق ساخر من باسم يوسف على تظاهرات الطلاب الغاضبة في الولاي




.. إسرائيل تقرر إدخال 70 ألف عامل فلسطيني عبر مرحلتين بعد عيد ا


.. الجيش الإسرائيلي يدمر أغلب المساجد في القطاع ويحرم الفلسطيني




.. مصلون يهود عند حائط البراق في ثالث أيام عيد الفصح