الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


البرقع يجب منعه في كل المغرب وليس في التعليم فقط

كمال آيت بن يوبا
كاتب

(Kamal Ait Ben Yuba)

2017 / 10 / 22
الارهاب, الحرب والسلام


شعارنا : حرية – مساواة – أخوة

بتاريخ 17 أكتوبر 2017 و تحت عنوان "إستهداف النقاب من جديد ...بعد مذكرة الهندام حصاد يصدر مذكرة لمنع النقاب في المدارس " نشرت جريدة "هوية بريس" مقالا بتوقيع "إبراهيم الوزاني" تحدثت فيه عن منع ما سمته النقاب بالنسبة للأستاذات بمؤسسات التعليم بالمغرب.
ورافق الخبر صورة لسيدة تلبس ما يسمى "البرقع" الأفغاني و ليس "النقاب" و هو لباس أسود يغطي بالكامل جسم السيدات (المفترضات أنهن سيدات) اللواتي يلبسنه .أما النقاب فيقصد به في المغرب فقط ما كانت تضعه بعض النساء لتغطية النصف الأسفل من الوجه أي من نصف الأنف و ما تحته و الصدغين و العنق .و تبقى عيون السيدات واضحة و كذلك حواجبها و ربما جبهتها أيضا في أغلب الأحيان .و نشرت الجريدة كذلك صورة لمعالي السيد وزير التربية الوطنية و التعليم العالي و تكوين الأطرب جانب تلك الصورة ..
و معلوم أن هذه الظاهرة تمارسها أقلية معروفة في مؤسسات التعليم بالمغرب أغلبهن مرتبطات بتدريس التربية الإسلامية...وهي في الواقع غريبة عما كان معروفا منذ زمان حيث كانت السيدات تلبسن ما يسمى الجلابية ذات اللون المتعدد و التي لم تكن سوداء بالضرورة زائد النقاب الذي عرفناه أعلاه بالنسبة للواتي تجاوزن سنا معينة .و لم تكن هذه الظاهرة تثير أي زوابع ..
من السهل فهم أنه إذا كانت الأستاذة تلبس البرقع ومعروفة ، فهذا لا يشكل أي خطر على المؤسسات .
المشكلة هي إذا كان المنتظر أن الآتي للمؤسسة هي من يلبس ذلك البرقع أي الأستاذة ثم يطلع لك منه أحد الأشباح الذين يحلمون ب 72 حورية في الجنة و يدخل للمؤسسة على أساس أنه هو تلك الأستاذة ليفجر نفسه و سط التلاميذ و الأساتذة و الإدارة مثلا ..
بغض النظر عما أسماه صاحب المقال "حقا شرعيا" تؤسسه أفكار بشرية تمت نسبتها لله ظلما و عدوانا و تنم عن جهل عميق بتاريخ الإسلام و بيئته البدوية في شبه الجزيرة العربية في القرن السابع الميلادي المختلف تماما عن القرن الواحد والعشرين حيث كان الإنسان هناك كل همه الأكل والشرب و التناسل و يجد في هذا وحده العديد من المشاكل و المشاق في بيئة صحراوية حارة و قاسية حيث يتقاتل فيها العرب فيما بينهم فقط من اجل البقاء ، هل من كتب في معرض المقال المذكور عنوانه أعلاه :
"إن استهداف النقاب في دولة إسلامية يعتبر جريمة شنعاء، لأنه عبادة، والمرأة التي تضعه إنما تلبسه عن اقتناع بأن لباسها هو ما يقربها إلى الله تعالى، وهذا حقها الشرعي، وحقها حتى باعتبار دعوات الحقوق والحريات"
لا يفهم الهاجس وراء المذكرة المشار اليها في الخبر و يمكنه أن يضمن أنه لن يحدث أبدا ما إفترضناه أعلاه كإمكانية إجرامية يتسلل بواسطتها أحد مجانين حوريات الجنة بصفة تلك الأستاذة صاحبة البرقع المعروفة للمؤسسة ليفجر نفسه و بالتالي يستهدف أمن و سلامة التلاميذ و الأساتذة و الإدارة ؟
هل هاجس الوقاية من الجريمة صار مستعصيا على الفهم حتى صار ينعت هكذا بلا ضوابط "جريمة" في نظر كاتب المقال ؟
هل مبرر "دولة إسلامية " يبيح عدم البقظة و الحيطة و الحذر من المجانين حماية لأولاد و بنات الناس من أي مكروه داخل المؤسسات التعليمية ؟
هذا هو السؤال ..
و أين "إن الله لا ينظر إلى أجسامكم ولا إلى صوركم ولكن ينظر إلى قلوبكم " ..؟
فهل يستقيم هذا مع ضرورة تغطية كل الجسم طالما ان الله لا ينظر اليه ؟
و قد تجنبت الحديث عما يدل عليه ذلك البرقع في الثراث الإسلامي و بالنصوص الواضحة و يسئ بذلك لرموز الإسلام المقدسة في الواقع حتى لا أصدم من يجهل ذلك الثراث و هو يعتقد أنه يعرفه ...
ولا يعتقد أ حد هنا أنني أدافع عن معالي السيد الوزيرالحالي للتعليم.لأن الموضوع قد تم الحديث عنه في عهد معالي السيد الوزير السابق. و كتبنا مقالا عنه في حينه بمناسبة مناقشة الموضوع في فرنسا و ليس في المغرب أي قبل أن يتقلد السيد الوزير الحالي منصبه ..
مع تحياتي








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - هل يجرؤ على منع التبرج؟
عبد الله اغونان ( 2017 / 10 / 23 - 16:18 )
هناك من يلبسن تنورات قصيرة
ودجين يبين مفاتنهن
ربما لاعلاقة لهذا القرار بالتربية بل هو قرار سياسي
هل كان لرئيس الحكومة أو البرلمان رأي في هذا القرار؟

اخر الافلام

.. قادة الجناح السياسي في حماس يميلون للتسويات لضمان بقائهم في 


.. دعوات أميركية للجوء إلى -الحرس الوطني- للتصدي للاحتجاجات الط




.. صحة غزة: استشهاد 51 فلسطينيا وإصابة 75 خلال 24 ساعة


.. مظاهرات في العاصمة اليمنية صنعاء تضامناً مع الفلسطينيين في غ




.. 5 شهداء بينهم طفلان بقصف إسرائيلي استهدف منزلا في الحي السعو