الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لقطات من فلم رعب طويل

أديب كمال الدين

2017 / 10 / 25
الادب والفن


شعر: أديب كمال الدين
حينَ رفضتُ دورَ العينِ العمياء
في فلمِ الرعبِ الطويل،
أُعْطِيتُ
دور الرأسِ الذي يتدحرجُ طويلاً من المقصلة.
*
كنتُ ذكيّاً بما يكفي لأتوقع دوراً كهذا
فالفلمُ شهيّ،
فيه نساءٌ وطلقاتٌ وأفاعٍ وطغاة
وسجونٌ من كلِّ نوع.
وكلٌّ شيء فيه مُبهجٌ
حتّى السياط التي أدمنت الظهور
هي وموسيقاها التصويريّة.
*
بعينين مليئتين بالدمع
تهتُ طويلاً في شارعه المُغبّر.
كانَ دوري هو التائه الأبدي
برأسٍ مُتدحرجٍ من البدءِ إلى المنتهى.
لكنّني عدتُ بعدَ سبعين أسطورة كلكامشيّة
طفلاً بعينين سَمَكيّتين
إلى دوري القديمِ في الفلم.
*
في الفلمِ فراشة،
فراشةُ حبٍّ مُزيّفةٌ للأسف.
والصيّادون رائعون
رغمَ أنّهم من جنسِ السفهاء.
*
أصابعي المُرتبكة
أمسكتْ جناحي الفراشة.
حاولتُ أنْ أقبّلها
فتساقطتْ أصابعي الواحد بعد الآخر.
*
معَ أنَّ صوت صفّاراتِ الإنذارِ لا ينقطعُ أبداً
في هذا الفلم،
فقد كنتُ محظوظاً
لأنّي مُنِحْتُ فرصة أنْ أوقفَ الفلمَ قليلاً
لأبكي أو لأشقَّ ثيابي
أو لأكتبَ قصيدةَ حُبٍّ
عن جُثّةِ امرأةٍ جميلة
أو لأكتبَ قصيدةَ هجاءٍ
عن طاغيةٍ أرعبني بوجهين،
وجه لا يكفُّ عن اشعالِ الحروب
ووجه لا يكفُّ عن تهديدي
كي أغيّرَ عنوانَ كتابي
أو صورةَ الغلاف.
*
أحياناً كنتُ أرفعُ صوتَ الفلم
أو أجعلهُ صامتاً تماماً
أو حتّى أعيده
لأستمتع بلحظاتِ الرعبِ الباذخة
بعيداً عن كلِّ شيء.
*
الفلمُ الطويلُ مُستمر
لا أحد يستطيعُ تغييرَ السيناريو
أو منعَ المُمثلين من الكذبِ أو القهقهةِ أو الصراخ
أو طعنِ بعضهم بعضاً بالسكاكين.
*
الفلمُ مُستمر
لكنْ بدأتْ صفاراتُ الإنذار
تنادي عليَّ نداءً غيرَ مفهوم:
اخرج الآن!
ارفعْ يديكَ إلى الأعلى، إلى الأعلى، إلى الأعلى!
أرفعْ رأسك!
نحنُ نصوّرُك:
انظرْ إلى الأمامِ ثُمّ ابتسمْ!
**********
www.adeebk.com








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الفنانة غادة عبد الرازق العيدية وكحك العيد وحشونى وبحن لذكري


.. خلال مشهد من -نيللى وشريهان-.. ظهور خاص للفنانة هند صبرى واب




.. حزن على مواقع التواصل بعد رحيل الأمير الشاعر بدر بن عبدالمحس


.. بحضور شيوخ الأزهر والفنانين.. احتفال الكنيسة الإنجيليّة بعيد




.. مهندس الكلمة.. محطات في حياة الأمير الشاعر الراحل بدر بن عبد