الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


من يشبهِك

مروان هائل عبدالمولى
doctor in law Legal counsel, writer and news editor. Work / R. of Moldova

(Marwan Hayel Abdulmoula)

2017 / 10 / 25
مواضيع وابحاث سياسية


كانت أغنية الفنان الكبير ابوبكر سالم (من يشبهِك) عن اليمن , تزلزل أحاسيسي و وجداني كلما سمعتها , كانت الكلمات واللحن تأخذنا , إلى مستويات نفسية و أحاسيس عالية و رائعة , إلى الفخر بالحضارة والتحول إلى منارة إلى جمال سواحل عدن و اخضرار أب و أصالة البن اليافعي وشهرة عنب صعده العالمية , إلى زيارات هامات الثقافة والإعلام والسياسية الإقليمية والدولية لدولة الوحدة , إلى بواخر السياح الراسية في ميناء عدن وطائرات الزائرين في صنعاء , واليوم للأسف هذه الأغنية الجميلة كلما سمعتها تثير في نفسي الحسرة والحزن رغم روعة كلماتها وعذوبة اللحن , فوضع اليمن لا يحسد عليه و وحدة الشمال والجنوب فعلياً انتهت , بفضل خفافيش الظلام والجهل , التي عملت جاهده منذ اليوم الأول للوحدة على نشر الفوضى عبر إشعال الصراعات المسلحة وسياسة الاغتيالات والإخفاء ألقسري والإقصاء والتهميش للمعارضة , ونجحت بذلك في أخذنا من أجواء السلم والمحبة والإخاء والأمان إلى الفتن والحروب والجوع والأمراض , من شعب القلوب الرحيمة إلى إرهابيين قتلة وأميين , وأعادتنا , ليس إلى حظيرة الحضارة , بل إلى البدائية وعنفها , وألان حتى سراب شريط الذكريات الجميلة المتبقي تريد دفنه أو تحويله إلى أحاسيس وحنين مقرفه مشحونة بالكراهية لبعضنا البعض , وهذا ما يمكن أن يلاحظه أي مواطن بسيط أو أي مراقب للحياة العامة في اليمن شمالاً وجنوباً , حتى ولو كان مغفلاً , سيدرك ويلمس ويرى أن هناك قوى سياسية وقبلية لا تتوقف مساعيها عن نشر التفرقة القائمة على الدم وإفشال أي تقارب إنساني وحوار حضاري بين المكونات السياسية والعسكرية في الشمال والجنوب من اجل البدء بخطوات لتهدئة الحرب ولو على حساب العودة إلى شكل الدولتين الشطريتين , ومناقشة الأزمات التي تطحن المواطن , الذي يعيش أمام غياب تام لدولة المؤسسات والنظم تدارك الوضع المزري المنظم والمستفحل .

يمن الحاضر عبارة أحداث يومية سوداء , فساد وقتل وبيع وشراء بالوطن والإنسان وحروب فرقت نسل عدنان وجلبت العار لأصل قحطان ودمرت الروح والفن وحولت السعيدة إلى حزينة , أحداث جعلت دول العالم قاطبة بالفعل لا تشبه اليمن, كيف لا , وفيها حكومتان وجيشان وسياستان و إقتصادان وفتاوى مفصلة على ما يشتهي الحكام وقتلى الطرفين شهداء , في صنعاء يسرقون رواتب المعلمين ويطالبون بإغلاق المدارس وار سال التلاميذ الصغار إلى الموت في جبهات القتال على أيادي الكبار, في صنعاء جاهل يختبئ في كهف يحلم بالحكم , ورئيس سابق يتحرك في أنفاق تحت الأرض يشطح وينطح ويحلم بالعودة إلى كرسيه , الذي سقط منه, وفي عدن تموت الناس بالعبوات الناسفة ومن طفح المجاري المتعمد و الرصاص الراجع , ورئيس يحكم من خارج البلاد وحكومته خارج نطاق التغطية السياسية والاقتصادية .
هذه الحرب دقت المسمار الأخير في نعش الوحدة , وفي الأفق ملامح وضع ما قبل 22 مايو1990 مع تغيرات تطال الدولتين و شكل الأنظمة السياسية السابقة , وحتى الجغرافيا , ولا يوجد احد يفكر في هذا التفتت القادم الذي يمكن أن يزعزع أمن واستقرار المنطقة بكاملها إن لم يتم إدارته والسيطرة عليه , المنطقة , التي شهدت دولها حضارات وتغيرات ايجابية وتطورات , إلا منطقتنا محلك ثابت , وألان كلما سمعت أغنية من يشبهِك أشعر بالحزن الشديد وبالألم على تاريخ الملكة بلقيس وأروى والعظيمة سباء , ويزيد ألمي كلما أتذكر التاريخ القديم والجديد لليمن , خاصة مع ظهور حكام جدد في العالم مثل فيسبوك وتوتير وابل ونوكيا وسامسونج , بينما هنا لازالت تمارس طقوس من العصر الجاهلي في أبشع صوره ,أضف عليها الكثير جداً من الفساد والفقر والظلم , و أناس تموت في الحرب ومن الجوع والمرض , وأخرى معدومة لا تملك شيء حزينة وقلقة على مدار ال ٢٤ ساعة








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. إدارة بايدن وملف حجب تطبيق -تيك توك-.. تناقضات وتضارب في الق


.. إدارة جامعة كولومبيا الأمريكية تهمل الطلاب المعتصمين فيها قب




.. حماس.. تناقض في خطاب الجناحين السياسي والعسكري ينعكس سلبا عل


.. حزب الله.. إسرائيل لم تقض على نصف قادتنا




.. وفد أمريكي يجري مباحثات في نيامي بشأن سحب القوات الأمريكية م