الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


استحقاق النجاح ... اشتراطات النجاح .

صادق العلي

2017 / 10 / 26
مواضيع وابحاث سياسية


استحقاق النجاح ... اشتراطات النجاح .
,,,
من ضمن المفاهيم والمصطلحات المغلوطة في العقل العربي هو مصطلح ( النجاح) , والكيفية التي يتعامل بها الجميع مع النجاح سواءً كان هذا النجاح فردياً او جماعيا , وهل ثمة رابط بين النجاحين ؟, بمعنى هل يؤدي النجاح الفردي الى النجاح الجماعي وبالعكس ؟.
لا شك بأن جميع مجتمعات العالم بكل مستوياتها الاجتماعية والدينية والسياسية تنادي بالنجاح للافضل , وتنادي ايضاً بإعطاء اصحاب الاختصاص من الكفاءات اعطائهم الفرصة التي يستحقونها , كي يقدموا ما لديهم من مشاريع كي يرتقوا بإنفسهم وبمجتمعاتهم , لكن على ارض الواقع هناك دائما اناس يخطفون تلك الفرص ممن يستحقونها مع قناعتهم بأنهم ليسوا اهل لها !, ايضاً هناك دائما من يعمل على تهميش الكفاءات والعمل على عدم السماح لهم بالوصول الى الدرجات التي يستحقون , قد تبدو حالة فردية وقت حدوثها ولكن تأثيرها جماعي كبير اذا ما تكررت وهي على اية حال تتكرر بأستمرار , الامثلة كثيرة سواءً في الداخل المجتمعات العربية او جالياتها في الخارج ,
يصر البعض على الادعاء وتقديم انفسهم بوصفهم فنانيين او ادباء او شعراء ( لا اعتراض على الادعاء ) كون الفيصل هو الابداع وليس الادعاء , لذلك يقوم هؤلاء بتأسيس تجمعات واتحادات ومنظمات مجتمع مدني تحت عناوين سياسية وثقافية واجتماعية ( لا اعتراض على تأسيسها ) , المشكلة لا تكمن بوجود هذه المؤسسات او الاتحادات بل هي حالة صحية , ولكن تكمن في ان هؤلاء يقاتلون بلا حياء من اجل الظهور امام الكاميرات وبالتالي يتناولون موضوعات كبيرة بطريقة بسيطة تكاد تكون غبية , هم بالتأكيد يعانون من حالة الشعور بالنقص , ولكن بالضرورة سنصل الى حالتين :
الحالة الاولى :
ظهور البسطاء او الجهلة على الفضائيات بوصفهم قادة مجتمعاتهم لمجرد امتلاكهم منظمات مجتمع مدني على اختلافها , سيقدمون مجتمعاتهم بصورة بسيطة كما اسلفت كونهم لا يمتلكون مؤهلات او مهارات التحليل او الطرح , فمن طريقة حديثهم وتناولهم للموضوعات المطروحة يدرك الجمهور انهم بسطاء او اغبياء , مما يؤكد على ان التخلف الذي تعاني منه مجتمعاتهم هي حالة طبيعية ومنطقية , على اعتبار ان قادة هذا المجتمع بهذه البساطة وهذه السطحية , وهذا اخطر بكثير من اي استعمار تتعرض له هذه المجتمعات طبعاً بعيداً عن نظرية المؤامرة .
الحالة الثانية :
سيكون المبدع الحقيقي بمواجهة حتمية مع هؤلاء الجهلة , لانهم يمثلون الواقع المزري او لانهم يصنعون هذا الواقع المزري , ولان المبدع الحقيقي يمتلك مشروعاً ادبياً او فنياً فأنه اما سيحارب هؤلاء الجهلة وسينشغل عن مشروعه الادبي والفني وهذا ما يتمناه الجهلة , او ينسحب من الساحة ويتفرغ الى مشروعه الذي يجده كل حياته , هنا سينتشر الجهل اكثر فأكثر ويزداد التخلف وهذا واضح في الدراسات والبحوث السنوية التي تجريها بعض الجامعات العالمية والهيأت المدنية , ايضاً سترتفع اصوات من مكان اخر بأن انسحاب الكفاءات والشرفاء من المشهد سيجعل الفساد بحالة تكاثر وسيتصدر الجهلة المشهد , يبدو اننا سنرجع الى السببية والى المثال الاشهر فيها وهو من جاء اولاً البيضة ام الدجاجة .
ثمة اشتراطات للنجاح وهذا ليس اكتشافاً فريداً او جديداً لي , كثيرون يعرفون ان هذه الاشتراطات تخضع للسلطة السياسية والامنية والدينية والاقتصادية ... الخ , لا يستطيع اي شخص النفاذ منها والنجاح بأختصاصه الا بدعم احدى هذه السلطات او اكثر , في اغلب احيان تكون هذه السلطات او بعضها مرتبط بشكل او بأخر لذلك تجدها تجامل بعضها البعض على حساب المصلحة العامة , وهذا كما اسلفت يبدو واضحاً جليا في المجتمعات العربية بالتحديد او جالياتها في الخارج , لا شك هناك تفاوت الى حد ما بين مجتمع واخر ولكن بشكل عام تؤمن كل هذه المجتمعات بكلمة واحدة او بفكرة واحدة سائدة وهي ( ابن الوزير وزير وابن الغفير غفير ) مع بعض الاستثناءات طبعاً, حتى وان قبلنا بهذه القاعدة كأمر واقع لا مفر منه فاننا لن نقبل نتائجها على الجميع بالتساوي , الطموح الكبير والايمان بالذات اهم ادوات اصحاب الكفاءات الذين يجدون انفسهم في ظلم وفي حيرة من امرهم , فاما ان يرفعوا الراية البيضاء ويعملوا تحت مظلة هؤلاء الجهلة وسيظهرون على الساحة كخط ثاني او ان يستمروا بالعزلة وبالعمل واثبات الذات مع التهميش .

صادق العلي - ديترويت








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. استشهاد فلسطينيين اثنين برصاص الاحتلال غرب جنين بالضفة الغرب


.. إدارة جامعة جورج واشنطن الأمريكية تهدد بفض الاعتصام المؤيد ل




.. صحيفة تلغراف: الهجوم على رفح سيضغط على حماس لكنه لن يقضي علي


.. الجيش الروسي يستهدف قطارا في -دونيتسك- ينقل أسلحة غربية




.. جامعة نورث إيسترن في بوسطن الأمريكية تغلق أبوابها ونائب رئيس