الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


فلسفة عابرة ٣

ادم عربي
كاتب وباحث

2017 / 10 / 27
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع


فلسفة عابرة ٣
الضرورة تقتضي وعي الواقع ، التناقض بين الشيء وضده هو بمعناه الاشمل هو الواقع ، فانت كلما امعنت النظر في الواقع الموضوعي والذاتي منه ، كلما لامست حلولا بفكره ثالثه لا تخرج في جذرها عن الاصل ، فمن الحسن يخرج السيء ، ومن السيء يخرج الحسن ، والحسن والجيد في التحام لا انفصام فيه ، فلا يمكن فصل احدهما عن الاخر ، مهما ارتفع منسوب احدهما على حساب الاخر , ان اردت تغيير الواقع فلا تبحث عن طرق من خارج ذاك الواقع ، فالسيء يحمل بين احشائه ما هو جيد ويعيش به ومعه ، ان الجانب السلبي لم يات الا بما يُقم الدليل على ان الجانب الايجابي كائن ويمكن استنهاضه ، الناس مهما اختلفوا في معتقداتهم وافكارهم لا يخرجوا عن مدرستين اثنتين : منهم من يرفض الواقع لمخالفته الفكره ، ومنهم من يرفض الفكره لمخالفتها الواقع ، وشتان بين الاثنين ، اينشتاين قال : كلما حلقت الفكره بعيدا عن الواقع كلما ارتفع منسوب الصواب فيها ، وحتى نتامل ما كتبنا نتابع ما حدث لبطل القصه .
آزار حكيم ولبيب ويفهم بامور التنجيم وهو محط ثقه لدى الملك ، فهو يستخيره في كل امر غيبي وآزار تصدق كثيرا توقعاته ،كان الملك يعاني من فرط اللحوم والشحوم المكتنزه في جسده فهو لا يقوى على الحراك من ثقل وزنه ، وقد استعان بكل الاطباء دون جدوى ، جمع الملك الاطباء والحكماء ومنهم آزار للبحث عن حل لمشكلته ، جميع الاطباء نصحوه بتقليل الطعام الى وجبه واحده يوميا ، آزار الحكيم كان مراقبا وحاضرا ، فقال للملك دواءك عندي ، تعجب الملك كثيرا وقال له : انت تفهم بعلم التنجيم ، فما علاقتك بالطب ، فرد آزار ، يا سيدي لانني افهم بالتنجيم فاعطني يوما حتى اقرا طالعك ، لعلي اعرف هل ما وصفوه لك الاطباء من تقليل الطعام لوجبه واحده يوميا ، تُفيدك ام لا ، فان كانت تُفيدك فلنمض بها ، وان كانت لا ، فلا حاجه لحرمانك من الطعام ! وافق الملك فورا وقال لآزار ،، انا غدا في انتظارك .

صباح اليوم التالي جاء آزار مهموما حزينا ، وقد ساله الملك : هل قرات الطالع؟ فرد آزار باكيا ! نعم يا مولاي ، طالعك يقول انك ستموت بعد شهر من الان وانا مسؤول عن كلامي هذا ، وحتى تتاكد من صدقي ، احبسني في قصرك ، فرد الملك حسنا ادخلوه السجن .

دخل الملك في هم وغم منذ لحظه اخبار آزار له واخذ يعد الثواني واللحظات ، وهو في يقين نفسه انه سيموت بعد شهر ، مضى تسع وعشرون يوما ، فامر الحاجب ان ياته بآزار ، ولما حضر آزار ، ساله الملك :هل موتي غدا؟ رد آزار سامحك الله يا مولاي ، انظر لجسمك كم هو رشيقا ، فقد فقدت معظم جسمك ، وهذا ما اردته لك ، فالهم والغم يُذيب اللحوم والشحوم من الجسم ، انتبه الملك الى جسمه دون ان يصدق ناظره ، فها هو رشيقا ، وفرح فرحا شديدا واجزل العطاء لآزار .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. التوتر يشتد في الجامعات الأمريكية مع توسع حركة الطلاب المؤيد


.. ما هي شروط حماس للتخلي عن السلاح؟ • فرانس 24 / FRANCE 24




.. استمرار تظاهرات الطلاب المؤيدة للفلسطينيين في الجامعات الأمي


.. وفد مصري إلى إسرائيل.. ومقترحات تمهد لـ-هدنة غزة-




.. بايدن: أوقع قانون حزمة الأمن القومي التي تحمي أمريكا