الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


غياب الحريات في العالمين العربي والاسلامي.

محمد نضال دروزه

2017 / 10 / 28
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني



تشير احدى الدراسات الصادرة عن (فريدم هاوس) بيت الحرية : أن جميع الدول الاسلامية بما فيها الدول العربية تقريبا تقبع في قاع الدول التي تحترم الحريات. ففي قائمة الثماني عشرة دولة المصنفة أسوأ الدول في العالم فاقدة للحرية. فيها عشرة دول اسلامية.ولا توجد دولة اسلامية واحدة على قائمة الدول الحرة والتي يبلغ عددها 76 دولة. واكثر الدول الاسلامية حظا تقع في القائمة اللاحقة. وهي قائمة الدول التي تتمتع بحرية جزئية.
يعلق على هذه الظاهرة الكاتب (كين ادلمان) في مقال له في صحيفة (الواشنطن تايمز) حيث لا يعتبرها مصادفة ويقول انها تحمل (خصائص مخيفة).ففي نظره هناك علاقة بين انعدام الحرية والايمان الديني الاسلامي.والا كيف يمكن للدول الاسلامية التي تشكل حوالي ثلاثين في المئة من دول العالم. ان تعجز عن تقديم نموذج دولة واحدة حرة ؟ وكيف يمكن ان تملأ الدول الاسلامية والدول العربية من ضمنها أكثر من نصف قائمة الدول العديمة الحرية ؟ وكيف يرضى ما يقارب الالف وثلاث مائة مليون انسان مسلم يعيشون في مساحة على طول عشرة آلاف ميل تمتد من المغرب غربا الى اندونيسيا شرقا ان يحرموا من حرياتهم ؟ ام ان هناك عوامل اخرى تحاصر الانسان بحيث لا يستطيع التحرك وتحقيق وجوده وحياته بحرية ويسر وسهولة .فتجمد حريته وتغيب عقله بالاوهام. فيبالغ في احلام يقظته هربا من القهر والقمع والكبت والحرمان الذي يعانيه.
فانعدام الحرية ليس القاسم المشترك الوحيد بين مجتمعات الدول الاسلامية والعربية الاثنتين والخمسين بل الجهل والفقر والعيب والحرام والعجز والاتكالية والغفلة والخوف والكبت والحرمان والفوضى والفساد والاستبداد والتخلف الثقافي والحضاري ايضا .لان مجتمعات هذه الدول منذ آلاف السنين عاشت وما زالت تعيش في بيئة يغلب عليها الطبيعة الصحراوية القاسية جدا: بندرة مواردها الطبيعية: من الثروة المائية وندرة الاراضي الصالحة للزراعة وندرة الثروة الحيوانية.وصعوبة العمل في تقلبات الطقس وخصوصا شدة الحرارة الصحراوية.فاصبح الانتاج الزراعي والاقتصادي لهذه المجتمعات ضعيفا عاجزا عن تطويرها وتطوير ثروتها البشرية.وهذا لعدم تمكنها من السيطرة على طبيعتها اصبحت تحت رحمة قسوة تقلباتها وخصوصا تقلبات مواسم الامطار. فسادت فيها ثقافة الفكر الجبري الاتكالي وهي فاقدة القدرة على التفكير والتخطيط وفاقدة الارادة على التنمية والتطوير والتحديث.ضمن هذه البيئة وظروفها التي لامجال فيها لحرية الاختيار. فساد فيها الخوف والغفلة وثقافة الجهل والاستبداد وغياب الحريات. اذن لا سبيل لانتشار الحريات الانسانية في هذه المجتمعات الابتربية وتعليم الاجيال الصاعدة على جميع المستويات والاعمار على اعمال العقل بالمعرفة العلمية والتمرس على التفكير العلمي النقدي والتزود بالثقافة العلمية الانسانية وثقافة حقوق الانسان وثقافة حرية الاعتقاد وحرية التفكير وحرية التعبير ضمن تنمية اقتصاد وطني حر شامل يضاعف الانتاج الاقتصادي في جميع مرافق الحياة بزيادة الوفرة في كل شيء فاسحا المجال لحرية الاختيار واطلاق جميع الحريات الانسانية في المجتمع.
محمد نضال دروزه








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - نسبية في الغرب أيضا
نور الحرية ( 2017 / 10 / 28 - 18:11 )
الا ان الحرية في الغرب نسبية أيضا فقضية كاتلونيا أبانت عن شرخ كبير بين النظرية والتطبيق الفعلي اذا تعلق الأمر بالمصالح الحيوية.

اخر الافلام

.. شاهد: الأقلية المسلمة تنتقد ازدواج معايير الشرطة الأسترالية


.. منظمات إسلامية ترفض -ازدواجية الشرطة الأسترالية-




.. صابرين الروح.. وفاة الرضيعة التي خطفت أنظار العالم بإخراجها


.. كاهنات في الكنيسة الكاثوليكية؟ • فرانس 24 / FRANCE 24




.. الدكتور قطب سانو يوضح في سؤال مباشر أسباب فوضى الدعاوى في ال