الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


كركوك .. وتدويل القضية الكردية.

بير رستم
كاتب

(Pir Rustem)

2017 / 10 / 28
القضية الكردية




بير رستم (أحمد مصطفى)
ربما الكثير منّا ما زال يعيش آثار الضربة أو الصدمة والانتكاسة التي تعرضت لها السياسة الكردية في الإقليم، بل وعلى عموم كردستان حيث وبعد أن كان شعبنا يعيش نشوة الاستفتاء والتي وجدها بداية لإعلان الاستقلال وتشكيل كيانه السياسي، رافضاً الإملاءات الإقليمية و(النصائح) الخارجية ومتمسكاً بحقه الشرعي في نيل تقرير المصير، جاءت خيبة الأمل ولتكون حجم الكارثة والخيبة بحجم الآمال التي وضعت عليها، بل وزاد الطين بلة بأن فقدنا الكثير من المناطق الخاضعة لإدارة الإقليم وعلى الأخص كركوك وكل تلك المناطق التي خضعت لبند "المناطق المتنازع عليها" دستورياً، مما زاد من مرارة الخيبة والانتكاسة، مما دفع الكثير منّا وهو يريد إلقاء اللوم على هذه الجهة أو تلك في محاولة للتخفيف من صدمة الفاجعة وقد ذهب قسم كبير لإلقاء اللوم على الرئيس بارزاني شخصياً؛ منهم نتيجة خلافات وأحقاد حزبية وضرب الجهة السياسية المنافسة له كردستانياً أو على مستوى الإقليم والبعض الآخر يدفعه خيبة الأمل بشخصيته وما لها من كاريزما سياسية قيادية وكرئيس للإقليم وكان عليه أن يكون دقيقاً في قراءته للظروف بحيث لا يغامر بمكاسب شعبنا في إقليم كردستان، متناسين جميعاً بأن كل الأطراف وافقت على الاستفتاء.. وبالتالي المسؤولية جماعية وليست فردية، كما أن لا يمكن تحميل كل المسؤولية لرأس الهرم؛ إن كان حقداً أم أملاً به حيث الموضوعية تفرض أن نقول بأن؛ الأسباب كثيرة فيما آلت إليها الأوضاع، إن كانت منها التي تتعلق بسياسات الإقليم نفسها أو بالظروف الموضوعية الإقليمية والدولية.

طبعاً وقفنا على تلك الأسباب والمقدمات وبالتالي لن نعود مجدداً إليها وهي كثيرة؛ منها التي تتعلق بالخلافات السياسية الداخلية وواقع الإقليم الشبيه بحالة القبائل والعشائر الحاكمية وليست مؤسسات وطنية وللأسف؛ حيث الإنقسام ممتد للمنظومة الدفاعية نفسها، كما أن حالة الفساد وتعطيل المؤسسات الدستورية هي الأخرى ساهمت في هشاشة الداخل مع أسباب أخرى كثيرة، لكن بكل تأكيد كان يمكن ترميم كل ذلك لو توفر دعم دولي وليس إقليمي؛ كوننا ندرك جميعاً بأن دول الجوار الإقليمية لا يمكن بحال من الأحوال الموافقة على استقلال كردستان وهي التي تشارك الدولة العراقية في إغتصابها لأجزاء من كردستان حيث "لا أحد يجلب الدب لكرمه" وبالتالي هي ستكون في الجبهة المعادية لأي حراك كردستاني نحو تقرير المصير والاستقلال، لكن وللأسف كان الموقف الدولي مخزياً وساقطاً بكل معنى الكلمة حيث الجميع فضل المصالح على المبادئ وهي استمرار للعهر السياسي والأخلاقي لهذه الدول والمنظمات العالمية _بما فيها الهيئات الدولية؛ مثل الأمم المتحدة_ ولهذه الأسباب مجتمعةً وغيرها تعرض شعبنا لهذه الفاجعة أو النكبة السياسية الأخيرة، مما دفع الكثير منّا وكما أسلفنا سابقاَ لأن يبحث عن "كبش فداء" حيث وجد البعض ضالته، بل فرصته في توجيه ضربة قاصمة للبارزاني وكاريزميته الوطنية وبالتالي كان لا بد من الوقوف في وجه هذه الحملة الشعواء أو الطعن في الظهر لأهم شخصية وطنية كردستانية في العصر الحديث حيث أي ضربة له وفي هذه المرحلة يعني توجيه الضربة للسياسة الكردية عموماً، لما لشخصيته من دور فاعل.

وهكذا كان لا بد من دعم سياسات الإقليم والرئيس بارزاني في وجه هذه الحملات الشعواء والتي أستهدفت القضية الكردية عموماً حيث الاستمرار فيها كان يعني المزيد من الانكسار وربما الدخول في أنفاق أكثر كارثية على مجمل الوضع السياسي وإن الكثيرين راهنوا على الانقسام والاقتتال الداخلي وعلى الأخص عراقياً وإقليمياً ولذلك كان المفروض ومن العقلانية والوطنية الكردستانية التصدي لهكذا حملات تشويهية وممارسة السياسة بنفس حكيم وتدوير الزوايا بحيث تجعل من الخسارة بداية مرحلة جديدة في العمل الوطني.. وبرأي فإن القيادة الكردية في الإقليم قد نجح من تخفيف آثار الانتكاسة، بل قاموا باستثمارها سياسياً بحيث جعلوا من دخول القوات العراقية والحشد الشعبي وما أرتكبوها من إنتهاكات بحق المواطنين والرموز الكردية مادة إعلامية وسياسية للضغط على دول العالم بوقف هذه الانتهاكات وخاصةً عندما رافقها اللين وعدم اللجوء للعنف المضاد من قبل الكرد، بل والقبول بتجميد نتائج الاستفتاء والدخول في حوار سياسي مع بغداد حول كل الملفات المتعلقة بالشأن الكردي ومنها المادة 140 من الدستور العراقي والمتعلقة بالمناطق المستقطعة من كردستان وبالتالي تدويل الملف وقد وجدنا مؤخراً؛ بأن كل الدول الفاعلة في الملف السياسي العراقي وعلى الأخص الأوربيين والروس والأمريكان، طالبوا بوقف العمليات العسكرية والجلوس لطاولة المفاوضات وحل تلك القضايا العالقة منذ سنوات وهكذا فقد نجح الكرد في إشراك تلك الدول في وضع الحلول المناسبة لمجموع تلك الملفات السياسية.

وأخيراً؛ فإنني أود أن أنوّه لقضية جد مهمة يجب علينا جميعاً إدراكها في العمل السياسي، كتابةً ومقالاً أو ممارسة وطنية حزبية، بأن الخلاف الحزبي يجب أن لا يكون سبباً للأحقاد والعمل على "الحفر تحت أقدام المنافس والشريك السياسي"؛ أي بمعنى أن لا نلجأ إلى ضرب الطرف الكردستاني المنافس لنا بهدف أن تبقى الساحة السياسية لنا وحدنا حيث وعندما "يؤكل الثور الأبيض" سوف يأتي ذاك اليوم الذي تُؤكل فيه أيضاً.. طبعاً أقول ذلك، كون أغلب قادة الحركة الوطنية الكردستانية وأحزابها وكتلها السياسية وحتى نخبها الثقافية وللأسف تمارس السياسة بتلك العقلية وربما ملاحظة أحد الأصدقاء يوضح هذه العقلية وهو يعلق على إحدى بوستاتي قائلاً؛ "ماموستا بير عندما كان بارزاني في عزة القوة كنت تنتقده والأن عندما تعرض لنكسة وقفت جنبه انت و قلمك كما قال مثل صديق وقت الضيق ليس متل بعض قيادات احزابنا الأن يقولون بارزاني لم يدرس وضع داخلي و الخارجي بدقة ارضائاً لسيده السلطان". طبعاً وللأسف الكثير إعتبر بأن إنتقاداتي لسياسات الإقليم في فترات سابقة نوع من الانقلاب السياسي، بل والبعض أتهمني بالارتزاق والعمالة للطرف الكردستاني الآخر وتحمّلت إساءات البعض وحتى مسبات وشتائم البعض منهم، متمسكاً بقناعاتي السياسية؛ بأن توجيه النقد للأخطاء في وقت يكون الإقليم والقيادة الكردستانية في أوجّ قوته تعني تصويب تلك الأخطاء ليزداد الإقليم قوةً، لكن وعندما بدأ الكل يتهجم عليه للنيل ليس فقط من قيادة الإقليم وشخصية الرئيس بارزاني تحديداً _وبالمناسبة هو ليس فقط تهجماً على شخصية وطنية كردستانية وإنما للنيل من قضية شعبنا_ وبالتالي وّجب علينا جميعاً أن ننسى بعض تلك الأخطاء وذلك للوقوف في وجه هذه الحملات الشعواء التي تريد النيل من القضية وليس كما توهم أحدهم؛ بأن "من حبي للبارزاني أبرر له كل اخطاءه" وإنني "أحوّل الخسارة الى انتصار كما يفعل البعثيين" مع إنني لا أنكر حبي ومحبتي لشخصية الرئيس بارزاني وحكمته وأخلاقه الوطنية، لكن ما يهمني أكثر هو تفانيه وخدمته لقضايا شعبنا ولذلك وقفت معه في هذه الظروف التي تتطلب دعماً كردستانياً له، كونه يمثل إرادة شعب ومرحلة تاريخية ومن أراد النيل منه أراد النيل من إرادة شعب قال بالأغلبية المطلقة له؛ نعم لاستقلال كردستان.


الكلمة الأخيرة والتي نوّد قوله في مقالتنا هذه هو التالي؛ أنه وعلى الرغم من كل الظروف والمناخات السياسية التي تمر بها المنطقة وإقليم كردستان تحديداً، إلا أن الاستفتاء نجح بإيصال ملف المناطق الكردية المستقطعة منها للمنابر الدولية وبالتالي تدويل القضية الكردية وبقناعتي ستكون هذه بداية البحث عن الحلول الجدية وذلك بعد مماطلات كثيرة من قبل الحكومة العراقية.. وهكذا ومرة أخرى يستوجب علينا جميعاً دعم سياسات الرئيس بارزاني والحكومة الكردستانية عموماً وعندما تهدأ العاصفة ويزول الخطر، لنمارس النقد السياسي بخصوص كل المرحلة، بل والمطالبة بمحاكمة البعض إن تطلب الأمر طبعاً وبنفس الوقت هذا لا يعني تأجيل معالجة عدد من القضايا المستعجلة وخاصةً فيما يتعلق بقضايا الفساد والإنقسام الداخلي وتفعيل المؤسسات الوطنية ومحاكمة البعض ممن تقاعس عن أداء واجباتها الوطنية حيث هكذا ملفات لا تؤجل في أي ظرف سياسي، بل ربما المرحلة تتطلب الاستعجال في معالجتها لتمتين الصف الداخلي في وجه تلك المشاريع التي تستهدف سياسات الإقليم ومشروعها الإستقلالي.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الأمم المتحدة: إزالة دمار الحرب في غزة يتطلب 14 سنة من العمل


.. السودان.. مدينة الفاشر بين فكي الصراع والمجاعة




.. إعلام إسرائيلى: إسرائيل أعطت الوسطاء المصريين الضوء الأخضر ل


.. كل يوم - خالد أبو بكر ينتقد تصريحات متحدثة البيت الأبيض عن د




.. خالد أبو بكر يعلق على اعتقال السلطات الأمريكية لـ 500 طالب ج