الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مهزلة الملصقات السياسية في عدن

مروان هائل عبدالمولى
doctor in law Legal counsel, writer and news editor. Work / R. of Moldova

(Marwan Hayel Abdulmoula)

2017 / 10 / 31
مواضيع وابحاث سياسية


الإعلان هو مجموعة من الكلمات والصور , الغرض منها التأثير على الفرد وتثبيت اختياره على المعروض أمامه , فالكلمات والصور البارزة في الإعلان ليست تلقائية العرض , بل تدخل في تصميمها وسائل علم نفس مختلفة حديثة وقديمة وكثير منها من حيث الناحية الفنية لديها تصنيف معقد وفقا للغرض , ومكان التطبيق, وطبيعة الاستخدام, ودرجة التأثير العاطفي والعقلي و النفسي والفكري على الناس .
الصور الإعلانية هي أداة تحفيز قوية و رسالة جذب بصرية وذهنية عميقة للفرد و الجمهور , وظاهرة ذات طابع اجتماعي ونفسي تمس زوايا خفية من الروح البشرية , وتعتبر من أدوات البروباجاندا المؤثرة في كل الأوقات , في الحرب والسلم و الانتخابات و المظاهرات و مواقع التواصل الاجتماعي , التي تستهدف الوعي وحشر المادة الإعلانية فيه , وفي فنون السياسة والتواصل مع الجمهور عادتاً ما يُستخدم أسلوب الصورة المنفردة للشخص أو مع مقولة من أجل توسيع شريحة المستهدفين وتوجيه وعيهم للفعل المطلوب مثل دعم شخص معين في الانتخابات أو دعم لحزبه أو سياسته أو قراراته أو يكون أن الهدف من الصورة تزييف الوعي والفبركة .
ان الزعامات السياسية والحزبية والعسكرية والقبلية العربية هي الأكثر استهلاكا في العالم لورق الملصقات والإعلانات بكل أشكالها , في عدن مثلاً إذا دخلت مكتب مدير أو موظف دمه حار ستجد خلفهم أو على مكاتبهم صورة الزعيم فلان أو القائد أو الشيخ علان , وتتكرر هذه الظاهرة على جدران المؤسسات الحكومية والأمنية ومحطات البترول وعلى جدران المقاهي والمطاعم وعلى أبواب السيارات وزجاجاتها الخلفية والأمامية , وإذا مشيت بسيارتك في الشوارع الرئيسية والفرعية المكسرة والمتواضعة , التي الكثير منها تغطيها مياه الصرف الصحي ستجد نفسك وسط دعاية صورية مكثفة لبعض الساسة والقادة العسكريين والقبليين , على أعمدة الكهرباء ,و على حامل الإعلان الحديدي الضخم على غرار ملصقات أبطال سينما هوليود وبوليود الهندية , و لكل واحد في الصورة شكل في تعبير لغة الجسد يختلف عن الأخر , فهناك من يحييك بيده واقفاً ورأسه بالكاد مرفوعة لكي يحاكي الوقفة الشهيرة والواثقة للجندي الروسي , وأخر يبتسم والشباب يقطر من وجهه الفوتوشوبي وهو في العقد السابع اوالثامن من العمر و صورتة في الملصق تنافس شباب و وسامة مهند التركي , و البعض ألأخر ملصقاتهم تذكرك بأبطال السينما دارمندرا واميتابتشن ورامبو وفان دام في ادوار الاكشن , وأخرى تثير الشفقة والرحمة وهي للاستعراض الرخيص من خلال قرأه اسم ناشر الصورة الدعائية ومنطقته أسفل الملصق , المضحك أن غالبية هذه الملصقات الصورية الإعلانية غير ملامسة لواقع الشارع وتخفي أغراض ضيقة ومريضة وأهداف سياسية أصحابها لا يفقهون شيء فيها , و المعنى في بطن الشاعر .
هل طرح أحدكم سؤال على نفسه لماذا في الغرب وأمريكا ترى صور المتنافسين السياسيين والحزبيين بالآلاف فقط أثناء المنافسات الانتخابية وبعد فوز المرشح تختفي كل الصور , هل شاهد أحدكم صورة ترامب بعد الانتخابات في مكتب وزير أو مدير أو في واحد من شوارع أمريكا , هل شاهد أحدكم صورة لانجيلا ميركل أو إيمانويل ماكرون او تيريزا ماي على الطرق الواصلة بين دول الاتحاد الأوروبي بالطبع لا , والسبب أن الغالبية في هذه الدول لديها وعي ديمقراطي وحس وطني عالي تدرك من خلاله أن بقاء صور الزعامات والساسة على حامل الإعلانات هي في الحقيقة رسائل إعلانية لأهداف حزبية أو سياسية , ربما ستثير الرأي العام وتخلق مشاكل في المجتمع.
أرجوكم انزعوا من شوارع وطرق عدن تلك الملصقات , التي هي في الأساس أداة قوية للأغراض السيئة وتثير المشاكل الاجتماعية , التي عفا عنها وعن شخصياتها الدهر , واستبدلوها بملصقات ومقولات توعوية تنويرية أخلاقية تبني الإنسان وترفع من شأن الوطن والإخلاص له , ارفعوا صورة المعلم مع مقولة العلم نور والجهل ظلام , ارفعوا صورة عامل النظافة مع شعار النظافة من الإيمان , ارفعوا صور الشهداء والدمار مع مقولة الوطن للجميع , ارفعوا صور الفاسدين وما أكثرهم وتنوع فسادهم مع الآية الكريمة (إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَن يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الْإِنسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُومًا جَهُولًا) .

د/ مروان هائل عبدالمولى








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. التوتر يشتد في الجامعات الأمريكية مع توسع حركة الطلاب المؤيد


.. ما هي شروط حماس للتخلي عن السلاح؟ • فرانس 24 / FRANCE 24




.. استمرار تظاهرات الطلاب المؤيدة للفلسطينيين في الجامعات الأمي


.. وفد مصري إلى إسرائيل.. ومقترحات تمهد لـ-هدنة غزة-




.. بايدن: أوقع قانون حزمة الأمن القومي التي تحمي أمريكا