الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الجلبي في ذكراه

جواد الديوان

2017 / 11 / 3
مواضيع وابحاث سياسية



اللقاء الاول مع الجلبي في دار السيد نصير الجادرجي (الامين العام للحزب الوطني الديمقراطي)، وكان ضمن نشاط الجلبي لتقديم كتلة سياسية تتجاوز اشكالية الطائفة وما يسميه البعض كتلة عابرة للطوائف.
سحرني الجلبي بحديثه فكانت لغة الارقام (الموازنة والنفقات والفشل... الخ) وكانت فكرة نقل الثروة للشعب، فدغدغت الاخيرة مشاعري سيما وتاريخي السياسي ضمن اليسار. لغة جديدة لم نعهدها في مداولاتنا السابقة، وطفحت على الذاكرة مؤتمرات واجتماعات وغيرها. ان حضور الجلبي مع مفردات اللغة طغى على ذلك اللقاء. وكانت تجربة رشح فيها السيد نصير الجادرجي ضمن قائمة الائتلاف الوطني العراقي في انتخابات 2010، وتوقع الخسارة فيها، فقد كان الشحن الطائفي فيها مستعرا وقتها. وقد ناقشها الجادرجي في مذكراته التي صدرت مؤخرا.
البدايات في حضور مجالس الجلبي في بستانه (السيف) في ساحة عدن، ومنها التقليد في تكريم الناجح الاول على فرع الرياضيات – كلية العلوم – جامعة بغداد. وكانت تلك الحفلات ورشات عمل عن الرياضيات ودورها في العلوم الاخرى. ومنها تعرفت على دور بابل في الرياضيات، واهمية حضارتها. وغابت بابل وحضارتها في تاريخ العرب ابان حكمهم للعراق بعد فتح بلاد الرافدين اي غابت ابان الجكم الذهبي!.
وغاب عن التكريم الادارات العليا في الجامعة وقتها، وربما لان مفهوم تكريم االمبدعين خارج الاطار الرسمي اي بعيدا عن شخصيات المناصب لا يتحمله العقل العربي او لا يقبله رجال المناصب بعد ان تعودوا على ذلك طوال سنوات عمرهم (طيلة حكم البعث).
وشاركت في ادارة الندوات في السيف حيث تحضرها شخصيات رسمية ووزراء ووكلاء وزارات وشخصيات مهمة ورجال علم. وتهدف الندوات وقتها الى نشر الفكر العلمي، واشاعة الليبرالية. وساهم في تلك الندوات شخصيات بارزة في تخصصات مختلفة مثل الاقتصاد والسياسة والتربية والقانون وغيرها.
وفي جلسة مع الجلبي رحمه الله، عرضت عليه كتاب "الرجل الذي دفع امريكا للحرب لمؤلفه ارام روستن" The man who pushed America to war (Extraordinary life, adventures and obsession of Ahmed Chalabi) by Aram Roston
ضحك رحمه الله، وقال هذا ارام روستن كذاب، واجبت ماهي الحقيقة؟ لابد من سرد الوقائع للناس. وكان الجواب ان التاريخ لا يدون في سنوات الحدث، واشار الى نوري السعيد حيث يترحم الناس عليه، ويتداولون كل صغيرة وكبيرة في حياته، اما قبل نصف قرن فكان الامر مختلفا.
يقارن ارام روستن بين الجلبي والسفير برايمر في الفصل 42 من كتابه المشار اليه، والمقارنة في صالح الجلبي. ويؤكد ان الجلبي اول من اشار الى غرور وعدم كفاءة برايمر. ويطلق روستن على برايمر لقب نائب الملك (تم تعينه سريعا خلفا للجنرال جي كارنر). استمر التوتر بين الجلبي وبرايمر وتظهر مداهنة برايمر باتسامة على وجه الجلبي.
وعبر الجلبي عن الامر الذي اصدره برايمر حول اجتثاث البعث بقوله " السيد برايمر حازم، ولديه الصلاحيات الكاملة لتوضيح سياسة اجتثاث البعث".
تمتع برايمر بحصانة امام جاذبية الجلبي، والاخير يميل للعمل مع ناس ذوي رؤية فلسفية و لديهم ميل للمغامرة، ولهم مسحة من عدم الرضا عند الحديث للقائد، وممن بعيد عن المداهنة. اما برايمر فلم يحمل شهادة عليا، اضافة الى كونه بليدا ومفعم بالبيروقراطية والكلام للمؤلف ارام روستن.
وقف برايمر جدارا بين الجلبي والسيادة (الحكومة المؤقتة وقتها)، واشارت الى ذلك نيويورك تايمز وقتها بقلم جيمس رايزن عن خطط المحافظين الجدد في العراق بعد الحرب، بانه بعد الجلبي لا خطة للمحافظين الجدد باسم خطة ب.
لم يكن برايمر من المحافظين الجدد ولكن ولائه مطلق للجمهوريين، ورغم اصرار المحافظين الجدد على الجلبي امثال فيث Feith، ولفوتز Wolfowitz، رامسفيلد Rumsfeld، الا ان برايمر استطاع التسويف! وربما عبث معه رجال من العراق لتحقيق مصالحهم.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مصطفى البرغوثي: الهجوم البري الإسرائيلي -المرتقب- على رفح -ق


.. وفد مصري إلى إسرائيل.. تطورات في ملفي الحرب والرهائن في غزة




.. العراق.. تحرش تحت قبة البرلمان؟ • فرانس 24 / FRANCE 24


.. إصابة 11 عسكريا في معارك قطاع غزة خلال الـ24 ساعة الماضية




.. ا?لهان عمر تزور مخيم الاحتجاج الداعم لغزة في كولومبيا