الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الاختزال في حكم خالد سليم الخزاعلة

رائد الحواري

2017 / 11 / 4
الادب والفن


الاختزال في حكم
خالد سليم الخزاعلة
لا بد من التعاطي بعين الطريقة والشكل الأدبي الذي يناسب الجمهور المتصفح في عصر السرعة والنت، فهناك شكل أدبي فرض نفسه على العديد من الكتاب والمتمثل بالومضة، إن كانت قصة أو شعر أو خاطرة أو حكمة، وهذا الشكل من الأدب بحاجة إلى مقدرة استثنائية عند الكاتب، لوجوب توفر الاختزال والتكثيف ووضوح الفكرة واستخدام لغة تنسجم مع الفكرة والشكل الأدبي، "خالد الخزاعلة" يتعاطى مع هذا الشكل من الأدب ويقدم لنا حكم، وعنما نقول حكم فنعني أنها عابرة للزمان وللمكان، وتنساب في النفس كما ينساب الماء في الأرض، لهذا سنجد فيها الرائحة الطبية والطعم اللذيذ والفائدة للجسم وللعقل.
" اذا لم تكن ناصح فلا تكن فاضح " التركيز على الجوانب الأخلاقية مهم جدا في زمن التردي والتقهقر الأخلاقي، من هنا نجد هذا الجانب يأخذ الاهتمام الأكبر عند الكاتب، فهو صاحب رسالة يريد أن يوصلها لنا، لكنه لا يفرضها علينا، هو يقدم ما عنده، وعلينا أن نأخذ بها أو نتركها، لكن بالتأكيد لغة الصياغة الجميلة لا بد أن تترك أثرا فينا، وهذا الأثر يمثل تجاوز للمباشرة، لأننا نتأثر باللغة والجمالية قبل أن تصلنا الفكرة/المضمون الذي يطرحه الكاتب.
" مصيبتنا ليست بالدجاج الفاسد مصيبتنا بالضمير الميت" يريدنا الكاتب أن نهتم بالجانب الإنساني أكثر من الجانب المادي/الجسدي، لهذا هو يعزف عن المادة من خلال "الدجاج الفاسد"، ويركز على الضمير الإنساني.
" لو تفجَّر الشوق الذي في قلبي لأغرق الدنيا في بحر الحنين" الاهتمام بالروحانيات يمثل احدى الرسائل التي يحملها الكاتب، لهذا نجده يركز عليها، فيبدو لنا وكأنه صوفي متوحد مع نفسه الصافية والنقية، فنجده كالنبع الماء الصافي العذب، لكن علينا نحن أن نتقدم منه لنروي ظمأنا.

" لنجعل رمضان فرصة لنتعلم الصيام عن أكل لحوم البشر " الخطاب الديني مهيمن على المجتمع بشكل واضح، وهو السيد المطلق عند المجتمع، حتى أصبح "كل من يتحدث بالدين هو رجل تقي" بصرف النظر عن سلوكه، الكاتب صاحب رسالة، ويرى ضرورة إيصال أدبه وطرحه إلى أكبر عدد من الجمهور، لهذا يستخدم الخطاب الديني، لكنه استخدام جاء بشكل مغاير لما يطرح، فهو لا يهتم بحيثيات الصيام، بل بجوهر الصيام، لهذا يخاطبنا بضرورة الترفع عن الشكل والأخذ بالمضمون والمتمثل بالكف عن أذيه الناس باستغابتهم.
" انا لست ملاك ولكن الدنيا أصبحت قذرة إلى درجة أنّك تحتاج إلى أخلاق شيطان كي تستطيع أن تعيش بها" واهما كل من يعتقد أن الكاتب نبي، لكنه يبقى صاحب رسالة، لهذا نجده ـ احيانا ـ يصاب باليأس، بالإحباط، وهنا نجده أيضا أديبا في لغة، لكن يقدم لنا ما شعر به من ألم ووجع، فالفكرة تكون محبطة/سوداء/ لكن بالتأكيد هو لا يريدنا أن نأخذ بها، بل الابتعاد عنها والتقديم/العمل على تغير سلبياتنا لكي تكون الحياة زاهية بهية تليق بنا.
إذا ما توقفنا عند هذه الحكم، سنجد أن الكاتب يغيب المرأة تماما، حتى أنه يستخدم ضمير المذكر وليس المؤنث، لكن إذا ما تمعنا في الأسباب الحقيقة وراء هذا الغياب، سنجده يكمن في (خجل/حياء) الكاتب، فهو لا يريد أن يخدش/يجرح شعورنا اتجاهها، وبما أنه يميل إلى العلاقة الروحية وليس المادية/الجسدية كان لا بد من نهج هذا الشكل من الكتبة، بعيدا عن ذكر المرأة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مرضي الخَمعلي: سباقات الهجن تدعم السياحة الثقافية سواء بشكل


.. ما حقيقة اعتماد اللغة العربية في السنغال كلغة رسمية؟ ترندينغ




.. عدت سنة على رحيله.. -مصطفى درويش- الفنان ابن البلد الجدع


.. فدوى مواهب: المخرجة المصرية المعتزلة تثير الجدل بدرس عن الشي




.. الأسطى عزيز عجينة المخرج العبقري????