الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هل ما زلنا نحب العراق؟

كامران جرجيس

2017 / 11 / 6
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


هل مازلنا نحب العراق ؟
كامران جرجيس
هل مازال العراق في ظل عقلية الحكم الحالي قادرعلى كسب ثقة الكرد الذين صوتوا بالاغلبية الساحقة لصالح الانفصال عن العراق. قبل العودة للاجابة على السؤال المطروح، لابد من الإشارة الى أحداث الأسابيع الماضية التي كشفت عن حقيقتين مُرتين أولهما: فشل إدارة أقليم كردستان في الظهور بموقف متماسك وخطاب موحد بعد الإستفتاء تجاه الدول الأقليمية وبغداد، وكشفت أيضا بأن مابنتها إدارة الأقليم خلال العقدين الماضيين من المؤسسات والسلطات كان على أساس هش حيث الولاء للمناطق والأحزاب والعائلة كان أشد قوة من الولاء لكوردستان والمؤسسات.
لوأمتلكت حكومة كردستان العراق مؤسسة الجيش وهيئة القيادة الموحدة، ومؤسسات أمنية وإستخباراتية مهنية، لما تمكن جناح من عائلة الرئيس الراحل جلال طالباني في الأتحاد الوطني الكردستاني من إبرام صفقة مع بغداد بوساطة إيرانية تسمح بموجبها دخول الحشد الشعبي والقوات الاتحادية الى كركوك بعد إنسحاب بشمركة الاتحاد الوطني الكردستاني.
الحقيقة الثانية هي إن العراق بعقلية حكمه الحالي ماضي على طريق ترسيخ الحكم المركزي وإعادة خلق الديكتاتورية الطائفية ملحوفة بشعارات قومية ووطنية. حكومة السيد حيدر العبادي التي تتدعي بأن الغرض من التحركات العسكرية برعاية إيران وتحت أنظار الولايات المتحدة في كركوك والمناطق المتنازعة عليها كان لفرض إرادة الدولة، والقانون وحماية الدستور في الوقت الذي يمنع الدستور إستخدام القوة العسكرية لحل النزاعات الداخلية. التوترالقائم بين ميليشيات الحشد الشعبي والقوات الأمنية الإتحادية مع البيشمركة للسيطرة على نقطة فيشخابور الحدودية يناقض تماماً إدعاءات السيد العبادي لأنه يكشف نية بغداد لكسر الإرادة السياسية لإقليم كردستان خاصة منطقة نفوذ )الحزب الديمقراطي الكوردستاني( وخنقها إقتصاديا بمباركة إيران.
يذكر أن السيد العبادي، قبل إبرام الصفقة المشارة إليها، كان ينادي فقط الي سحب قوات البيشمركة الى المواقع التي كانت بحوزتها قبل حزيران 2014، إي قبل إحتلال تلث أراضي العراق من جانب داعش.
حكومة أقليم كردستان هي الطرف الأضعف سياسياً في المعادلة الحالية وبادرت بتجميد نتائج الاستفتاء والدخول في المفاوضات مع بغداد برعاية دولية ومن دون قيد وشرط. لكن حكومة العبادي التي أغرته الانتصار الغير المتوقع والرخيص تبدو وكأنها غير جادة في الجلوس الى طاولة الحوار قبل تحقيق الاهداف الاستراتيجية المطلوبة وفرض إرادتها على الارض.
إستمرار وتصعيد حدة المواجهة لايصب لمصلحة الطرفين لانه يعني زيادة وقوع الضحايا للطرفين وتوسيع فجوة انعدام الثقة بين الشرائح الرئيسية للمجتمع التي ولدت نتيجة الاخطاء السياسية لحكومة السيد المالكي.
فرض سياسة الامر الواقع غير قابل للحياة لأن موازين القوة على الأرض تتغير وفق تغيير المصالح والادوار خصوصا ونحن نتكلم عن منطقة تتغير فيها الاحداث مع تغيرعقارب الساعة.
على السيد العبادي قراءة تاريح كرد العراق المعاصر وعلاقتهم مع الحكومات العراقية السابقة وأن يستنبط منه الدروس. وإذا أراد السيد العبادي كما هو يقول حماية السيادة والوحدة الوطنية عليه أن يعيد النظر في سياسته تجاه اربيل وأن يتحلي بالمرونة والعقلانية وأن لايطالب بالسيطرة المطلقة على معابر الحدود الدولية، والاهم من ذلك عليه أن يتوقف عن إستخدام عبارات لاتليق بمستوى رجل الدولة مثل وصفه لقوات البيشمركة لمحور اربيل " بأبناء بارزاني"- وان يتدخل لتحجيم الاصوات الغير الوطنية التي تستخدم عبارات تعود الى أدبيات حزب البعث مثل " شمال العراق والانفصاليين" وعبارة " عصابات ومرتزقة" لوصف قوات البيشمركة التي ضحت بألفين شهيد دفاعا عن كردستان والعراق ضد داعش. إستخدام العبارات هذه يذكرالكرد بالماضي المؤلم والحكم الشوفيني، وسيؤدي الى إعادة خلق مفاهيم مدرسة حزب البعث وثقافة التخويين والاقصاء والتفسير الاحادي للامور.
اللعب على وتر تقسيم أقليم كردستان الى إدارتين السليمانية واربيل نزولا لرغبة ايران ربما يؤدي الى تقليص دور اربيل لكنه لايخدم العراق في المنظور البعيد لانه يعني زيادة نفوذ ودور ايران في السليمانية والعراق وهذا يتناقض تماما مع ستراتيجية السيد العبادي لانهاء "التدخلات الاجنبية" في العراق.
اذا أرادت بغداد ان تكسب ثقة الكرد عليها ان تتبنى خطاب عقلاني وودي بعيد عن فرض الشروط وان تبادر بفتح حوار صريح وجدي مع وفد موحد من الاقليم لحل جميع الاشكاليات والمواضيع العالقة وفق الدستور. وعلى حكومة كردستان العراق ابداء المرونة والتعامل مع الواقع بالبراغماتيكية للخروج بإقل قدر ممكن من الخسارة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. التوتر يشتد في الجامعات الأمريكية مع توسع حركة الطلاب المؤيد


.. ما هي شروط حماس للتخلي عن السلاح؟ • فرانس 24 / FRANCE 24




.. استمرار تظاهرات الطلاب المؤيدة للفلسطينيين في الجامعات الأمي


.. وفد مصري إلى إسرائيل.. ومقترحات تمهد لـ-هدنة غزة-




.. بايدن: أوقع قانون حزمة الأمن القومي التي تحمي أمريكا