الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


إرفعوا إيديكُم عن كُردستان

امين يونس

2017 / 11 / 7
مواضيع وابحاث سياسية


حذاري ياحكومة العراق من السَعي نحو " إلغاء " أقليم كردستان ... حذاري ياشعب العراق من العَودة إلى " المركزية " في أوجُهِها المقيتة .
لقد أفرغَتْ سُلطة بغداد المتكونة من أحزاب الإسلام السياسي بشَقَيها الشيعي والسُني من جهة ، والإرهاب بمُختلَف أنواعه ، من جهةٍ أخرى ... أفرغَتْ بغداد والبصرة والموصل ، من المسيحيين والصابئة والإيزيديين ، ومارستْ الفصل الطائفي والديني في الكثير من المدن والقصبات .
قِّلةٌ بِقَدَري ، إنتقدوا بلا هداوة ، سُلطة وحكومة أقليم كردستان ، منذ تأسيسها ولحد اليوم ، وكنتُ ولا أزال ، ضد إحتكار السُلطة / ضد الفساد / ضد اللاعدالة في توزيع الثروة / ضد تقييد الحُريات / ضد التجاوز على الدستور ... إلخ . ولكن رغم كُل السلبيات الخطيرة في تجربة أقليم كردستان .. فأن الأقليم [[ مُقارنةً ببقية العراق ]] كان أفضل وأنظف وأأمَن . فهل تريد حكومة العبادي وهل يريد الحشد الشعبي وهل تريد إيران وتركيا : أن تهدم هذه التجربة برمتها ؟
أقليم كردستان " مّرةً ثانية ، رغم مئات المآخذ الكبيرة على سياسة ونهج الحزبَين الحاكمَين " ، هو الواحة الوحيدة الباقية التي فيها شئٌ من التمدُن والتحضُر في العراق ! .
للمرّة الثالثة وحتى لا يُزايد أحد ( رغم فساد ورعونة وتسلُط الحزبَين الحاكمَين ) ... آلاف المسيحيين الهاربين من بطش إرهابيي القاعدة وداعش وإرهابيي الميليشيات الطائفية ، في بغداد والمحافظات ، وجدوا في أقليم كردستان ملجئاً آمِناً . آلاف العرب السُنة من الفلوجة والرمادي وتكريت وسامراء والموصل .. الخ ، الذي تركوا ديارهم خوفاً من عصابات داعش وعصابات الميليشيات الطائفية ، إستقبلَتْهُم كردستان بالأحضان . آلاف العرب الشيعة الهاربين من بغداد والمحافظات جراء العنف الأهوج اليومي ، وجدوا في أقليم كردستان ، بديلاً آمِناً مُريحاً .
للمرّة الرابعة ( رغم سُخطي المُتناهي على سوء الإدارة في الأقليم ) ... جِد لي مدينةً في العراق غير مُدن الأقليم ، لم تحدث فيها إنفجارات وتصفيات طائفية وتهجير عرقي وديني ، منذ 2003 لحد الآن .
" رغم إستنكاري الشديد لسُلطة الحزبَين الحاكمَين الفاسدَين في الأقليم " ... أرِني مكاناً في العراق عدا مُدن الأقليم ... تستطيع فيه أن تشرب كأساً براحةٍ دون أن يزعجك أحَد . أو أن تسير النساء سافراتٍ آمِنات .
رغم يأسي وقنوطي من إمكانية إصلاح الحزبَين الحاكمَين في أقليم كردستان ... لن تجد في العراق ، عدا أقليم كردستان .. شوارع نظيفةٌ نوعاً ما وأرصفةً مُزدانةً بالورود .
................
أخي العراقي في بغداد ... لا تنجَر إلى مهاترات السياسيين وتنافساتهم الإنتخابية وتسابقهم الحالي حول : مَنْ يكون أكثر تشدُداً أزاء الكُرد ومَن يفرض عليهم قيوداً أقوى ومَنْ يخنق أقليم كردستان أسرع من الآخرين ... فأن أقليم كردستان إذا تهدَمَ ، فأن العراق كلهُ سينهزم ولن يَعُد هنالك ما هو جميل فيه .
ــــــــــــــــــــ
الأجدى عزيزي المواطن العراقي ... أن لا نُؤيِد هذه الأحزاب التي اُبتلينا بها إبتلاءا ، في بغداد وأربيل ... أن نقول لها : لا . كّفوا عن تدمير العراق إجتماعياً وثقافياً وسياسياً وإقتصادياً ...
إرفعوا أيديكُم عن كردستان .. فما زالَ هنالك بعض الأمَل في الحفاظ على ألَق أقليم كردستان ... فلنسعى إلى تنقية الأقليم من الشوائب ونقل إيجابيات التجربة إلى كُل العراق ، وليس العكس .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - الواحة التي تتآكل!كله لا يفلت من قوانين الديالكتيك
علاء الصفار ( 2017 / 11 / 7 - 13:49 )
تحية طيبة
يقول الدين كل شيء على سطحها فان ويبقى وجه ربك ذو الجلال العظيم!تقول مبادئ الماركسية ان كل شيء يلبس في اصبعه خاتم الزوال.فها هي روما العظيمة قد زالت وهكذا دولة هتلر انقشعت واخيراً تم تدمير السوفيت. كنا في العراق قد سمعنا عن حكومة تحرير وطنية في 1958 فلم يبقى من مبادئها شيء لكن لازالت انجازاتها العمرانية ماثلة!لكن النظافة والعمران ليس له اعقل و لا سياسة مستقبلية, ما اريد قوله ان نمو البرجوازية الطفيلية في زمن البعث قادة للفاشية والحروب, فالبعث قضى نحبه عبر سياسة الغطرسة والمشاكل في الداخل والحرب في الخارج مع عمالة لامريكا! فانا ارى ان رؤوساً في البرجوازية الطفيلية الكردية فهي تنتظر نحبها! لنقول هناك من قضى نحبه وهناك من ينتظر! فهذه المعادلة ام القانون لسقوط الامبراطوريات يسير على العراق من عرب وكرود! فالمصيبة ان التعويل على القومجية هو المعضلة,فهكذا لم نستفد من تاريخ الريشتاغ الالماني الذي تغنى بالدولة والقومية والعرق الاري, ولننسى كيف تحطمت المانيا الجبارة فما بالك من دولة العراق التي اسسها العرب و الاكراد في زمن غزو العولمة الصهيو ني!لنقدس العمران والنظافة!وننسى الانسان!ن


2 - اشد على يدك
طلال مجيد ( 2017 / 11 / 7 - 17:47 )
كل ماجاء في المقال هو واقعي و حقيقي. اشد على يدك استاذ امين على هذه الطروحات الرصينة و الهادئة

اخر الافلام

.. حماس.. تناقض في خطاب الجناحين السياسي والعسكري ينعكس سلبا عل


.. حزب الله.. إسرائيل لم تقض على نصف قادتنا




.. وفد أمريكي يجري مباحثات في نيامي بشأن سحب القوات الأمريكية م


.. شاهد: شبلان من نمور سومطرة في حديقة حيوان برلين يخضعان لأول




.. إيران تتحدث عن قواعد اشتباك جديدة مع إسرائيل.. فهل توقف الأم