الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مات الرسول ص ... فانقلبوا على اعقابهم

محمد علي مزهر شعبان

2017 / 11 / 17
مواضيع وابحاث سياسية



في مثل هذا اليوم ودع المسلمون صاحب الرسالة الى حيث لقاء ربه . ولازال النبي ص مسجى في الاحضان، يُغتسل الجسد الشريف بدموع وصيه وأمينه، وبتوله وسبطيه. كانت هناك معركة الخلافة على منصات السقيفه، بإنتظار مشوب بالقلق والترقب والتزاحم والتدافع . وكأن الصراع يجر اذيال الماضي البعيد، في انقلاب تشرع فيه الاسنة، وتتناحر رفقة الامس على مسك دست السلطه .
ربما يؤشر البعض من خلال هذه المقدمة، بإثارة الغبار الاسود للتاريخ، اذ تعرض لصراع سلالتين، وقف الحق مع احدهما قصاد باطل نفعي . ارادتان متعاكستان حد النقطة في طبيعة الصراع الانساني على مر التاريخ بمختلف اسباب التعاكس، بين من يريد ان ينهض بامة نحو العدل والنقاء والارتقاء، واخر يريدها غنيمة يستثمرها ارباب الاموال وارستقراطي التجارة ومستعبدي الفقراء . انه صراع وجودنا القديم الحديث .
السؤال الذي يراودني، ولعل البعض يفسره وكأنه اعادة لفتنة تاريخيه، فانا لست اسعى وراء اعادة فتح نافذه الرياح التي لعبت افلاكا في مصائرنا كبشر نذهب للموت بهذه المجانية . ولست واجدا على جهة فيما ادعوه من الأمر، خصوصا بعد أن تحدثت الوقائع عن مفهوم ارهاب امتدت خراطيمه منذ ذلك العهد ليومنا هذا. ومثلما أحبو كطفل صغير امام أجلة من علماء أثلجوا صدري كشفهم للحقيقة بعد ان خيم الصمت خوفا من اعلانها، او مما كتبت يراعات مأجورة ام انبرى وعاظ السلاطين ليشوهوا التاريخ . اذ أسسوا لدوامة هذا الموت . فان ما مر بنا وسيمر، لا يمكن ان تلغيه المجاملات ولا حتى السجالات، ولا اسقاط فئة قصاد اخرى.
نعم انه صراع سياسي اخلاقي اجتماعي وليس قبلي وان لاحق هذا الامر جانب العناوين لال فلان او علان . ولان الصراع بين ارادتين حول الرفادة والسقايه، وهن مهمات ادارية وظيفيه يكون فيها صاحب الرفادة هو المسؤول التنفيذي عن الامة وحياتها، نظامها وادارة شؤونها. ومن اعطت المشروعية لهذا الصراع هي الارادة الشعبية التي تعارضت مع ميول من جنحوا بها، وحلقوا في اخيلتهم تحت ذبابة الطمع في الالسن والخوالج . وحين فرضت الناس بكل سلمية اختيار هاشم (عمرو) وعبد المطلب وعبد مناف المكنى بابي طالب، لصعود صاحب الرسالة، قبالة طبقة مسكت تجارة الارباب ولقمة الفقراء واستنفذت منها كل القيم الانساسية واستعبدت الفرد وهمشت الانسان الى درجة القتل المجاني وواسطة من وسائط ابتزاز موارد البلاد المفتوحة ليتصرف بها اؤلئك في جاهليتهم وفي امبراطورياتهم فيما بعد وفق أهواهم باسم الدين .. انه صراع الغاية منه الجهاد على مختلف الاتجهات ـ في عهد الرسول الكريم ـ اولها هي رفع كلمة الله والسمو بالمتخلفين من الناس إلى أوج المستويات الخلقية الرفيعة . والعدالة والارتقاء بالانسان الى حيث السواسية.على الندية في الخلق او الانتماء الى العقيده،هذا منذ هاشم وليومنا هذا قبالة ما أسسته أمية وشيوخها في حياتنا .
اذن مما دفعني هو القلق الذي يعاني من تسلطه كل باحث عن الحقيقة في أغوارها المظلمة رغم تصاغري امام من كتبوا، ولكن فكل متنقل في ملكوت الاعتقاد، في رحابه الواسعة. يجد أمية وأثرها في حياتنا . فالقضية في تقديري متصلة بمصير الإنسان أمام خالقه وبدينه ووجوده وكيانه . أمية منذ حروبها وبقيادة عميدها ابو سفيان، ليومنا هذا، هم الذين أسقطوا أنفسهم في مسالك الوراثة والاستحواذ وأسسوا لمباديء، لازالت تملؤها سطور كتبنا المدرسية والفقهية، من شوفينية مقيته، فقتلوا ابناء الرسول ص ووارث عهده، وما عملت في نحر ولده، والاهم الاعم هو ماجرى لعقيدة اتجهت بمعايير اخرى. تفسيرها ودقائق حركتها ووسيلتها ان اليد الطولى لامية حيث رجعت من حيث ادركت مناسبة الرجوع الى دست السلطه . فانتهى السند الرباني ( يا ايها الرسول بلغ ... ) وسند الخطاب في الجمع الاعم (من هو اولى الناس بانفسهم وهو يوصي الى خليفته) .. والقبول والرضى في حضرة النبي ص 120 الف هتفت بخ بخ ، السند الثالث الافضلية وهي في قسميها شهادة لا اله الا الله واسبقيتها ( والسابقون افضل ) والافضلية الثانيه هي الشهادة في سبيل الله .
الرسول ص ترك السلطة لتبحث عن الامام وليس عن الخليفة تحت بريق السيوف، الامر ليس الرجوع الى الوراء او ينم عن رجعية في التفكير، بل ما خلفه هذا التاريخ الورائي من سفح للمخلوق تحت الادعاء بانه في خيمة الخالق . ولكي ندرك كيف يطل علينا هذا السلف الاموي بين حين واخر، تحت لافتات الشوفينية القومية، والعداء الى الامم الاخرى تحت يافطة الطائفية، ودولة الخلافة
لازال جسد الرسول ص ينبض في عروقه الدم، تزاحمنا كمرضى في أخلاقنا، يأمر أغلبنا بالفضيلة ولا يفعلها، وينهى عن الرذيلة ويتعاطاها، وما هذا الانحراف الخلقي، على ما أرى إلا أحد مخلفات الامويين .
تعست أمة تستوحي مثلها العليا والسياسة والاخلاق، من معاوية بن أبي سفيان ، وعمرو ابن العاص وزياد بن سمية، والحجاج بن يوسف ومن هم على شاكلتهم من الحكام والامراء.
(أفان مات او قتل انقلبتم على اعقابكم) دون شك قتل الرسول من امة ادرك ديدنها، وعرف مفاد توجهها، لتستنفر امية كل قوى الغدر والحيلة والمكر وفتح الخزائن . ان الامر في الكتابة في هذا الشان، هو حالة البقاء لمن تاهت عليه الحقيقه، ام تاه في ظلامه الجهل ؟
لم يمت الرسول ص لقد انتصرلعقيدته سبطه الحسين ع بطريقة لم يألفها التاريخ انبياء واباطره وملوك وان ذهب كجسد قتيل، لكنه ثورة الاحياء ورجال النضال، وانتصر غاندي وهو يتلو: سلكت درب الحسين كي انتصر. وطحن الكهل "هوشي منه" كبرياء الطغاة وكأني به حبيب بن مظاهر، ومات جيفارا ليحيا، على درب الثورة الحره . وانتفضت جميلة بو حيرد وليلى محاديلي فأذلن البوارج والاساطيل، كما هزت " زينب" عرش الطاغيه.. الثورات وان انتهت فالحرب لازالت قائمه، وان تسلم السطوة زناة الليل وابناء الرايات والشوارع .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مفاوضات القاهرة بين الموقف الاسرائيلي وضغط الشارع؟


.. محادثات القاهرة .. حديث عن ضمانات أميركية وتفاصيل عن مقترح ا




.. استمرار التصعيد على حدود لبنان رغم الحديث عن تقدم في المبادر


.. الحوثيون يوسعون رقعة أهدافهم لتطال سفنا متوجهة لموانئ إسرائي




.. تقرير: ارتفاع عوائد النفط الإيرانية يغذي الفوضى في الشرق الأ