الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


خالد الكيلاني يكتب : هوامش على دفتر الحوار …

خالد الكيلاني

2017 / 11 / 17
مقابلات و حوارات


أخر كلام في موضوع الحوار إياه ، علشان الموضوع كفاية عليه كده .
ولأن فيه ناس غلابة اعتبرت انتقاداتنا لعماد الدين أديب دي نفسنة إعلاميين وصحفيين ، وناس غلابة أكتر بيدافعوا عنه خوفاً على مصالحهم ، لأن آل أديب لديهم نفوذ كبير في الوسط الإعلامي ، واحنا مش عاوزين نتكلم تاني علشان منزعلش دول ولا دول .
ونرجع للحوار ، الذي سوف أعلق فقط على أجزاء بسيطة منه تاركاً البقية لفطنتكم التي أثق فيها :

أولاً الإعلامي مينفعش يبدأ حوار مع خصم سياسي وهو مهزوم نفسياً تجاه الخصم ده ، فما بالك لو انت بتتحاور مع مجرم إرهابي ، لازم تكون أقوى منه في كل المناطق اللي يروح ليها الحوار ، والأهم إنك انت اللي تتحكم في المناطق اللي يروح ليها الحوار ، ومتسيبش خصمك هو اللي يتحكم فيها ، وده ينطبق حتى على أي حوار تليفزيوني عادي ، وحتى لو مكانش الضيف خصمك .

وعلشان منتكلمش كلام نظري كتير ، نقول مثال …
يعني مثلاً لما قالك الرسول قتل أعمامه ، ومش هناقشك في المعلومة اللي مفروض يكون عارفها طفل في إبتدائي ، أنا هفترض إنك محاور جاي من أوروبا … مكانش ينفع إنك تقوله : " قتلهم علشان كفرة " ، إنت كده خلاص انهزمت تماماً ، لأنه هو برضه بيقتل الناس علشان كفرة … أنا لو مكانك ومعرفش صحة المعلومة من عدمه ، هتمسك بأعلى ثبات إنفعالي وأقوله : " الكلام ده كذب ولم يحدث " أو هقوله " استغفر الله العظيم انت هتقارن نفسك بالرسول? ، الرسول كان بيتصرف بوحي ومش من دماغه يا ابني " ، أما وانك رديت هذا الرد المهزوم فكان يجب أن تنهي الحوار فوراً ، وتاخد فرصة تكون فيها في وضع أحسن علشان تعيد الحوار .

وكمان مكانش ينفع تتحاور مع إرهابي متأسلم وتستخدم معاه آيات قرآنية ، لأن الآيات دي - بغض النظر عن إنك نطقتها غلط - ليها ألف تفسير وتأويل ، وهي دي منطقته وهيغلبك فيها … بإختصار وزي ما قلنا في الأول متسمحلوش يجرك لمنطقته ، إنت كمان متتطوعش وتروح لمنطقته من نفسك ، وتحاوره في منطقتك إنت .

الحاجة التانية : إنه في أي حوار إنت لازم تكون كمحاور عامل خطة ليه ، ومش هقول سكريبت علشان انت راجل كبير وقديم مش هتقرا من الاسكريبت ، إنما مجهز عناصر في دماغك ، وعارف ومحدد مسبقاً إنت عاوز إيه ، وهتاخد إيه من الحوار ده ، الحوارات ما بتتعملش كده لوجه الله ، إلا إذا كنا جايبين الضيف واحد صاحبنا وعاوزين نلمعه ، ساعتها مش مهم هناخد إيه من الحوار ، مع إن الاتنين مع بعض ينفعوا .

الحاجة التالتة : إنك تفضل إنت اللي مسيطر على الحوار طول الوقت ، حتى لو كنت بتحاور فراش في وزارة الصحة ، لأنك لو فقدت السيطرة على الحوار وسمحت للضيف إنه يردلك السؤال بسؤال ، أو إنه يدخلك في حتة إنت مش فاهم فيها ، كده يبقى الدنيا باظت ، عاوز مثال طبعاً … ماشي من عينيا .
لما قعدت تجادل في قصة الضمير والقلب وليه بتعمل كده ومفكرتش قبل ما تعمل كده ، الواد رد عليك رد أفحمك تماماً ، وقالك أنا إلتزامي عقدي مش عاطفي ولا أخلاقي ، وإنت طبعاً معرفتش ترد عليه ، وأنا مش بلومك على فكرة لأن شيخ الأزهر نفسه مكانش هيعرف يجادله في المنطقة دي … لكن المشكلة اللي ما اخدتش لبالك منها لأنك بتحاور وانت مهزوم ، إنك إنت اللي روحتله برجليك ، لأن مفيش حد عاقل يسأل إرهابي عن الضمير ولا عن العواطف ، ما هو لو كان عنده ده ولا ده مكانش قتل من الأصل ، إنت مش جايبه عشان تصحي ضميره ، إنت جايبه علشان تعري الإرهاب كفكرة قدام العالم ، وتقول للناس أنا اللي في بلدي مش ناس معارضين للحكم ، وأدي عصابات إجرامية جاية من برة ، وإنت في الحقيقة نجحت إلى حد كبير في الجزء ده ، لما الواد قعد يكلمك عن رد الصائل في سوريا والعراق وأفغانستان والشيشان ، روحت إنت فوراً سألت الواد عن اللي بيحصل في ليبيا ، وهنا إنت هزمته في الجزء ده لما رد عليك رد مايع ، لكن لما دخلت في قصة الضمير والعواطف وقالك أنا إلتزامي عقدي مش عاطفي فتحول نصرك عليه إلى هزيمة … ودي كانت الهزيمة التالتة .

الحاجة الرابعة والأخيرة : ودي في الحقيقة كانت أبشع هزيمة لما سألته هل تقدر تنزل التحرير أو شبرا أو تواجه أسر شهداء الجيش والشرطة ، وكان رده عليك " طبعاً هيقطعوني " ، هو هنا كان عنده ثبات إنفعالي وعارف مصيره ، لكن إنت اللي مش عارف سكتك يا أستاذ عماد ، ده مش حرامي شقق ، علشان يقولك بسرق غصب عني بسبب الظروف والله يا باشا ، وأنا ندمان يا بيه ومش هعمل كده تاني وسماح النوبة ، ده واحد بيقتل إعتقاداً منه أنه يتقرب إلى الله بهذا القتل ، وبيلبس حزام ناسف ويفجر نفسه في وسط الناس اللي إنت تحديته يظهر وسطهم ، والأهم إنك إنت بتكلمه عن أسر من يعتبرهم أعداء الدين وأعدائه ( رجال الجيش والشرطة ) ، فهزمك بالضربة القاضية وقالك " طبعاً هيقطعوني " … يعني أنا عارف مصيري ومتوقعه ومنتظره .

دي أصول الحوار مع إرهابي يا أستاذ عماد ، وانت طبعاً أستاذنا وعارفها أكتر مننا لكن يبدو أن انشغالك بالبيزينس وغيابك عن الساحة قد أفقدك الكثير من بريقك .
والله أعلم …








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مصر تعلن طرح وحدات سكنية في -رفح الجديدة-| #مراسلو_سكاي


.. طلاب جامعة نورث إيسترن الأمريكية يبدأون اعتصاما مفتوحا تضامن




.. وقفة لتأبين الصحفيين الفلسطينيين الذين قتلتهم إسرائيل


.. رجل في إسبانيا تنمو رموشه بطريقة غريبة




.. البنتاغون يؤكد بناء رصيف بحري جنوب قطاع غزة وحماس تتعهد بمقا