الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


سعدون...كسرت ظهر!

ابراهيم الحريري

2017 / 11 / 18
مواضيع وابحاث سياسية


سعدون... كسرت ظهر!
ابراهيم الحريري
لا اجد، في ذكرى رحيله، من الكلمات، اكثر و ابلغ مما كتبه عنه رفيقه صادق محمد( نشر في صحيفة "طريق الشعب" و على الموقع الألكتروني للحزب الشيوعي العراقي)، و لا ادعي انه كان لي معه الكثير من اللقاءات و المواقف، لكن لعلها ذكرى او اثنتين تركت لدي اعمق الأنطباع، عن خلقة، تواضعه الجم و نبله.
كنت اسير في شارع رخيته ( كراده’ داخل ) متوجها الى مقر " طريق الشعب " عندما التقيته، و جها لوجه. لعله كان عائدا منها متوجها الى مقر الحزب في الأندلس.
راعني انه كان يمشي وحده، من دون حراسة، في وقت نشطت فيه عصابات الاغتيال،
قلت له: هكذا! وحدك! من دون حراسة! يصير يارفيق؟ دعني ارافقك على الأقل!"
ابتسم. لعله كان يفكر: ما الذي يمكن ان يفعله هذا الكاتب، ال" سلاح سز "! اذا جد الجد؟" و لعله كان محقا. فسلاحي الوحيد قلمي! لا اجيد، و لا اريد، استخدام غيره .
رفض. " طيب" قلت " دعني اسير خلفك!"
ازدادت ابتسامنه اتساعا. فهمت. لكني تبعته من بعيد. لعله ارضاءً لنفسي...
****
الموقف الثاني لي معه، الأعمق تأثيرا، كان رايي في طريقة معالجته لمشكلة، لم اتفق فيها مع طريقته، سمعت عنها. فاتحت احد الرفاق. قال: اذهب انت اليه و فاتحه!"
ذهبت. فاتحته. شرحت له المخاطر التي قد تنجم عن طريقته. كان يستع لي بانتباه. مطرقا، و في عينيه شعور بالذنب، كطفل ضبط متلبسا.
لم ينافش, لم يدافع. تفهم. وعد بمعالجة الأمر بطريقة اخرى.
و لقد فعل!
*****
كنت اعتقد انه رجل عمل. رجل تنظيم، فحسب. حتى قدر لي ان اشارك في اجتماع موسع اداره.
ذهلت ( اقولها معترفا، معتذرا )ا لطريفته في ادارة الأجتماع، وضوح افكاره ، تسلسلها، عرضها المنطقي، الأستنتاجات التي خلص اليها...
هنا تكشف لي سعدون الأخر، سعدون القائد، بكل معنى الكلمة...
****
اعرف انه كان حريصا ان يوفر لي ظروف عمل و حياة مريحة في الجريدة، و قدم لي ما لم يقدمه لغيري، و اتخذ في ذلك " اساليب " مختلفة، مباشرة و غير مباشرة. و ان ذلك لم يكن بدون علم ابو داود.
اعرف. لكننا لم نتحدث مباشرة في الأمر, نوع من "اتفاق جنتلمان" كما يسمى.
****
كنت اتناول فطوري في العمادية عندما قرات، في شريط اخبار احدى القنوات التلفزيونية، الخبر,
ضربت راسي بكلتا يدي ( طريقة للتعبير عن الحزن لم استطع التخلص منها )
ركبت الى بغداد. قصدت مقر الحزب في الأندلس.
كان ثمة، في مكتب سعدون، عدد من الرفاق بينهم ابو داود. عانقتهم معزيا. قال ابو داود>
سعدون كسرت ظهر!"
انتحيت جانبا. اجهشت، انا الهش، بالبكاء...

هاملتون كند
18 11 2017








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الطاولة المستديرة | الشرق الأوسط : صراع الهيمنة والتنافس أي


.. رفح: اجتياح وشيك أم صفقة جديدة مع حماس؟ | المسائية




.. تصاعد التوتر بين الطلاب المؤيدين للفلسطينيين في الجامعات الأ


.. احتجاجات الجامعات المؤيدة للفلسطينيين في أمريكا تنتشر بجميع




.. انطلاق ملتقى الفجيرة الإعلامي بمشاركة أكثر من 200 عامل ومختص