الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


شيما واخواتها

عادل صوما

2017 / 11 / 22
كتابات ساخرة


جاء خبر المغنية المصرية شيما أولا على قائمة أهم عشر أخبار في وكالات الانباء، وحل خبر اجتماع الاسد وبوتين في سوتشي خامسا، في اليوم الذي أمر النائب العام في مصر بتمديد احتجاز المغنية لمدة أسبوع، بعد ظهورها في مقطع فيديو وهي تُظهر في بعض مشاهده ملابسها الداخلية، وتتناول الموز بشكل يحمل إيحاءات جنسية، بعدما ألقت الشرطة المصرية القبض عليها بتهمة "التحريض على الفجور"، ومن المفترض أن يكون أمر القبض قد تم بناء على دعوى قدمها أحدهم للنيابة دفاعا عن خدش الحياء في مصر، وإلا أصبح عمل الشرطة غير قانوني، ويشبه عمل شرطة الشريعة في مجتمع يُطالب بتجديد الخطاب الديني.
ورود خبر شيما متصدرا حتى أخبار الأهوال في سورية، يبيّن إلى أي حد أين وصلت العقلية العربية بعد أكثر من ثمانين سنة من الخصومة مع التنوير. والانسان يتعجب حتى من صحيفة مصرية "علمانية" كتبت تقول إن "شيما تقدم للشباب درسا في الرذيلة"، ووصفت الجريدة الألكترونية توقيفها بأنه "إعتقال"، وكأن شيما فعلت ما يهدد أمن الدولة، مثل دواعش سيناء تماما، وهكذا تجاوزت الجريدة العلمانية حكم القاضي مسبقا، ووضعت المسألة في إطار رأي عام يميل نفاقا إلى التزمت، وحذف رقيبه في أغنية "حدوتة مصرية" عبارة "يا ناس يا مكبوتة" سنة 1982، وجعلها "ياناس يا ناس هي دي الحدوتة"، ولم أقرأ أبدا في الصحيفة نفسها أي اعتراض على الرذائل التي تشمل مممارسة الجنس الفموي والجَماعي وبين رجال ورجال ونساء ونساء وغيرها من مشاهد فاضحة تحض على الرزيلة فعلا، على القنوات الفضائية التركية التي تبث الأفلام الإباحية ٢٤ يوميا، في دولة يطمح رئيسها ليكون خليفة المسلمين.
شاهدت اغنية شيما على "يوتيوب" وقرأت التعليقات كافة التي كُتبت، ووجدتها تدّل عن أشخاص يمجدون الاخلاق والفضيلة وينبذون الرذيلة وظهور إمرأة بفستان مغرٍ غير محتشم، لكني سألت نفسي بعد "طوفان" التعليقات وعدد المشاهدين الذين تجاوزوا بكثير مشاهدي أي أغنية لأم كلثوم أو عبد الوهاب أو فريد الاطرش، وحتى مستمعي الشيخ عبد الباسط عبد الصمد: إذا كان كل هؤلاء على هذه الدرجة الرفيعة من الاخلاق لماذا شاهدوا الأغنية من الاساس؟ لماذا لم يُعلق ربع هذا العدد من المؤمنين على إستغلال الدواعش للفتيان والفتيات الصغار جنسيا بدون موافقتهم، ناهيك عن سوق العبيد في ليبيا، والمرأة الكندية التي اغتصبوها امام زوجها واطفالها لمدة خمس سنوات، وحملها سفاحا ثلاث مرات في الاسر من مؤمنين مجاهدين.
أين كانت تعليقات المؤمنين على تحرش حفيد حسن البنا بالنساء، وإعفاء الجامعة التي يعمل فيها من دروسه حتى إنتهاء التحقيق معه في "مزاعم" النسوة.
الأفلام والاغاني الجريئة موجودة في أي مجتمع، لكن المجتمعات التي تنافق نفسها بالدين هي الوحيدة التي تشعل وسائل التواصل الاجتماعي بسببها، وجرأة شيما واخواتها تفضح نفاقهم الذي لا يشعرون به؛ مثلما يؤكد السكران لكل من حوله انه يستطيع أن يشرب بحرا من الخمر بدون أن يهتز.
على أية حال، اعتذرت شيما للأشخاص الذين رأوا أن الفيديو يحتوي على "مناظر غير لائقة"، وقالت: "لم أكن أتخيل أن كل هذا سيحدث، وأنني سأتعرض لمثل هذا الهجوم القوي من الجميع".
مليون مبروك يا شيما، لقد دخلت موسوعة غينس للأرقام القياسية، التي لم يدخلها طه حسين أو يوسف إدريس أو سيد القمني، وأصبحت مشهورة في مجتمعات تخشى عذاب القبر فكم بالحري عذاب جهنم، لكنك جئت بدون إستئذان وعريت بقسوة نفاقهم وهدمت فضيلتهم المزيفة، بجعلك عشرات الألوف منهم يتلهفون على رؤية فستانك القصير وينسون عذاب القبر، لأن الله غفور رحيم.
أزال المشير ،آنذاك، عبد الفتاح السيسي جيفة التخلف في منطقة رابعة العدوية، ومصر بحاجة على الأقل إلى ألف سيسي علماني ليهدم أصنام الفكر غير المتنور في العقول التي حولت مصر بكاملها إلى "رابعة العدوية".. مع الأسف.
اكتب مع الأسف.. لأن رابعة العدوية متصوفة رائعة، والمنطقة نفسها شهدت سنة 1981 ضابطا جهاديا يرفع عقيرته ويقول للرئيس السادات في منصة العرض العسكري: "يا كافر يا فرعون يا ابن الكلب"، قبل أن يطلق الرصاص مع ثلاثة حشاشين معه على الرئيس من مدافهم الرشاشة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الفنانة دينا فؤاد لخالد أبو بكر: تكريمي من الرئيس السيسي عن


.. كل يوم - الفنانة دينا فؤاد لخالد أبو بكر: نفسي ألعب دور فتاة




.. كل يوم - دوري في جمال الحريم تعب أعصابي .. والمخرجة قعدتلي ع


.. كل يوم - الفنانة دينا فؤاد لخالد أبو بكر: بنتي اتعرض عليها ب




.. كل يوم-دينا فؤاد لخالد أبو بكر: أنا ست مصرية عندي بنت-ومش تح