الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ماذا لو انتصرت مصر في حرب 5 يونيو 67 ؟

عمرو عبدالرحمن

2017 / 11 / 22
الإستعمار وتجارب التحرّر الوطني


عمرو عبدالرحمن – يكتب
ماذا لو انتصرت مصر في حرب 5 يونيو ؟؟!!

الإجابة نجدها مختبئة بين حروف السؤال التالي؛

= لماذا تم طرد الخبراء الروس قبل حرب السادس من أكتوبر؟

السطور التالية تحاول البحث عن إجابات، كما تكشف إحدي أسرار انتصار أكتوبر العظيم، عن لسان أحد كبار قادتها الأبطال، مع الاحتفاظ بخصوصية اسم بطل من أبطال النصر العظيم.

ونبدأ من أيام حرب 6 أكتوبر، عندما عبرت الجيوش المصرية رافعة شعار " الله أكبر "، رددها أقباط مصر ومسلموها بصوت واحد شق قلب العدو الاسرائيلي وقادنا إلي تحقيق انتصار تاريخي، كدنا فيه نتمكن من إبادة يهود العدو من خريطة الزمكان ... وهو هدفنا المؤجل إلي حين قريب بمشيئة الله .

انتصرت مصر لأنها أشهرت نفس السلاح الذي رفعه أجدادنا المصريون العظماء، سلاح العلم و القوة و الإيمان، وبنفس ألوان علم مصر الحديث – القديم : الأحمر والأسود والأبيض ، وشعار الصقر حورس رمز لعين الله الذي لا يغفل ولا ينام.

= سر الرؤيا

أما السر بحسب المصدر، أن القائد الأعلي لجيوشنا المحاربة وقتئذ، محمد أنور السادات، رأي رؤيا شاهد فيها سيدنا محمد رسول الله – صلي الله عليه وسلم – يشد من أزره ويطالبه باستكمال الحرب المقدسة والمضي قدما حتي تل أبيب لإسقاط العدو نهائيا وأبدا.

المؤكد أن " السادات " وبعد أن قص رؤياه علي عدد من قادته، أنهم جميعا قد اشتعلوا حماسة ويقينا ورغبة في استكمال مسيرة النصر مهما كان الثمن، ثقةً منهم في الرؤيا النبوية الشريفة.

إلا أن السادات تراجع عن تصديق الرؤيا المعجزة، ومال لحسابات البشر، مقررا الاستمرار في خطته الأصلية وهي حرب تكتيكية محدودة لتحريك المواقف عالميا، ثم المطالبة باستعادة كامل الأرض العربية المحتلة من موقف قوة، والثأر من هزيمة يونيو المؤلمة.

تزامن هذا التراجع مع ثغرة الدفرسوار، وتحول ميزان القوي بدخول جيش العدو الأميركي إلي ساحة المعركة لإنقاذ حليفه الصهيوني بعد إذلاله وتمريغ كرامة قادته في وحل الهزيمة الساحقة.

يبقي اليقين أن لو كان السادات واصل معركته مهما كان حجم المواجهة، بحسب الرؤيا النبوية، لحقق انتصارا أسطوريا، ولتمت إبادة اسرائيل إلي الأبد.

وهي بالمناسبة ليست المرة الأولي التي يحقق جيشنا انتصارا كهذا علي يهود وأعوانهم (راجع لوحة الملك القائد المصري مرنبتاح) .........................

ولكن رحم الله عبده السادات، له ما له وعليه ما عليه.

= الفخ السوفييتي

نعود – بالمقابل - إلي حرب الأيام الستة، وإلي السؤال الأول ؛ ماذا لو انتصرت مصر في 5 يونيو 1967 ؟؟

الإجابة؛ كان النصر سيصبح (مشاركة) بين القاهرة وموسكو .. وبين الجندي المصري والسلاح الروسي (السوفييتي).

كانت المعركة سينطبق عليها اصطلاح " حرب بالوكالة " انتصرت فيها "حليفة روسيا " علي " حليفة أمريكا ".

كانت لن تختلف عن الحرب الكورية بين شطري الدولة المقسومة نصفين.. كوريا الشمالية حليفة للروس والجنوبية حليفة للأمريكان.

كانت لن يكون هناك مجال للحديث عن نصر إلهي ولا قوة العسكرية المصرية، وعظمة الجندي المصري وتحالف قوي الشعب العامل، ولا استقلالية قرار الحرب من الزعيم جمال عبد الناصر.

كان سيشاركنا نشوة الانتصار وغنائم المعركة، ممول سلاحنا الرئيس : خروتشوف !!

ولتحولت مصر – المكبلة بديون انتصارها لمصدر آلتها العسكرية - من حليف عسكري للسوفييت إلي تابع دائم يدور في فلك موسكو (مثل كوبا) وربما سقطت مع سقوطها أثناء ثورات ربيع براغ الملونة، أواخر الثمانينات، والتي مزقت كل دول شرق أوروبا وأسقطتها في "حجر" حلف ناتو !!

ولضاعت مصداقية مصر في موقفها التاريخي الذي تجسد في منظمة عدم الانحياز التي تمرد مؤسسوها (مصر – يوغوسلافيا – الهند) علي الاستقطاب الإجباري وقتها لدول العالم ما بين المعسكر الشرقي والمعسكر الغربي.

إن الموقف الناصري التاريخي بإعلان سياسة عدم الانحياز، كشف حقيقة غائبة، وهي أن مصر - ناصر رفضت محاولات الابتزاز الروسية وقت احتياجنا للدعم اقتصاديا وعسكريا لخوض معركة بناء الدولة والدفاع عن استقلالها ضد بقايا الاستعمار داخليا وخارجيا وعملائه من الرأسماليين و الاخوان.

ناصر أدرك من خلال تعامله مع الروس أنهم ليسوا بالبراءة الثورية التي ظنها فيهم، مع بداية الثورة عندما انتفضت مصر ضد بريطانيا وسائر المعسكر الاستعماري الغربي.

وهي نفس الحقيقة التي وصل لها الزعيم الأسطوري " إرنستو تشي جيفارا "، عندما تأكد أن السوفييت لن يدعموا دعوات الاستقلال ضد الاستعمار الصهيو أميركي في أمريكا اللاتينية إلا بحسب ما تسمح به مصالحهم الاستعمارية.

وكان عقاب السوفييت لـ" جيفارا " الثائر حتي النهاية، وليس "المساوم" علي ثورته، أن تخلوا عنه حتي اغتاله الأمريكان في جريمة تاريخية خسيسة.

بينما أبقي الاستعمار السوفييتي والصهيو أمريكي علي " كاسترو " الأسهل كثيرا في التعامل معه لأنه الأقرب للمساومة وتقديم تنازلات كان أهمها التوقف عن دعم المد الثوري اللاتيني ضد الاستعمار في أمريكا اللاتينية والانكفاء علي بلده القزم .. "كوبا"!!!

تماما؛ كما أبقي الاستعمار بوجهيه الروسي والأميركي – وكلاهما صهيوني، علي حياة "حسن نصر الله" – العميل الفارسي - بينما تم اغتيال "عماد مغنية" صاحب العملية المدوية ضد ملك بني يهود في قلب بوينس آيريس عام 1994.

وكما ترك، "عباس" و"دحلان" و"مشعل" و"هنية"، وبالمقابل اغتال القادة / ياسر عرفات وأبو جهاد وأحمد ياسين والرنتيسي.

وكما اغتال الاستعمار هوجو تشافيز – زعيم فنزويلا - بسرطان القولون، وحاول اغتيال ستة رؤساء بأمريكا اللاتينية، بنفس الوسيلة – القتل بالسرطان - لأنهم مناهضون للاستعمار الاميركي، وهم الرئيس البرازيلي الاسبق، لولا دي سيلفا، ورئيسة البرازيل السابقة ديلما روسيف، رئيس باراجواي فرناندو لويجو، رئيسة الأرجنتين السابقة كريستينا كيرشنر، وبالمقابل تعيين عملاء الاستعمار مثل ميشيل ثامر – رئيس البرازيل الحالي.

• معلومة: إذا كان الاستعمار الصهيو بريطاني ثم الصهيو أميركي زرع فيروس اسرائيل في الجسد العربي، فإن الاستعمار الماركسي السوفييتي هو من غرس دويلة " الأوبلاست " اليهودية في جسد روسيا البلشفية في غيبوبة تامة من شعبها المخدوع بأوهام المساواة والاشتراكية والمكاسب العمالية !!

= الصفقة التشيكية والغضب الروسي !!

كان أكبر دليل علي أن السوفييت أرادوا تحويل مصر إلي قاعدة عسكرية متقدمة لهم في الشرق العربي، هو الغضب الموسكوفي العارم علي صفقة السلاح التي أبرمتها تشيكوسلوفاكيا مع مصر أوائل الستينات، علي الرغم من أن براغ كانت أكبر حليفة لموسكو وقتئذ !!

اعتبر السوفييت الصفقة التي تمت (دون استئذان ناصر منهم أولا!!!!!) حتي ولو كانت مع حليف مشترك، بمثابة خروج علي بيت الطاعة الروسي !!

وكانت النتيجة التي لم يعلمها ناصر حتي اغتياله، أن السوفييت بقيادة خروشوف، وضعوا خطة استخباراتية رمزها "البقرة الحلوب" للقضاء علي مصر / ناصر.

تضمنت المؤامرة السوفييتية استدراج الجيش المصري إلي حرب مبكرة وفي الظروف غير المناسبة، بهدف كسره وعرقلة خطط التنمية الطموح التي نفذتها مصر بنجاح فائق، لدرجة أنها كانت علي وشك التحول إلي دولة إقليمية كبري.

واستهدفت محاولة وأد الثورة المصرية التي تردد صداها في كل بلاد الشرق والغرب وآسيا وأفريقيا وحتي أمريكا اللاتينية، وكادت تدق أبواب الكرملين نفسه، بعد أن اكتشف الروس أن الثورة البلشفية لم تكن سوي الوجه الاستعماري الماركسي للاستعمار الإمبريالي.

• (الانهيار السريع للربيع العربي كشف أسرار الثورات الملونة التي شهدها العالم ليس فقط في الشرق الأوسط ولكن كل الثورات التي اشتعلت القرن الماضي كانت ثورات ماسونية ملونة بما فيها الثورة العربية الكبري عام 1916 ثم الثورة البلشفية بعدها بعام واحد 1917، إلخ !!!!!).

= ثورة علي الثورة

من هنا قاوم قائد الثورة المصرية "جمال عبد الناصر" الانصياع للتبعية السوفييتية، ورفض أن تتحول بلده المؤمنة بالله عز وجل، إلي وكر للشيوعية .. وتصدي لشيوعية الدولة كما تصدي لأخونة الدولة بنفس الصلابة والتصميم.

وانتهج ناصر الفكر الاشتراكي المعتدل، رافضا أن تخضع مصر للفكر الماركسي الذي يكرس للوجودية المطلقة، وهي الأفكار ذاتها – بالمناسبة - التي اعتنقها العالم الكبير الدكتور مصطفي محمود ثم تراجع عنها منذ كتابه الشهير "رحلتي من الشك إلي الإيمان"، وغيره كثيرون.

كانت نتيجة التمرد الناصري علي العباءة السوفييتية أن بدأت موسكو تنفيذ مؤامرة "البقرة الحلوب" وتم استدراج جيش مصر لحرب استباقية عام 1961، عبر تسريب معلومات زائفة عن استعدادات اسرائيلية للعدوان علي مصر، وكاد ناصر أن يصدق الخدعة لولا أن تراجع في آخر لحظة، لكنه سقط في شرك المؤامرة الخداعية – للأسف – في يونيو 67 .. فكانت الهزيمة القاصمة لصالح أعداء مصر جميعا ( أمريكا – الاتحاد السوفييتي – فرنسا – بريطانيا – اسرائيل).

ولم تحقق مصر انتصارها الحقيقي الكبير في السادس من أكتوبر 1973 إلا باستقلال قرارها وسيادتها بعد طرد الخبراء الروس.

ولم تفشل مصر في قطف ثمار انتصارها إلا عندما استبدلت التبعية السوفييتية بالتبعية الأميركية منذ عهد السادات وحتي نهاية عهد مرسي – جاسوس الجماعة الإرهابية.

هكذا؛ كانت ثورة 30 يونيو 2013، امتداد وإعادة تصحيح مسار ثورة 23 يوليو، برفض التبعية لأي معسكر شرقي أم غربي، ولكن التبعية الوحيدة لمصالح الدولة العليا.

وهو ما اتضح جليا في تنويع مصادر السلاح دون قيد أو شرط استعماري، وأيضا تطوير الصناعة العسكرية الوطنية، لحماية استقلال القرار السيادي المصري لأول مرة في تاريخ مصر منذ مئات السنين – بزعامة القائد / عبدالفتاح السيسي.

ولتقود مصر الثورة الكبري علي الثورات العالمية الملونة التي تجر العالم إلي ويلات التقسيم والاستقطاب والانهيار لصالح النظام العالمي الجديد .. NEW WORLD ORDER .

وتتمدد ظلال الثورة المصرية لتمحو آثار الربيع العبري في سورية وليبيا وفلسطين وجنوب السودان، والمزيد في الأيام المقبلة بمشيئة الله.


="رابط مؤامرة البقرة الحلوب السوفييتية".

http://group73historians.com/حرب-الجواسيس/1053-عملية-البقرة-الحلوب-الحرب-الساقطة-من-التاريخ-بين-مصر-وإسرائيل


نصر الله مصر.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. السياسة الفرنسية تدخل على خط الاحتجاجات الطلابية


.. روسيا تزيد تسليح قواتها ردا على الدعم الغربي لكييف | #غرفة_ا




.. طهران.. مفاوضات سرية لشراء 300 طن من اليورانيوم | #غرفة_الأخ


.. الرياض تسعى للفصل بين التطبيع والاتفاق مع واشنطن | #غرفة_الأ




.. قراءة عسكرية.. صور خاصة للجزيرة تظهر رصد حزب الله مواقع الجي