الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ما بين ملحمة جلجامش والكتب السماوية ( جلجامش في القرآن الكريم و التوراة )

مدين محمد رمو

2017 / 11 / 24
دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات


في الواح ملحمة جلجامش الطينية ورد التالي :
تبدأ الملحمة بالحديث عن جلجامش، ملك أورك - الوركاء الذي كانت والدته إله خالدا ووالده بشرا فانيا ولهذا قيل بان ثلثيه إله والثلث الباقي بشر. وبسبب الجزء الفاني منه يبدأ بإدراك حقيقة أنه لن يكون خالدا. تجعل الملحمة جلجامش ملكا غير محبوب من قبل سكان أورك؛ حيث تنسب له ممارسات سيئة منها ممارسة تسخير الناس في بناء سور ضخم حول أورك العظيمة.
ابتهل سكان أورك للآلهة بأن تجد لهم مخرجا من ظلم جلجامش فاستجابت الآلهة وقامت إحدى الإلهات، واسمها أرورو، بخلق رجل من الطين وحي كان الشعر الكثيف يغطي جسده ويعيش في البرية يأكل الأعشاب ويشرب الماء مع الحيوانات؛ أي أنه كان على النقيض تماما من شخصية جلجامش. ويرى بعض المحللين أن هناك رموزا إلى الصراع بين المدنية وحياة المدن الذي بدأ السومريون بالتعود عليه تدريجيا بعد أن غادروا حياة البساطة والزراعة المتمثلة في شخصية أنكيدو.
كان أنكيدو يخلص الحيوانات من مصيدة الصيادين الذين كانوا يقتاتون على الصيد، فقام الصيادون برفع شكواهم إلى الملك جلجامش؛ فأمر إحدى خادمات المعبد بالذهاب ومحاولة إغراء أنكيدو ليمارس الجنس معها؛ وبهذا تبتعد الحيوانات عن مصاحبة أنكيدو ويصبح أنكيدو مروضا ومدنيا. حالف النجاح خطة الملك جلجامش، وبدأت خادمة المعبد -وكان اسمها شمخات، وتعمل خادمة في معبد الآلهة عشتار - بتعليم أنكيدو الحياة المدنية؛ ككيفية الأكل واللبس وشرب النبيذ، ثم تبدأ بإخبار أنكيدو عن قوة جلجامش وكيف أنه يدخل بالعروسات قبل أن يدخل بهن أزواجهن. ولما عرف أنكيدو بهذا قرر أن يتحدى جلجامش في مصارعة ليجبره على ترك تلك العادة. يتصارع الاثنان بشراسة؛ فهما متقاربان في القوة، ولكن الغلبة في النهاية كانت لجلجامش، حيث اعترف أنكيدو بقوة جلجامش، وبعد هذه الحادثة يصبح الاثنان صديقين حميمين.
يحاول جلجامش دائما القيام بأعمال عظيمة ليبقى اسمه خالدا؛ فيقرر في يوم من الأيام الذهاب إلى غابة من أشجار الأرز؛ فيقطع جميع أشجارها، وليحقق هذا عليه القضاء على حارس الغابة، وهو مخلوق ضخم وقبيح اسمه خومبابا. ومن الجدير بالذكر أن غابة الأرز كان المكان الذي تعيش فيه الآلهة ويعتقد أن المكان المقصود هو غابات أرز لبنان.


وفي القرآن ورد التالي :
النص مقتبس من صفحة الدكتور محمد شحرور الرسمية على موقع فيسبوك
وفي قصة الخلق مثلاً، يطرح التنزيل منطلقات منهجية مؤسسة لنظرية الخلق، متوزعة على مواضع مختلفة، تركز على نقطة رئيسية هي الخلق من تراب {وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَكُم مِّن تُرَابٍ ثُمَّ إِذَا أَنتُم بَشَرٌ تَنتَشِرُونَ} (الروم 20) ومن طين {وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ مِن سُلَالَةٍ مِّن طِينٍ} (المؤمنون 12)، ومن ماء {أَلَمْ نَخْلُقكُّم مِّن مَّاء مَّهِينٍ } (المرسلات 20)، وبتراتب زمني مرحلي {يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِن كُنتُمْ فِي رَيْبٍ مِّنَ الْبَعْثِ فَإِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن تُرَابٍ ثُمَّ مِن نُّطْفَةٍ ثُمَّ مِنْ عَلَقَةٍ ثُمَّ مِن مُّضْغَةٍ مُّخَلَّقَةٍ وَغَيْرِ مُخَلَّقَةٍ لِّنُبَيِّنَ لَكُمْ وَنُقِرُّ فِي الْأَرْحَامِ مَا نَشَاء إِلَى أَجَلٍ مُّسَمًّى ثُمَّ نُخْرِجُكُمْ طِفْلاً} (الحج 5) ومن يتابع التسلسل يجد أن هناك حقبة زمنية بين المرحلة والأخرى.
والبشر في التنزيل يدل على وجود فيزيولوجي لكائن حي انتشر في الأرض قبل الأنسنة، والله تعالى يقول {وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَكُم مِّن تُرَابٍ ثُمَّ إِذَا أَنتُم بَشَرٌ تَنتَشِرُونَ} (الروم 20)، وهنا وضع (ثم إذا) وهي أكثر الأدوات تبياناً لطول الحقبة الزمنية بين الطين والبشر، ومن البشر تطورت سلالة الإنسان الحالي بعد نفخ الروح، حيث مر البشر بمراحل تطورية من كائن همجي يمشي على أربع وصولاً إلى المرحلة الإنسانية، أي كائن بشري مستأنس (اجتماعي) غير متوحش، وآدم يرمز إلى المرحلة الوسطى بين الكائن المستوحش والإنسان المستأنس، ونفخة الروح هي التي نقلت الأول إلى الثاني، والله تعالى يقول {وَقَدْ خَلَقَكُمْ أَطْوَاراً} (نوح 14)، وأيضاً {أَكَفَرْتَ بِالَّذِي خَلَقَكَ مِن تُرَابٍ ثُمَّ مِن نُّطْفَةٍ ثُمَّ سَوَّاكَ رَجُلاً} (الكهف 37)، و
أما قوله تعالى {يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاءً} (النساء 1) فلا يتعارض مع آخر ما توصل له العلم من أن الخلق بدأ من خلية واحدة.
وقوله {وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاء كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ} (الأنبياء 30) لا يتعارض مع كون بدء تشكل هذا العالم من الهيدروجين (مولد الماء).

في العهد القديم :

سفر التكوين

الفصل / الإصحاح الثاني



1 فأكملت السماوات والأرض وكل جندها

2 وفرغ الله في اليوم السابع من عمله الذي عمل. فاستراح في اليوم السابع من جميع عمله الذي عمل

3 وبارك الله اليوم السابع وقدسه، لأنه فيه استراح من جميع عمله الذي عمل الله خالقا

4 هذه مبادئ السماوات والأرض حين خلقت، يوم عمل الرب الإله الأرض والسماوات

5 كل شجر البرية لم يكن بعد في الأرض، وكل عشب البرية لم ينبت بعد، لأن الرب الإله لم يكن قد أمطر على الأرض، ولا كان إنسان ليعمل الأرض

6 ثم كان ضباب يطلع من الأرض ويسقي كل وجه الأرض

7 وجبل الرب الإله آدم ترابا من الأرض، ونفخ في أنفه نسمة حياة. فصار آدم نفسا حية

8 وغرس الرب الإله جنة في عدن شرقا، ووضع هناك آدم الذي جبله

9 وأنبت الرب الإله من الأرض كل شجرة شهية للنظر وجيدة للأكل، وشجرة الحياة في وسط الجنة ، وشجرة معرفة الخير والشر

10 وكان نهر يخرج من عدن ليسقي الجنة، ومن هناك ينقسم فيصير أربعة رؤوس

11 اسم الواحد فيشون، وهو المحيط بجميع أرض الحويلة حيث الذهب

12 وذهب تلك الأرض جيد . هناك المقل وحجر الجزع

13 واسم النهر الثانى جيحون، وهو المحيط بجميع أرض كوش

14 واسم النهر الثالث حداقل، وهو الجاري شرقي أشور. والنهر الرابع الفرات

15 وأخذ الرب الإله آدم ووضعه في جنة عدن ليعملها ويحفظها

16 وأوصى الرب الإله آدم قائلا: من جميع شجر الجنة تأكل أكلا

17 وأما شجرة معرفة الخير والشر فلا تأكل منها، لأنك يوم تأكل منها موتا تموت

18 وقال الرب الإله: ليس جيدا أن يكون آدم وحده، فأصنع له معينا نظيره

19 وجبل الرب الإله من الأرض كل حيوانات البرية وكل طيور السماء، فأحضرها إلى آدم ليرى ماذا يدعوها، وكل ما دعا به آدم ذات نفس حية فهو اسمها

20 فدعا آدم بأسماء جميع البهائم وطيور السماء وجميع حيوانات البرية. وأما لنفسه فلم يجد معينا نظيره

21 فأوقع الرب الإله سباتا على آدم فنام، فأخذ واحدة من أضلاعه وملأ مكانها لحما

22 وبنى الرب الإله الضلع التي أخذها من آدم امرأة وأحضرها إلى آدم

23 فقال آدم: هذه الآن عظم من عظامي ولحم من لحمي. هذه تدعى امرأة لأنها من امرء أخذت

24 لذلك يترك الرجل أباه وأمه ويلتصق بامرأته ويكونان جسدا واحدا

25 وكانا كلاهما عريانين، آدم وامرأته، وهما لا يخجلان

اذا كانت مصادر الكتب السماوية تتحدث عن خلق موازي للبشر وحصول عداوة بين الخلقين بسبب سلوكهما كما ورد في القرآن ( بعضكم لبعض عدو ) بحسب وجهة نظر الدكتور محمد شحرور .. وخطيئة آدم في العهد القديم معرفية بالدرجة الأولى فإن التقاطعات التي تظهر في كلا النصين والسرد نفسه تظهر أن الديانة السورية القديمة تتحدث عن نظرية تكوين أشبه ما تكون بخلاصة لما ورد في ما لحقها من الكتب السماوية جميعها .. وهذه التقاطعات ربما اشار اليها كل من ( فراس سواح ) والدكتور ( احمد داؤود ) في العديد من كتبهما ... من هنا يجدر البحث والاستقصاء عن اخطاء الترجمة للنصوص السومرية والاكادية والبابلية والكنعانية وصولا لفهم اعمق ربما لا يشير لديانات وثنية بالمطلق بل يشير لعقائد راقية لا يعجز الرحمن بكل تأكيد ايجادها في ذلك الزمان ...










التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. عقوبات أميركية جديدة على إيران تستهدف قطاع الطائرات المسيرة


.. ماكرون يدعو لبناء قدرات دفاعية أوروبية في المجالين العسكري و




.. البيت الأبيض: نرعب في رؤية تحقيق بشأن المقابر الجماعية في قط


.. متظاهرون يقتحمون معهد التكنلوجيا في نيويورك تضامنا مع جامعة




.. إصابة 11 جنديا إسرائيليا في معارك قطاع غزة خلال الـ24 ساعة ا