الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


بيضة التمساح مرة أخرى

رائد الحواري

2017 / 11 / 25
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


بيضة التمساح مرة أخرى
عندما نتوقف عند طريقة عمل "الإخوان" نجدهم في بداية الأمر يكونوا على هيئة البيضة، بمعنى أن الشكل ابيض مسالم ورقيق، وعند تعرضه لأي حركة ينكسر، ومن خلال حديثهم عند الدين، يستنتج المستمع أنهم والدين شيئا واحدا، لا يمكن الفصل بينهما، ومن خلال أفكار "البنا" التي يدعو فيها إلى التسامح مع الآخرين "كونوا كالشجر، من يضربكم بالحجر ارموه بالثمر" وغيرها من الأقوال التي تماثل تسامح السيد المسيح مع خصومه، استطاعوا الوصول إلى شريحة جيدة من المجتمع.
لكن بعد زمن من تعاطي الفرد لهذا الفكر يتم شحنه بالأفكار الأخرى، والتي تهم الحركة، وهي "من مات دون أن يعقد العهد لجماعية مات على شعبة من النفاق" فهم الجماعية التي يجب أن يعقد لها البيعة، " تنقسم أمتي إلى ثلاث وسبعين شعبة كلهم في النار إلا واحدة" وهم الفئة الناجية، وما دونهم كفار، وعلى شعبة من النفاق، من هنا نجدهم يحتكرون الدين، بمعنى أن من ليس معهم هو بالضرورة إن لم يكن كافر هو على شعبة من النفاق، وتكرس هذا الأمر في الكتب الدينية التي يصدرونها، فنجدهم سيطروا على العديد من دور النشر بهذه الطريقة أو تلك، ويقوموا بتركيزهم على الكتاب الذين ينتمون لجماعتهم، فنجد العبارة التالي في مقدمة أي كتاب من كتبهم "سجون ناصر/ والشهيد حسن البنا" فهذه الترميز يشير إلى أن الكاتب والكتاب من الإصدارات التي تهم للإخوان، وهنا تكون إشارة لجمهورهم لتعاطي هذه الكتب دون سواها، وطبيعيا ـ بعد هذا الحشو ـ سنجدهم متعصبين جدا لفكرتهم، ولا يأخذون أو يعطون عند مناقشتهم بالأفكار المغايرة لهم، فأصبحت البيضة تمساحا، يفترس كل من يقترب منه.
الذي حدث، منذ أن جندوا خيرة شبابنا إلى أفغانستان إلى اليوم يعد عملية تراكم أدت إلى تغير نوعي في نهجم، فعمليا تم كشف طريقتهم وأساليبهم في تجنيد الشباب الذين استخدموا ليكون وسيلة هدم وخراب للوطن وقتل وتشريد للمواطن وتشويه للدين، مما جعل العديد من المواطنين يتخذوا موقفا سلبيا من الإسلام والمسلمين.
ولكي لا نتجنى على احد سنبرز بعض الشواهد الحقيقية على مسلكهم، أولا قاموا بإرسال عبد الله عزام الفلسطيني الأصل إلى افغانستان وتركوا الفلسطينيين واللبنانيين في لبنان يحترقون تحت القصف الإسرائيلي في عام 1982، وعندما سألوا عن ذلك قالوا: "ما يحدث في لبنان ابتلاء من الله على الفسق الموجود فيه"، بعد مقتل مؤسس الجهاد "عبد الله عزام" استلم زمان أمور المجاهدين أيمن الظواهري وابن لادن، اللذين شكلوا تنظيم "القاعدة" بعد أن تم خروج الاتحاد السوفييتي من افغانستان، وهذا التنظيم يدعي الإسلام على نهج النبوية، وقد قام بعمليات إرهابية عديدة وأهمها عملية الفنادق في الأردن والتي استشهد فيها المخرج السوري "مصطفى العقاد" الذي اخرج فلمي "الرسالة وعمر المختار"، ثم بعد القاعدة تم تشكيل دولة الإسلامية في "العراق والشام" بقيادة "أبو مصعب الزرقاوي"، وهم من يقوموا بأعمال القتل في الدول العربية تحديدا، سوريا، العراق، ليبيا، اليمن، مصر، السودان، الصومال، ولا ندري هل العمليات الإرهابية التي تقتل المدنيين وتخرب المساكن والمدن والأوطان من الدين؟
من هنا يجب التفريق بين الدين ونهج الإخوان، فهؤلاء جماعية تعمل لمصالحها ومصالح من أسسوها ودعموها من انجليز إلى امريكان، وما يحدث اليوم من أعمال إرهابية إلا تأكيد على أنهم يستخدموا فكرة الدين البيضاء بشكل شيطاني تدميري تخريبي.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. كاهنات في الكنيسة الكاثوليكية؟ • فرانس 24 / FRANCE 24


.. الدكتور قطب سانو يوضح في سؤال مباشر أسباب فوضى الدعاوى في ال




.. تعمير- هل العمارة الإسلامية تصميم محدد أم مفهوم؟ .. المعماري


.. تعمير- معماري/ عصام صفي الدين يوضح متى ظهر وازدهر فن العمارة




.. تعمير- د. عصام صفي الدين يوضح معنى العمارة ومتى بدأ فن العما