الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الاقتصاد الإيراني كيفه مع قوس قزح

أفنان القاسم

2017 / 11 / 26
مواضيع وابحاث سياسية


لا تفرح إيران كثيرًا

عندما يقدر المختصون دخلها القومي، بعد رفع الحظر عنها، ب 412 مليار دولار للعام 2016، ويحلم ملاليها بقوتهم الاقتصادية الثانية في الشرق الأوسط بعد السعودية، فاقتصادها يبقى في معظمه اقتصاد الريع، عماده الغاز والنفط والخدمات، ودون الدعم الذي تقدمه الدولة لمعاملها –لا أجرؤ على قول مصانعها فلا مصانع حقيقية لديها- ولمؤسساتها المالية، لما كانت هناك معامل، ولما كانت هناك مؤسسات مالية. اقتصاد كهذا، النفط والغاز رباه الأعليان، يظل اقتصادًا هشًا، حتى وإن كان البلد الثاني في العالم كاحتياطي غاز، والرابع في العالم كاحتياطي نفط.

صحيح أن للملالي

خطة إصلاح وتطوير على عشرين سنة، أهدافها خلال الخمس السنوات القادمة إصلاح المؤسسات العامة، إصلاح القطاع المالي، إصلاح التوزيع الريعي. صحيح كذلك أن هذه الإصلاحات ساهمت في تنشيط الاقتصاد، وتفعيل النفقات، وتخفيض المعونات، لكن كل هذا لم يمنع البطالة من الازدياد لتلامس حوالي ثلاثة مليون ونصف مليون عاطل عن العمل، أكثر من 40 بالمئة من اليد العاملة. ومع تخفيض المعونات، ارتفع معدل الفقر، رغم تحسين قوة الشراء، وتجميل النمو العام.

في العام 2016

تَحَسَّنَ الرصيد الخارجي وَتَوَازَنَ المال العام، بفضل الصادرات النفطوغازية التي ازدادت بعد رفع الحظر عنها، بمعنى أن هذا التحسن وذاك التوازن يبقيان هشين، وأن النمو يتطلب أول ما يتطلب دخول إيران في الاقتصاد العالمي، كما قلت وأعدت القول آلاف المرات: بنوك تبادلات استثمارات. ليس بإعادة العلاقات مع البنوك الدولية عن طريق وضع الأصول فيها بل بتمكين البنك المركزي الإيراني ورفعه إلى مستواها. ليس بتضخيم التبادلات التجارية على حساب المنتجات المحلية (هل هناك منتجات محلية؟) بل بتنويع التبادلات التي منها التجارية والعلمية والتقنية (هل هناك اختراق علمي عالمي واختراق تقني كوني؟). ليس باستثمارات نصف الكُم (نصنع عندنا ونُرَكِّب عندكم!) كتلك التي تم التعاقد عليها مع مصانع السيارات الفرنسية بل بالاستثمارات العملاقة التي تعيد بناء البنى التحتية وتحول هذه البنى إلى قوى استثمارية عالمية.

وهذا هو بالضبط دور قوس قزح

كدينمو من خارج إيران لاقتصاد إيران، وإلا كان الأسوأ، حسب توقع الاقتصاديين العالميين، رغم النمو بمعدل 4 بالمئة بين 2017 و 2019، فليس بوضع خطة للإصلاح نصلح ما لا يمكن إصلاحه، الإصلاحات بنيوية تكون أو لا تكون، فهل سيكون مشروعي مفتاحًا للحلول، أم يفضل الملالي الانتظار حتى يصبح عدد العاطلين عن العمل ضعف ما هو عليه خلال السنتين القادمتين، كما تقول الجريدة الفرنسية "ليبراسيون"؟ تحقيق ما يدعوه الملالي "النمو المشتمِل" يتطلب نموًا سنويًا بقدر 6 بالمئة ولسنوات طويلة، لن يكون هذا النمو السنوي وإيران عينها على سوريا ويدها في لبنان وقدمها في اليمن، النمو المشتمِل سلميًا يكون أو لا يكون.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - أعرف عدوك
عبد الحسين سلمان ( 2017 / 11 / 26 - 19:16 )
استاذي العزيز أفنان القاسم
تحية طيبة, وتمنياتي لكم بالصحة الطيبة.

أعرف عدوك

آدناه معلومات بسيطة عن الاقتصاد الايراني :
1. الناتج المحلي الإجمالي GDP , في نهاية الثلث الثاني من 2017 يساوي 1.5 تريللون دولار.

2. انخفضت نسبة التضخم من 13 % عام 2015 الى 6 % عام 2016

3. نسبة خط الفقر تساوي 0.1% حوالي 8 مليون نسمة

4. القوى العاملة 30 % من مجموع السكان وتساوي 24 مليون

5. نسبة البطالة 13.5 % في عام 2016 حوالى 3.5 مليون

6. الصادرات عام 2016 تساوي 87 بليون دولار

7. الواردات عام 2016 تساوي 62 بليون دولار

8. الدين العام يساوي 12 % من الناتج المحلي الإجمالي.

اخر الافلام

.. استعدادات إسرائيلية ومؤشرات على تصعيد محتمل مع حزب الله | #غ


.. سائق بن غفير يتجاوز إشارة حمراء ما تسبب بحادث أدى إلى إصابة




.. قراءة عسكرية.. المنطقة الوسطى من قطاع غزة تتعرض لأحزمة نارية


.. السيارات الكهربائية تفجر حربا جديدة بين الصين والغرب




.. طلاب أميركيون للعربية: نحن هنا لدعم فلسطين وغزة