الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الاستقرار : السكون صفر ليس له وجود

عبدالجليل الكناني

2017 / 11 / 30
الطب , والعلوم


تطرقت في مقال سابق الى مبدآ الاستقرار وهو القانون الذي يتجسد بقانون نيوتن الاول وقانون ابن سينا وكيف انه يشكل الدافع او الغريزة الاولى التي نشأت عنها غرائز الانسان وجميع الغرائز والميول .. والان بعيدا عن الغرائز كيف جاء قانون او منطق الاستقرار والذي يحمل بين طياته ( ثبات السرعة ودوام السكون ) او هو وحدة نقيضين من الحركة والسكون أي ان الاستقرار قد شمل هذين النقيضين فما هي علاقة الحركة بالسكون ليجمعهما مبدأ واحد ؟؟ وكيف يمكن إرجاع مبدآ او قانون الاستقرار الى مفهوم واحد محايد يتولد منه هذين النقيضين ؟؟
لو جزأنا الفضاء الكلي الى اجزاء دقيقة هي ادق ما يمكن للادراك بلوغه بواسطة مباشرة او غير مباشرة , او بالادراك الذهني المجرد . أي , وللتوضيح , اننا جئنا بوسائل متطورة مثل المسارعات او ما يسمى المعجلات وهي مختبرات متطورة تعتمد مبدأ تصادم الجسيمات الدقيقبة للخوض عمليا من خلال التجربة في فضاءاتها الدقيقة جدا لدراستها واكتشاف ما فيها من جسيمات اكثر دقة . ولو أننا استطعنا الوصول الى أضيق الفضاءات التي تعجز بعدها كل وسائلنا المتاحة من الولوج الى ماهو ادق واصغر منها من حيث الابعاد والجسيمات الدقيقة المتاحة **ودعنا لا نتحدث عن مبدا اللادقة او الشك لهايزنبرغ وكذلك علاقة الجسم بالموجة المرتبطة به او ثنائية الجسيم والموجة , الأمواج المادية ل دي براولي **
وبعدما حددنا اصغر الجسيمات وفضاءاتها, رحنا نفكر بفضاءات اصغر منها وماذا يمكن ان يكون فيها من جسيمات ورحنا نعمل وفق مفاهيمنا المتاحة وبالإدراك والاستنتاج او التصور او التخيل الذهني لنلج الى فضاءات أدق .. كيف يمكننا هنا دراسة تلك العوالم العميقة جدا والتي من المؤكد اننا سنصل عندها الى حد لا يمكننا بعده اخضاعها لاية قياسات او تجارب مباشرة وغير مباشرة .. من هناك يتوجب العمل بشكل نظري او ربما نعمل اذهاننا للتامل والاستنتاج من خلال منطق ما اكتشفناه في الفضاءات التي اتيح لنا دراستها ..
ارى ان البحث عن لبنات بناء المادة وكل اسرار ما يكتنفه عالمنا المايكروي والماكروي امر مستحيل البلوغ وليست له نهاية , الا ان نتخذ عبرة مما وصلنا اليه لتغيير منحى او وجهة الدراسة ونستفيد من التجارب العملية والخبرات الذهنية في تحليل ماهية الكون والوجود بشكل عام .
والان لو اوغلنا في فضاء صغير جدا يحوي جسيما متناهي الصغر بالنسبة الى جميع القياسات التي الفناها ونحن لا نفترض خلو هذا الفضاء من المادة , الا انه كمثل الفضاء الخارجي بالنسبة الى مركبة فضائية , ولايختلف مثالنا عن ذلك . ولنفترض ايضا انه لم يكن في هذا الفضاء أي جسيم اخر يمكن ان يتبادل التاثير , او محسوس الوجود باي شكل , مع هذا الجسيم وبذا يحسب عدم وجود أي جسيم غيره في فضاء مطلق مثل نقطة على صفحة فارغة وفضاؤها ممتد الى حدود بعيدة تعتبر بالحسابات الرياضية النسبية لجسيم نقطي امتدادا لا نهائيا .. والان ماذا يمكن ان نقول على حالة هذا الجسيم هل هو متحرك ام ساكن ؟؟ بالتاكيد لا يمكننا الجزم بحالته . ولو أن جسيما محايدا أخر بنفس صفاته قد مر في فضاء ذلك الجسيم وعلى صفحته المفترضة فماذا يمكن ان نقول عن الجسيم الجديد ؟؟ هل هو الذي يتحرك ؟؟ ام ان جسيمنا الاول في الواقع يتحرك ليقترب من الجسيم الجديد ؟؟ هنا نعتقد ان احدهما يتحرك والاخر ساكن او انه ربما الاثنين يتحركان باتجاه بعض .. ذلك امر ممكن ايضا .. ولكن ماذا لو ان الجسيمين ساكنين وفضائهما في الواقع هو الذي يتقلص ليقتربا من بعض ؟؟ وانهما لو ابتعدا عن بعض فان فضائهما هو الذي يتمدد وهما ساكنان ؟؟ فتظهر الأجسام التي فيه متحركة بالنسبة لبعضها
من خلال الكون المحيط بنا فاننا نخبر حقيقة ماثله الا وهي انه لا يوجد جسم او جسيم في حالة سكون تام فبيتنا ليس ساكنا انما يتحرك مع دوران الارض ومع خط مسارها حول الشمس ومع الشمس في مسارها خلال المجرة .. الخ . لا يوجد جسم مادي في حالة سكون مطلق وبذا فان ما نسميه السكون هو في الواقع حالة نسبية من حالات الحركة كنسبية الصفر أي انه غير موجود الا بالنسبة المقربة الى عدد حقيقي وان الجسم او الجسيم ولنقل اية منظومة تعتبر ساكنة تقريبا , وليس سكونا مطلقا , بالنسبة الى ذاتها , ولكن ليست سرعتها صفرا مطلقا حتى بالنسبة الى ذاتها , لاننا سنعود لنبحث عبثا عن مركز الجسم لنرى حقيقة سكونة بالنسبة لذاته او عدمها , وحين نوغل في مركزة نبلغ ذرات متحركة غير ساكنة . اوانه يتمدد او يتقلص ضمن فضائه , فهو غير ساكن في ذاته .
مما سبق فان ما نسميه السكون (هو في الواقع ليس سوى حالة نسبية تقريبية من حالات الحركة وهو غير موجود في الكون , فلا يوجد سوى حالات من الحركة ) . وانه كالصفر المادي ليس له معنى .
لذا ارى من الافضل صياغة قانون القصور الذاتي بالصورة التالية :- ان أية منظومة مغلقة في الكون لا تتغير حالتها الحركية الا اذا اثر فيها فعل خارجي .
والمنظومة المغلقة تشمل الاجسام والجسيمات واي منظومة مغلقة نتعامل معها ككيان مستقل تعاملا خارجيا او داخليا . علما انه ليست هناك منظومة مغلقة بشكل تام مهما كانت حتى اكثر الاجسام والجسيمات صلادة وتماسكا . وهناك ثلاثة انواع من التاثير الخارجي . الاول يؤثر في الحالة الخارجية للمنظومة والثاني يؤثر في الحالة االداخلية والثالث يؤثر في الحالتين معا .
اعتقد بانه ليس هنالك ما يمكن ان يكون سكونا مطلقا , حتى سكون المنظومة ( اي جسم او جسيم او منظومة مغلقة ) بالنسبة الى ذاتها ليس له وجود وان الحركة هي جوهر وجود المادة والكون ولو كان في اي مكان في الكون في سكون مطلق لتداعت الحركة وبالتالي المادة وتحول الكون الى العدم .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بعد تشخيص إصابته بالسرطان.. قصر باكنغهام: الملك تشارلز يعود


.. ازدحام شديد للحصول على مياه الشرب في مخيم للنازحين غرب دير ا




.. مش مصدقين التكنولوجيا هتودينا فين..خالد أبو بكر عن مشروعات ش


.. في تشيلي.. صحراء أتاكاما مكب نفايات للملابس العالمية!! • فرا




.. عودة خدمات الإنترنت الثابت إلى مناطق وسط وجنوب قطاع غزة