الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


.... البكان ...

مهند نجم البدري
(Mohanad Albadri)

2017 / 12 / 3
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


هذا (البكان) فديو انتشرفي مواقع التواصل الاجتماعي كما انتشرت الكثير من المنشورات لمقامات وزوايا وهمية ,في ظاهرة مازالت تثير دهشة الكثير من اصحاب العقول من شعبنا، حيث يتواصل تعرض بعض نصابي ودجالي العراق، ومنذ فترة ليست قريبة لحالات غريبة، حيث تحل عليهم فجأة حالات "الرؤيا" من قبل بعض "الأولياء والسادة"الذي ماتوا في الماضي البعيد ودفنوا ، وبصورة "ترغمهم" على اتباع تعليماتهم وأوامرهم بحذافيرها، واهمها بناء مراقد خاصة لهم، والسماح للناس بزيارتها والتبرك بها ، فضلا عن قدرتها، كما يدعون بعلاج كافة الامراض والمشاكل ،او على إصابة كل من يشكك بها(مثلي) "بالشلل".
وبصراحة لشدة طلبات أولئك الأولياء أصبحت موردا ماديا جيدا للمصابين بحالات الرؤيا هذه، وفيما يعتبرون هذا الأمر نوعا من الثواب و"البركة" لخدمتهم الحريصة لمراقد أولئك الأولياء.


ان من يقرأ أدبيات مخلفات الحروب يجد منها ظهور الكثير من الدجالين وانتشار هذه المقامات الوهمية تكريسا للجهل وأبعاد الناس عن قيمهم الدنية والاجتماعية لابل العمل على تشويهها والاستهانة بمقدساتهم مهما كانت ,أذ عندما أجعل من ضريح وهمي مجهول في موضع القداسة والتسديد ، أو حتى جعل شجرة أو حيوان أو حتى ألة ما ، أصنع لها تأثير بأي نحو كان كتطبيب المريض ، أو الرزق أو الأنجاب وغيره الكثير من القدرات التي ما انزل الله بها من سلطان . .
بالتالي تحولت العديد من المنازل والخردوات الى مراقد بعد بناء قبب لها وبوابات لدخول الزوار,ولو افترضنا أن جهة علمية - دينية موثوقة اقرت ان هذه المزرات والمقامات ماهي الا (بكان) لسرقة البسطاء وبيع الوهم لهم ، فإن أول المشككين في مثل هذا الكشف هم الذين تعتمد مصالحهم ومعيشتهم، بل وحياتهم برمتها، على بقاء «الوهم» على حاله، فمجتمعاتنا بشكل عام تفضل «وهم حلو على حقيقة مرة»! فمعيشة الاف الأفراد، كسدنة وخدم المزارات والحراس واصحاب المحال التجارية في منطقة المزار وكاتبي التعاويذ والاحجبة وغيرهم كثير ، تعتمد بشكل كلي على بقاء الوضع، أو الوهم على ما هو عليه (فالبكان) منجم ذهب.

وطبعا عند السوال عن دور الدولة واجهزتها في متابعات ومحاربة هذه الظاهرة , نجدها تلتزم الصمت وبالعكس في كثير من الاحيان نلاحظ بعض السياسين ورجال الدولة بزيارة هذه المقامات الوهمية ودعمها !!!! ولكن اذا عرف السبب بطل العجب على امتداد التاريخ ، لم يكن خافياً أن التيارالمغيب والمجهل للشعوب هو حليف السلطة الضعيفة والتي تطمح للطاعة العمياء .
ان الباحث بهذه الظاهرة من تغييب للعقل ،يجد ان سياسة تجهيل متعمدة ، سياسة تضافرت فيها إرادة السلطة الفاسدة مع عناصر الموروث الاجتماعي لمجتمع ، مجتمع يعاني من كل مشاكل الدنيا ولم يزل بعد يحبو في طريق الانفتاح على الآخر لجعل الانسان التقليدي افكاره هي قدره المحدد مسبقا ولا خيار له وافكاره تكون عنصرية مثلما هو الحال في القبائلي بقبيلته التي تناسل منها قدرا، فهو عنصري بنسبه وهذا عنصري بافكاره، وفي تصور الإنسان التقليدي ، (نسب الأفكار) كما هو (نسب الأعراق) ، كلاهما بالضرورة مُقدّس فلا يمس ، وصحيح فلا يُختبر ، ومُتفوق فلا ينافس .



بصراحة لا يمكن أن يتحضر مجتمع بشري من غير جهد ووقت ومال، والأمم لا تتحضر وتتطور من غير سبب، أو محرك، وليس هناك أكثر أهمية من التعليم الصحيح لجعل التحضر والتطور ثابتين ومستمرين، وبالتالي يصبح للتعليم الفضل الأكبر ويقف وراء مثل هذا النوع من التطور النوعي في تركيبة أي مجتمع، وهذا التعليم لا يمكن أن ينجح بغير حفظ حقوق الجميع والاهتمام بالضمان الاجتماعي وضمان حرية الفرد بشكل مطلق. أما التقدم الحقيقي واللحاق بالأمم المتقدمة فيتطلبان إطلاق العنان للفكر البشري لينطلق إلى ما شاء..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الجماعة الإسلامية في لبنان: استشهاد اثنين من قادة الجناح الع


.. شاهد: الأقلية المسلمة تنتقد ازدواج معايير الشرطة الأسترالية




.. منظمات إسلامية ترفض -ازدواجية الشرطة الأسترالية-


.. صابرين الروح.. وفاة الرضيعة التي خطفت أنظار العالم بإخراجها




.. كاهنات في الكنيسة الكاثوليكية؟ • فرانس 24 / FRANCE 24