الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


القدس و الروس: الهزيمة قدرنا في الجد كما في اللعب

مولاي الشريف طاهيري

2017 / 12 / 8
القضية الفلسطينية


ندد حكامنا و لله الحمد بقرار ترامب القاضي بالاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل و نقل سفارة الأمريكان إليها..
و بعد أيام قليلة سنخرج في مسيرات مليونية من المحيط إلى الخليج للاحتجاج على هذا التصعيد الامبريالي الصهيوني الغير المسبوق سلاحنا فيها أياد رافعة شارة النصر و حناجر ملؤها "نموت نموت و تحيا القدس"...
سنغير أجمعين صور حساباتنا الفيسبوكية، لنضع بدلها صورة لعروس عروبتنا، و سندعو العلي العظيم، في جمعة مباركة ما، أن يُيَتم أبناء بني صهيون و أن يُرمِّل نساءهم.
و سنتضرع للمولى عز و جل في تراويح رمضان بأن يمحق اليهود و إسرائيل، إنه سميع مجيب.
سيقدم الجناح العسكري لحماس على إطلاق صاروخ او صاروخين نحو بلدة إسرائيلية نائية فتصيب نعجة مزارع صهيوني في مقتل. سينتشر فيديو الملثم الناطق بإسم الحركة لتبني العملية العسكرية الشجاعة.
ستمر ببطء هذه الأيام المشؤومة لكن في الأخير ستعود المياه إلى مجاريها.
سنتفرغ لهمومنا و حاجياتنا اليومية، فزليج منزلنا البلدي لم يعد يواكب موضة العصر و وجب استبداله ب "فايونص" جديد و مستورد. سنعيد طلاء الجدران مع قدوم الربيع الذي لم يكن يوما عربيا. و سنجد أخيرا مشتريا لسيارتنا المتهالكة التي لم تعد تسر الناظرين.
سنكد و نعمل بجد لتسديد القرض البنكي الذي اشترينا به خروف العيد و أدوات الدخول المدرسي..
و حتى نكسر هذه الرتابة القاتلة هناك لحسن الحظ بطولة إسبانية و عصبة اوروبية نتمتع بمبارياتها كل ثلاثاء و أربعاء و سبت و أحد.
سنبارك الجمعة كما جرت العادة...
سنلعن الإثنين الذي يحرمنا كل مرة متعة "الويكاند" كما حرمنا الصهاينة السجود في المسجد الأقصى..
ستتعاقب الأيام على هذا المنوال حتى يحل شهر "جوان" لنتابع عن كثب أربعة بلدان يشاع أنها عربية ستحضر نهائيات كأس العالم في بلاد الروس.
سيقترح علينا مارك تغيير صور حساباتنا الفيسبوكية، فموضوع القدس أصبح من الماضي و من الضروري مواكبة الحدث الكوني لنضع صورا جديدة تحمل شعارات منتخباتنا التي سنهم بتشجيعها.
ستمتلئ المقاهي و ستنصب الشاشات العملاقة في الساحات...سنتابع لقاءات منتخباتنا العربية منتشين بمشروبات غازية أمريكية باردة تلطف في آن حرارة الصيف و مرارة الخسارة.
ستخرج منتخباتنا مرفوعة الرأس كالعادة بعد أداء مشرف رغم الإقصاء المبكر...
سيردد إخواننا المشارقة بألسنتهم الفصيحة مقولة "لا بلح الشام و لا عنب اليمن"
و سيردد المغاربة بنبرة مراكشية مرحة "لا ديدي لا حب الملوك".
و خلاصة القول: لا القدس لنا و لا كأس العالم لنا، فالهزيمة قدرنا في الجد كما في اللعب...








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. دعوات دولية لحماس لإطلاق سراح الرهائن والحركة تشترط وقف الحر


.. بيان مشترك يدعو إلى الإفراج الفوري عن المحتجزين في قطاع غزة.




.. غزيون يبحثون عن الأمان والراحة على شاطئ دير البلح وسط الحرب


.. صحيفة إسرائيلية: اقتراح وقف إطلاق النار يستجيب لمطالب حماس ب




.. البنتاغون: بدأنا بناء رصيف بحري في غزة لتوفير المساعدات