الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
القدس.... دوار اليقظة...؟؟!!..
اكرم هواس
2017 / 12 / 9مواضيع وابحاث سياسية
القدس... دوار اليقظة..؟؟!!..
بعد ان طالها "النسيان" لعقود مضت... اظهر الرئيس ترامپ "شجاعة استثنائية" في طرح قضية القدس بشكل معاكس لترتيب الاولويات في المفاوضات الماراثونية ... او " الابدية Infinite” لترتيبات اعلان الدولة الفلسطينية... قضية القدس كانت قد وضعت في السلم الأخير كونها تتجاوز اللانفلاق بين الدولة الفلسطينية و دولة اسرائيل.. كما انها تتجاوز تاريخية الصراع العربي - اليهودي الذي تحول الى صراع إسلامي- يهودي بفعل اسلمة الامتداد الجغرافي في الشرق الأوسط ...
قضية القدس تتعلق ايضا بالتراث المسيحي.. الذي ... كما هو الحال عند الاسلاموية الحداثوية ...تفرقت فيه التأويلات و امتدت خطوط تواصلاتها بين أقصى الأورثوذوكسات الدينية و السياسية و أحلامها الذاتية و نظرتها الكونية .. و بين قيمها المودرنتية و مشاريعها العولمية...
القدس... إذن اصبحت ... و بضربة تخت ترامپوية... محطة لإعادة استدراك الحدود الجغرافية و الدينية و التاريخية ... بل و حتى المفاهيمية.. بين التراث التاريخي و عالم ما بعد بناء الدولة الوطنية .. و عالم ما بعد العولمة .. حيث يتضخم كل شيء و تتوالى الانفجارات الديمغرافية و مستويات التصحر و الفقر و الأمية التكنولوجية و الانفصام الاجتماعي بين الأجيال وووو... اشياء كثيرة نكتشفها كل يوم..
القدس... التي كانت أيقونة للقيم التاريخية و صراعات الهوية و الحضارات ... ستصبح مدخلا لترتيبات ما بعد العقلانية السياسية .. ترتيبات ادارة الفوضى الكونية و العودة الى الصراعات البدائية و اعادة بناء الذاتيات الفردية و الجماعية ...
القدس ... التي كانت وفق المفاهيم الدينية محورا لثبات الارض و من عليها...و بوابة للعلاقة بين الانسان و الرب... و بين مملكة الله و مملكة الارض... ربما ستصبح بوابة بين أهل الارض و أهل الجحيم... القدس ستصبح ثقباً اسوداً في فضاء العلاقات بين القوى المتصارعة و مركزا لدحر الحياة المدنية لتحل الفوضى ... هكذا تتنبأ الأساطير ..
القدس إذن تبقى بوابة للحيرة ... محنة الإسرائيليين إنهم رغم استنفارهم منذ عقود لكل العلم و العلماء و الآثاريين و الأنثروبولوجيين لم يستطيعو ان يثبتو اي شيء يربط المدينة المقدسة بأسطورة هيكل النبي سليمان و جنوده..
اما محنة العرب فهي أوسع من خيالاتهم و خيباتهم... دولهم و مؤسساتهم ... أصبحت "فجأة" اكثر عقلانية و براجماتية ... فهم يعرفون مقدما بقرار ترامب و هم موافقون عليه حبا او كرها... و لذلك لم يجد السفير الفلسطيني في بغداد سوى ان يقول "العراقيون حرروا القدس اربع مرات سابقا و ننتظر الان المرة الخامسة".... لكن الجميع يعرف ان العراق يعيش في بؤس دائم يلعب فيه العرب دوراً لا يقل عن دور آل ترامپ...!!..
و محنة القدس انها لا تجد ناصراً... احفاد سرجون و
نبوخذنصر ليس حق في ظل ثقافة التكفير و شيطنة الاخر....و احفاد صلاح الدين الأيوبي يتم التنكيل بهم باعتبارهم "غرباء نزلوا ارض العرب"...!!!..
اعلان ترامپ إذن ايقظ كل الجراحات ... و الجميع يعيش في دوار.... و لا ادري ان كان صوت فيروز الساحر "عيوننا إليك ترحل كل يوم" سيعيد السكينة الى قلوب الحائرين امام انفجارات التاريخ و ثورة التغييرات الآتية التي ربما تنتج دولة فلسطينية ... كما يوحي ترامپ و الترامپيون... لكن بلا قدس و لا اقداس...ام ان اللعبة ستسمر رغم انهار الدماء و الدموع و الكثير من الصراخ و العويل... المتصنع منه و الصادق ..؟؟؟.. حبي للجميع...
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
.. السياسة الفرنسية تدخل على خط الاحتجاجات الطلابية
.. روسيا تزيد تسليح قواتها ردا على الدعم الغربي لكييف | #غرفة_ا
.. طهران.. مفاوضات سرية لشراء 300 طن من اليورانيوم | #غرفة_الأخ
.. الرياض تسعى للفصل بين التطبيع والاتفاق مع واشنطن | #غرفة_الأ
.. قراءة عسكرية.. صور خاصة للجزيرة تظهر رصد حزب الله مواقع الجي