الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أنتهاج دبلوماسية المياه من الجانب العراقي كمقاربة لحل النراعات المحتملة على الأنهار العابرة للحدود مع الدول المتشاطئة

رمضان حمزة محمد
باحث

2017 / 12 / 11
مواضيع وابحاث سياسية


معظم الأنهار في العالم تعبر الحدود الوطنية والسياسية لدولة أو أكثر، ولكون المياه هي شريان الحياة وسبيل ديمومتها فانها تتفاعل مع القطاعات الأخرى، ولا سيما إنتاج الطاقة والغذاء ولذلك، فإن معالجة مشاكل المياه،مثل التلوث والندرة والجفاف والفيضانات، تتطلب مجموعة من المهارات "الدبلوماسية" لإدماج المصالح المتنوعة والمتنافسة والمتضاربة في كثير من الأحيان لمختلف الجهات الفاعلة. وهذه المهارات ضرورية لفهم أسباب وآثار مشاكل المياه في سياقات سياسية واقتصادية واجتماعية متنوعة. كما أنها ضرورية لوضع وتنفيذ الحلول في الوقت والمكان المناسبين. وكما هو الحال مع التحديات العالمية الأخرى، بما في ذلك تغير المناخ والأمن الغذائي وأمن الطاقة، لذا فإن الدبلوماسيين المشاركين في معالجة مشاكل المياه غالبا ما يأتون من خلفيات متنوعة. ويرجع ذلك إلى تعقيد هذه التحديات، التي تتجاوز مجال العلاقات الدولية، والانضباط التقليدي المرتبط بالدبلوماسية.
دول المنبع لنهري دجلة والفرات قامت بأعمال الخزن بإنشاء السدود وبهذا إستطاعت أن تسيطر على الفيضانات على نطاق الحوض ويزيد من وتيرة إطلاق التصاريف المنخفضة، وخاصة خلال موسم الجفاف لحوضي نهر دجلة والفرات. وكل قطرة من المياه من تذهب الى شط العرب ومن ثم إلى الخليج العربي سدىً ودون الإستفادة منها تعد خسارة لهذه الثروة الحيوية المهمة. لذا يبدو من الأهمية بمكان ان نبدأ بمعالجة تأثير التصاريف المنخفضة خلال موسم الجفاف من خلال إدارة المياه السطحية وتطوير البنية التحتية على نحوأكثر فعالية لإن للتغير المناخي أصبح تأثير كبير وملموس على تنمية الموارد المائية وإنتاج الغذاء في العراق.
إن مشاكل المياه لنظام حوضي دجلة والفرات يمكن حلها من خلال الابتكارات التكنولوجية وتحسين العمليات، والإدارة الفعالة لتشغيل مشاريع الري والسدود، بما في ذلك ضمان إستدامة النظام البيئي على طول عمود النهرين ورافدهما والى نقطة المصب، بما فيه أستمرارإحياء وتأهيل الأهوار والتخفيف من مشاكل الجفاف في العراق. لانه لم يعد يتوقع إستقبال التصاريف العالية في نظام نهري دجلة والفرات بسبب السيطرة الكلية عليهما من قبل دول المنبع في أعالي الحوضين لأسباب سياسية وإقتصادية وتنموية وغيرها، لذا يتطلب البحث عن وسائل لتشيكل وتبادل المصالح القابلة للتداول أساسا لصياغة اتفاقيات الفعالة للأنهارالعابرة للحدود. وأن يكون حل مشاكل المياه مع الدول المتشاطئة نهجا ثنائيا أو ثلاثياً مع الابتكار التكنولوجي والحوافز الاقتصادية.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مقتل شخص وجرح آخرين جراء قصف استهدف موقعا لقوات الحشد الشعبي


.. فايز الدويري: الهجوم رسالة إسرائيلية أنها تستطيع الوصول إلى




.. عبوة ناسفة تباغت آلية للاحتلال في مخيم نور شمس


.. صحيفة لوموند: نتيجة التصويت بمجلس الأمن تعكس حجم الدعم لإقام




.. جزر المالديف تمنع دخول الإسرائيليين احتجاجًا على العدوان على