الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هادي فريد: راجع ضميرك - وقم بإضاءة شمعة ضد معاداة اليهودية

نادية خلوف
(Nadia Khaloof)

2017 / 12 / 13
مواضيع وابحاث سياسية


عن صحيفة داغنز نهيتر
هل سيحدث ذلك مرة أخرى؟ هل يجب علي أن أرتجف مرة أخرى لأنّ حياة عائلتي في خطر؟ ضع أمامك شمعداناً لتظهر أنك لا تقبل كراهية اليهود. يكتب هادي فريد خلال العيد اليهودي لهذا العام"تشانوكا"
في الليالي القليلة الماضية كان يصعب عليّ النوم. أتتني التحذيرات من الأحداث في غوتنبرغ ومالمو جعلت النّوم يجافيني. هل سيحدث ذلك مرة أخرى؟ هل يجب أن أرتجف مرّة أخرى من التفكير أن حياة عائلتي في خطر؟
جئت إلى السويد مرّحباً بي. قيل لي أنّه " هنا يجب عليك أن لا تخاف من معاداة السامية"، ولكن استغرق الأمر بالنسبة لي سنوات عديدة لم أجرؤ خلالها على الاعتقاد بذلك. التقيت الكثير من الناس الذين قدموا لي الصداقة، ولكن لفترة طويلة، لم أجرؤ على الثقة بهم. أقمت جداراً بيني وبينهم جعل الصداقة غير ثابتة. في نهاية المطاف، ارتبطت بدائرة صغيرة من الأصدقاء، لكنّ أحداث الأيام الأخيرة قد أعادت طرح السؤال عليّ: هل يخبئني أحد ما فيما لو كنت في خطر؟ أهل سوف يعطيني أحد ما الطعام لو كنت جائعا؟
وبهذه الكلمات، أود أن يعيد جميع قراء هذه السطور النظر في ضمائرهم.
هل سوف تساندونني وتساعدون الآخرين في مثل هذه الحالة؟
السويديون علمانيون، الأغلبية ليس لها دين، لكنها تحتفظ بالتقاليد. وأود أن أقول نفس الشيء عن اليهود. واحد من تقاليدنا هو الاحتفال بتشانوكا، احتفال بالضوء في فصل الشتاء المعتم . وكثيرا ما يحدث ذلك في نفس الوقت الذي يصادف فيه عيد الميلاد، ويشار إلى أنّ الأصل كما يدّعى كان ضمن احتياجات مجتمعات الفلاحين القديمة بسبب الانقطاع عن العمل بعد عام كامل من العمل الشاق.
كل من عيد الميلاد وتشانوكا نشأ من حدث تاريخي. يحتفل بتشانوكا كتذكير بالمعجزة التي حدثت قبل 2200 سنة عندما عاد اليهود من الأسر البابلي، أعيد بناء المعبد ثانية، حيث لا يخمد اللهب الأبدي. كان الناس يُحكمون من قبل القوى الأجنبية، وعندما ذهب الملوك اليونانيين، وأتت المرحلة الهيلينية في البلاد.
أحد هؤلاء الملوك، أنتيوكوس -سميّ في وقت لاحق إبيفانس - أراد أن يمحو كل أثر عن الدين اليهودي. غزي المعبد ونهبت جميع كنوزه. تخبرنا القصة أنه من بين الأطلال لم يكن هناك سوى زجاجة صغيرة واحدة من الزيت ، والتي تكفي لإبقاء اللهب ليوم آخر، ومع ذلك، جعلها الزيت تستمر لمدة ثمانية أيام.
وبمزيد من المتابعة قامت مجموعة صغيرة من المتمردين بقيادة الإخوة مكابر بإدارة الصّراع، وهزيمة الإغريق بعكس كل التوقعات.
في هذه الذكرى وسوف يضاء ضوء جديد لكلّ يوم لمدة ثمانية أيام. في اليوم الثامن، نحصل على ثمانية شموع للتألق في الشمعدانات ذات الثمانية فروع، وهي ما يسمى تشانوكيان.
نحن عادة نضع تشانوكيان في النافذة. خلال القرون التي مرت، كسرت نوافذ العديد من اليهود، خربت منازلهم بسبب هذا الضوء الخاص في النافذة. هل يجب أن نخاف من نفس الشيء اليوم في السويد المستنيرة؟ الخطر موجود.

لكنني أعرض النور اليوم. وثلاثة غد، وأربعة بعد غد. إذا كنت تقرأ هذا، أعتقد أنك، أيضا عليك تحديد تشانوكيا الخاص بك. أشعل شمعة الليلة واستمر بذلك لمدة ثمانية أيام كعلامة أن السويد لا تخزي مواطنيها. ولا تقبل السويد الكراهية لليهود.
في الولايات المتحدة، قبل تشانوكا في عام 1995، بدأت الاتجاهات المعادية للسامية في التوسع في بلدات صغيرة مثل بيلينغز، مونتانا. لم يتحمل السكان أن يكون جيرانهم مهددين، وقرروا أن يضع كل واحد منهم أيضا تشانوكيا في النافذة. أولئك الذين لم يملكوا شمعداناً صنعوا واحداً من الورق. يمكن أن يحدث هذا هنا، وآمل أن يحدث هنا أيضا.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. حماس.. تناقض في خطاب الجناحين السياسي والعسكري ينعكس سلبا عل


.. حزب الله.. إسرائيل لم تقض على نصف قادتنا




.. وفد أمريكي يجري مباحثات في نيامي بشأن سحب القوات الأمريكية م


.. شاهد: شبلان من نمور سومطرة في حديقة حيوان برلين يخضعان لأول




.. إيران تتحدث عن قواعد اشتباك جديدة مع إسرائيل.. فهل توقف الأم