الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


وادي السيليكون في العراق وصناعة الأحياء الأموات

جعفر المظفر

2017 / 12 / 13
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


وادي السيليكون في العراق وصناعة الأحياء الأموات
جعفر المظفر

حينما سألت عن (فلان) الذي يعيش مثلي وراء المحيطات, في مدينة أمريكية, ذكروا لي بانه ذهب يشارك في مسيرة أربعينية الإمام الحسين مشيا على الأقدام, مثلما صارت تفعله الأغلبية من شيعة العراق.

مثل بقية شيعة العراق تربيت على حب الإمام الحسين, وحتى ليلة أمس كنت أتحدث عن إعجابي اللامتناهي بأخلاقية الإمام علي وبألكثير من قواعد حكمته. ورغم ذلك فإن لي موقفي الصارم من تدخل رجال الدين في السياسة. أما إذا تطرقت لدورهم المهادن أو المؤيد أو المشارك في نظام الفساد الحالي فالذي أقوله عن الشيطان سيأتي من باب المديح لهم.

وأجزم أن محبتي الخالصة للإمام الحسين وتعلقي بأخلاقية الإمام علي هي ذاتها التي أسست لموقفي من أغلبية رجال الدين ومن دورهم التدميري للمجتمع والإنسان والوطن, وأعرف أنهم يحبون الإمامين العظيمين, علي والحسين , ولكن على طريقة شاوروهم وخالفوهم.

لذلك فإني لا أجد أن هناك تعارض بين محبتي اللامتناهية للرجلين العظيمين وبين موقفي من رجال الدين أو موقفي من علاقة الدين مع السياسة.

لنعد إلى صاحبنا الذي إفتقدته, فالرجل الذي يعيش بالقرب من وادي السيليكون ومن الأماكن التي تستمر فيها محاولات تطوير الروبوت أو الرجل الآلي, الذي بدأ يتجاوز عقله المبرمج بعشرات وحتى بمئات وألوف المرات عقل العالِم الذكي.
إضافة إلى إكتشافات قد تضعنا بالقرب من بعض أسرار الخلق. هذا الرجل يذهب للمشاركة في طقوس من شأنها أن تحول الإنسان إلى شكل روبوت بدائي سُحِبَ منه العقل لكي يُدار بالريموت كونترول من قبل دوائر هدفها أن تحول إنساننا الشيعي إلى حي ميت.

هنا .. من حيث إرتحل صاحبنا , يحاول (علماء العِلْم) أن يخلقوا (الميت الحي).
وهناك .. إلى حيث إرتحل صاحبنا, يحاول (علماء الدين) أن يخلقوا (الحي الميت).
إنها قضية خَلْق معكوسة, ليس إلا.
أما العلة فهي تكمن في نوعية العلماء وفي إتجاه عملية الخَلْق.

وأما صاحبنا الذي ذهب إلى هناك لكي يشارك في مسيرة المشي على الأقدام الذي أخذت منه حينها سبعة أيام كاملة, وقبلها ثلاثة أو أربعة أيام سفر وقبلها وبعدها أياما عدة للإستعداد والإستقبال ولتجاوز (الجَتْ لاك), فهو يفكر الآن بفتح جمعية هدفها إقناع محبي أهل البيت في أميركا بضرورة المشاركة السنوية في مسيرة الأحياء الأموات.

وحتما سيكون مكان الجمعية يالقرب من وادي السيليكون, حيث يعيش صاحبي, وحيث يعمل العلماء على زراعة دماغ بشري في راس آلة, بينما سيعمل هو لأجل سحب الدماغ من رأس إنسان حي.
وأجزم أنه هو الذي سوف يفوز في النهاية.

فأن تزرع دماغا حيا في رأس آلة تحتاج إلى رب.
أما أن تسحب دماغا من رأس إنسان فتحتاج إلى رجل دين.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - هنود وافغان ....
عباس السماوي ( 2017 / 12 / 13 - 15:54 )
يكذب رجال الدين الشيعه كثيرا بأدعاؤهم حب علي بن ابي طالب وابنه الحسين وقد اساءوا لهم ولابناءهم كثيرا بعد ان نسبوا لهم اقوالا واحاديث كاذبه ومسيئه .. وفعلوا من الرذائل ما يستحي منه عتاة المجرمين ... اجزم بأنه لو خرج علي او الحسين او أي من الأئمه الاثنى عشر اليوم سيذبحهم رجال الدين الذين يدعون حبهم وموالاتهم من الوريد الى الوريد قبل اي شخص آخر .... هذا الحب الذي يدعيه أولئك الأفاكون الدجله هو متاجره وارتزاق ليس الا لاسيما اذا عرفنا ان الغالبيه العظمى منهم انحدروا من أرومات هنديه وافغانيه وفارسيه واعتمروا عمة سوداء بقصد الرياء والنفاق والتمويه والتضليل وهم ابعد الناس عن الاسلام وآل البيت


2 - تغييب العقل
د . عبد علي عوض ( 2017 / 12 / 13 - 16:39 )
ألواقع المأساوي ألذي يعاني منه ألمجتمع ألعراقي، يعود إلى عملية هدم ممنهَج للبناء ألأخلاقي وبألتوازي مع تغييب ألعقل وتدجينه حسب رغبات ألحاكمين


3 - المظفر الكريم جعفر المظفر
عبد الرضا حمد جاسم ( 2017 / 12 / 13 - 19:17 )
ظفرت بهذا الماشي لتنقل لنا ما تريد ان نقرأ و تُثبت رأياً محترماً حول موضوع لم يكن دقيق و حساس لكنه صار كذلك ...او صار كبير
هل شاهدت و انت ابن الفيحاء البصرة في ايامكم فيها ايام مثل هذه التي مشاها صاحبك
انها مأساة تلك التي انتقلت حتى الى هنا و الخوف من انها تغلغلت في جيل من هم اليوم في الحضانة او الابتدائية ليس هناك انما هنا في الخارج ايضاً
هناك صورة لم تفارقني و تلك هي ان العالم احمد زويل له الذكر الطيب كان يجلس على الارض مطأطئ خاشع ليستمع الى خطبة الجمعة حول نشوء الكون في احد المساجد
صورة اخرى لعالم عراقي في اكبر مركز لابحاث السرطان هنا في فرنسا يلقي محاضرة حضرتها يقول ان كل المايكرواوركانزمز بما فيها الفايروسات ستقف اما جل جلالة يوم القيامة و تلك محاضرة يلقيها و الكثير من الجيل الجديد من ابنائنا في اوربا حاضرها
انها صور اكثر ايلاماً من المشي ...فلربما بعض من يمشي يدعي كاذباً انه يمارس الرياضة و انها مارثون
تحية لكم ايها المظفر الكريم


4 - الأستاذ عباس السماوي
جعفر المظفر ( 2017 / 12 / 14 - 12:52 )
تحية لك.
أتسائل أحيانا, وأمام ما يجري من إغراق وتغريق في ثقافة تغييب ذات الوطن والمجتمع والفرد, لو أن الحسين كان يدري أن إستشهاده سيؤدي إلى تعطيل وتدجيل بهذه الضخامة هل كان سيبقى مصرا على أن لا يبايع يزيد
مضمون السؤال لا شك مبعثه الألم من قصة إستثمار الإستشهاد وتصادف حدوثه على أرض العراق,لأجل تخدير شعب كامل وشل إرادة مجتمع بمجمله


5 - الدكتور عبد علي عوض
جعفر المظفر ( 2017 / 12 / 14 - 12:56 )
تحياتي أولا واشواقي لشخصكم الكريم
نعم إنها قصة هدم ممنهج, مع ان علينا أن نبحثها كمشهد اساس من مشاهد محاولة تحويل طائفة دينية إلى شعب قائم ومعرف خارج ثقافة الوطن الجامع, إنه وطن المؤسسة الدينية.


6 - أخي الدكتور عبدالرضا
جعفر المظفر ( 2017 / 12 / 14 - 13:00 )
الشكر الجزيل لتواصلكم الغني ولحضوركم الفاعل .. لقد تعودنا على رفدكم للثقافة التي تشيعها الحوار المتمدن بكل ما من شأنه أن يساهم بتوعية شعبنا وإيقاظه من نومة يريد كهنة الدين .والسياسة أن يغرقوه فيها


7 - لا تقطعون مصدرا مهما للاقتصاد العراقي
سيلوس العراقي ( 2017 / 12 / 14 - 16:26 )
ان الحج الى الاماكن المقدسة بكافة وسائله
هو سوق سياحي اقتصادي وتجاري ايضا يعود بالمنافع الكبيرة الى الدولة التي تتمكن من تطويره
انظر على سبيل المثال الى ايطاليا واسبانيا واسرائيل والسعودية وبولونيا
حيث تحتل السياحة الدينية فيها مصدرا كبيرة للثروة الوطنية الدائمة
السياحة لها قيمة تعادل قيمة النفط
في العراق على الدولة تنمية السياحة الدينية الشيعية خاصة، وغيرها من الطوائف، والتشجيع على الاستثمار فيها
اما مسألة الحج سيرا على الاقدام او بواسطة السيارات فهي مسالة حرة وشخصية
على كل حال ان السياحة الدينية وعائدها الاقتصادي أفضل بكثير من الانضمام الى الجماعات الارهابية
تحياتي لك سيد جعفر مع احترامي لوجهة نظرك التي طرحتها في المقال

اخر الافلام

.. كاتدرائية واشنطن تكرم عمال الإغاثة السبعة القتلى من منظمة ال


.. محللون إسرائيليون: العصر الذهبي ليهود الولايات المتحدة الأمر




.. تعليق ساخر من باسم يوسف على تظاهرات الطلاب الغاضبة في الولاي


.. إسرائيل تقرر إدخال 70 ألف عامل فلسطيني عبر مرحلتين بعد عيد ا




.. الجيش الإسرائيلي يدمر أغلب المساجد في القطاع ويحرم الفلسطيني