الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مناقشة رواية -وجع بلا قرار- للكاتب الأسير -كميل أبو حنيش- وذلك في دار الفاروق

رائد الحواري

2017 / 12 / 17
الادب والفن


مناقشة رواية "وجع بلا قرار" للكاتب الأسير "كميل أبو حنيش" وذلك في دار الفاروق
ضمن الجلسة نص الشهرية التي تعقدها دار الفاروق تمت مناقشة رواية "وجع بلا قرار" للروائي الفلسطيني كميل أبو حنيش الصادرة عن المكتبة الشعبية في العام 2017 وذلك في 180 صفحة من القطع المتوسط.
وقد افتتح الجلسة الروائي "محمد عبد الله البيتاوي" موضحا أن الاهتمام بالأسرى لا يقتصر فقط في تقديم العون المادي فقط، بل هناك مجالات أخرى تتمثل في الاهتمام بما ينتجونه من أدب، سواء أكان ذلك من خلال نشره وتقديمه للجمهور، أو من خلال تناوله بالتحليل، وبهذا نحن نكون قد قدمنا ما هو مهم ومطلوب منا، بحيث نوصل رسالة بأن أسرانا ليسوا إرهابيين، بل هم كتاب ومبدعون فمنهم الشعراء ومنهم الروائيون.
أما فيما يتعلق برواية "وجع بر قرار" فقد كتبت من داخل المعتقل، في قلب زنزانة المحتل، لهذا سوف نحمل بعضا من ملاحظاتنا على الأخطاء للناشر وليس للكاتب، الذي يبدو لي وكأنه لم يهتم كما يجب في مراجعة النص قبل دفعه إلى المطبعة ، فهناك كثير من الأخطاء في الترقيم والطباعة وغيرها، كان يمكن معالجتها قبل تقديمها للقارئ وأنا إذ أحمل المسئولية للناشر لأنه من غير الممكن للكاتب أن يقوم بمراجعتها وهو يرزح في زنزانته، بعد أن أخرجها من داخل جدران المعتقل بوسائل بدائية، ومع هذا تبقى الرواية ممتعة ونجد فيها ما يشدنا إلى المشاعر الإنسانية، فليس من السهل تقديم عمل روائي يدخلنا إلى مكامن النفس الإنسانية بهذا الشكل، ويكون الكاتب معتقلا.
ثم فتح باب النقاش فتحدث الشاعر "جميل دويكات" فقال: أن هذا العمل يجمع ما بين سيرة ذاتيه وسيرة غيرية ملتفتان حول بعضهما بعضا، فشخصية الراوي تتداخل مع شخصية "علاء" ، بحيث نجد أن هناك تعاطفا من قبل هذه الشخصية مع شخوص الرواية، ونجد في الرواية حالة المعتقل، ومشاعر الحب، والحزن، وطريقة سرد الاحداث تجعلنا ننسجم معها، لهذا فهي تأخذنا وتجعلنا ننسجم معها، لأنها بالتأكيد جميلة وسلسة، واستطيع القول بأنها أمسكتني من تلابيبي فكلما أنهيت فصلا وجدت نفسي أجري خلف الأحداث لأعرف ما يتبعها، فهي تستحق الاحترام لما تطرحه من مشاعر إنسانية.
أما الأستاذ "سامي مروح" فقال، كنت اتوقع من كاتبها أن يقدم تنظيرات عن الصمود والمقاومة وخلافه، لكنه فاجأني ايجابيا عندما وجدته يتناول قضايا إنسانية، مشاعر الإنسان عندما يفقد والدته، مشاعر الإنسان عندما يحب، كيف يتجاوز عن الأذى ويصفح عن الآخرين، وإذا كان هناك تعدد في الشخصيات، إلا أن لغتها كانت واحدة، متقاربة فيما بينها، فهي أقرب إلى المدرسة الاشتراكية، وأما دور المرأة وأثرها فهو حاضر وفاعل في بطل الرواية "علاء" وقد قدمها الراوي بشكل ايجابي رغم قسوة "سهام" زوجة الأب، التي تعاملت بقسوة معه ومع أخته "كوكب"، وجاءت الرواية في النهاية بكائية، خاصة ما يتعلق منها ب"أنهار" حبيبة "علاء" حتى أن القارئ لم يفاجأ بنهاية العلاقة التي جمعتهما من خلال القول الذي جاء على لسان "كوكب" لعلاء": "بأنها لا تستحق حذاءك"كمحاولة منها للتخفيف من وطأة الخبر عليه، وفي النهاية أقول ان من يكتب مثل هذا النص في داخل المعتقل لا بد أن يكون مبدعا ومتألقا.
أما الاستاذ "محمد شحادة" فقال ننحني أمام الكاتب وأمام هذه الرواية لما تقدمه لنا من ولوج إلى ما هو داخل النفس الإنسانية، ولما أحدثته من متعة لنا، فدائما علاقة الحب تفرحنا وتقربنا من النص، خاصة إذا استطاع الراوي أن يوصلنا إلى ما كان داخل العقل الباطن لشخصياته، فعلاقة "علاء" بأخته، و"بسهام" زوجة الأب و"بأنهار" قدمت بشكل مقنع وممتع، لأنه أدخلنا إلى داخل الشخصيات واستطعنا أن ندخل إلى نفسياتها الداخلية.
ملاحظاتي على الرواية أن هناك أخطاء في الترقيم والنحو والطباعة، كان يمكن تلافيها لو كان هناك بعض التريث قبل طباعتها وتقديمها للجمهور.
كما أننا نجد بطل الرواية "علاء" يتداخل مع شخصية السارد، بحيث نجدهما يتحدثان بذات الهم والمشاعر وبذات اللغة.
أما الروائية "عفاف خلف" فقالت: هناك عدم توافق بين صورة الغلاف التي تشير إلى حالة الانكسار وبين مضمون الرواية، فحركة اليدين في الصورة تدلان على مقدار الضغط الذي يمارسه "الأسير" بحق ذاته، لهذا يمكننا الاستنتاج أن الغلاف كان بعيدا عن المضمون وأن من قام بتصميمه لم يكن قد قرأ الرواية وكان من اجتهاده الشخصي.
أما فيما يتعلق باللغة، فهناك العديد من الأخطاء الإملائية والنحوية، وأنا احمل الناشر مسؤولية ذلك، إذ كان من واجبه كمحرر أن يتبع هذه المسائل، فالكاتب لا يمكنه متابعة النشر والوقوف عليه لأنه معتقل. اللغة السردية جاءت متوسطة تجمع بين الفصحى والعامية، لكنها كانت لغة سلسة ومتناسقة، لكن هناك هوة في السرد تتمثل في الجمع والخلط بين شخصية الراوي وشخصية بطلها "علاء" ، ونجد أحيانا الراوي العالم الخبير بكل شخصياته، كما هو الحال في هذا المقطع: "مضت أيام على هذه الحال، ألمس لديه رغبة بالاقتراب مني والتعرف إلي عن قرب، كلما نأيت بنفسي عنه كلما اشعل رغبة لإعارته انتباها من جانبي" ص12، من الواضح ما يعتري اللغة من خلل في نهاية الجملة، الأمر الذي يعني أن الكاتب يحاول أن يحمل لغته ما هو فوق طاقاتها انتصارا "للجمال".
وبالمجمل أقول أن الكاتب قدم نصا غنيا كان بالإمكان أن يكون أبدع مما قدم لنا، وكنت أتمنى لو حدثنا عن تجربة الاعتقال وأساليب التحقيق.
أما "رائد الحواري" فقال أن أهم ما في هذه الرواية أننا نستطيع أن نلمس العقل الباطن للكاتب من خلال الشخصيات والأحداث التي قدمها لنا، فالميل تجاه المرأة المتمثل في الأم والأخت والحبيبة وحتى زوجة الأب رغم قسوتها عليه في البداية تجعلنا نتأكد بأن هناك انسجاما وصدق فيما يحمله "علاء" من مشاعر للمرأة، أما فيما يتعلق بعملية السرد فهناك تداخل بين الراوي وعلاء وهذا اضعف بنية السرد وتحديدا طبيعة ودور كل منها.
وفي نهاية النقاش تم تحديد موضوع الجلسة القادمة، والذي سيكون كتاب "مبكر هذا يا فتى" للكاتب "سامي الكيلاني" حيث سيناقش الكتاب يوم السبت الموافق 30/12/2017 في دار الفاروق في تمام الساعة الثالثة، ولمن يريد المناقشة يمكنه الحصول على الكتاب من دار الفاروق.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ملتقى دولي في الجزاي?ر حول الموسيقى الكلاسيكية بعد تراجع مكا


.. فنانون مهاجرون يشيّدون جسورا للتواصل مع ثقافاتهم الا?صلية




.. ظافر العابدين يحتفل بعرض فيلمه ا?نف وثلاث عيون في مهرجان مال


.. بيبه عمي حماده بيبه بيبه?? فرقة فلكلوريتا مع منى الشاذلي




.. ميتا أشوفك أشوفك ياقلبي مبسوط?? انبسطوا مع فرقة فلكلوريتا