الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


جمهوريتنا إمتداد من الخلافة العربية الإسلامية

داليا عبد الحميد أحمد

2017 / 12 / 18
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع


في منطقة دول ناطقة بالعربية أو دين الأغلبية الإسلام هل تخلت تلك الدول عن مخزونها الثقافي وواكبت العصر ؟
قد يبدو الأمر واضح شكليا ولكن بالتدقيق في الوجه الآخر والمضمون نجد أن الأنظمة السياسية لم تستفد من تجارب الماضي ومتعلقة بحقبة زمنية واحدة وأيضا لم تدرك تجارب الدول الأخري الناجحة وكيف وصلت وتخطت دول السجون والقيود الماضية بل والأكثر روعة هو أن الدول المتحضرة لا تتخلي عن دراسة ماضيها ونقده جماليات وقبح والحفاظ علي آثاره دون كذب داخلي بتاريخها وتتبع خطوات وبصمات النور والحضارة فيه و الأهم إعترفت وتخلت عن دمويته وتخلفه وبدائيته ونحن نفعل العكس

ما هي هذه الحقبة التي لم تبرحها دولنا ؟؟
هي حقبة الخلافة العربية الإسلامية
قد يري كثيرون أن الخلافة التي بدأت من بعد وفاة الرسول قد سقطت منذ 1924 في تركيا ولكن هل أنظمتنا الجمهورية الآن تدير كل دولة بنفس الطريقة القديمة؟ والفرق مسميات أن نظام حديث أسقط نظام قديم


ما هي الخلافة العربية الإسلامية ؟
نستطيع أن نفكك ونجمع الثلاث كلمات لندرك هل إستفدنا من الماضي!!! هل نعيد إنتاجه من باب المخلفات وتدمير أي هوية قومية للدولة وأي تيار وهوية حديثة تبدو أو تتكون من وقت لآخر !!!

فأولا الخلافة هي حكم بالشريعة حاكم يملك ويحكم ويصل للحكم بالشوري من بين أكابر الدولة بعد موت من سبقه أو نشوب حرب داخلية أو خارجية نتيجة حتمية لحكمه ويجب أن تظل الرعية لا تفهم وإن فهمت لا تتجرأ علي النظام وفي دولة الخلافة التي تملك وتحكم توجد فجوة وفارق كبير بين الأكابر والعامة وهناك طبقة المعدومين وهم من سقطوا من القدرة علي العمل لينتظروا الإحسان فحاكم دولة الخلافة تحكم بتمركز القوة

وثانيا الدول العربية أي صبغة الدول بهوية لا علاقة لهم بها غير اللغة الجامدة وعلي ذلك يطمس كل هوية أخري كانت قبلها أو تتعارض حديثا مع هوية العرب ويعلو في التعليم تأكيد تجميل و ربط التاريخ العربي الإحتلالي وبالمصير الواحد

ثالثا الدول الإسلامية من وقت الإحتلال العربي والدول دينها الإسلام ومن قبل أن يصبح دين الأغلبية وللآن بعد أن أصبح دين الأغلبية ومفترض أن الإحتلال لم يعد ومع ذلك الإسلام هو دين الدولة وذلك متنافي مع الدولة الحديثة من باب أن الدولة ليس لها دين وليس مهمتها إدخال المواطن الجنة ومن باب أن ذلك منع الإصلاح الديني في الإسلام وكل المحاولات القديمة والحديثة فشلت وتراجعت أو تحيدت فظل إخضاع كل شئ للدين امر تقليدي ومستمر وكل الأماني أن يصبح شخص الحاكم والقاضي ورجل الدين والمعلم والتاجر علي قدر من الإعتدال وليس التطرف او الفجور ويكون الشعب مطيع في كل الأحوال منعا للفوضي والتدمير ومن المعروف أن ظهور الجماعات الإرهابية كمعارضة كان هدفه دائما حلم عودة الخلافة والخلاف مع الحاكم لا حل له غير الحرب عليه وغيره يجلس مكانه ولا دخل لذلك بتطور النظام

هكذه هي الخلافة العربية الإسلامية فهل أنظمتنا حديثة فعلا أم أنها متمسكة بحقبة زمنية ماضوية لا تريد ثقافة ونظام غيرها
حيث تتركز السلطة الحاكمة بيد الأكثر قوة وتتركز الثروات في يد رأس السلطة والنخب الموالية والمستأنسة وبالتالي يتركز العقل الجمعي للشعوب حول ذات الثقافة دفاع عنها وتقليد لعقلية الحاكم والنخب وأن أي تجديد جذري مرفوض سواء سياسي أو إداري أو إجتماعي أو إقتصادي أو ثقافي وأي نظام يحدد المسافات بين الحاكم والمحكوم وبين العامة وبعضهم البعض مرفوض فيترك النظام دوما لميزان القوة أولا وأخيرا

لمتي سنظل حائرون بين الماضي والحاضر نأخذ من الماضي أسوأ ما فيه الجمود ويكسبنا الإنغلاق والخوف تجاه الحاضر
وحيث أن الدول المتخلفة والفقيرة هي التي تستحق أن تنفق علي الثقافة والتعليم أكثر من المتقدمة لتقليل الفجوة العقلية بين القديم والحديث واللحاق بركب التقدم
وعليه لا تنتظر الغني والثراء المادي والمالي ولكن تبحث أولا عن سبل الغني والثراء البشري وتوظيف كل الإمكانات الموجودة والمتاحة لذلك

ورغم الشعارات الرائعة كنظام حاكم ونخبه :
-لازال يرفض الإهتمام والإنفاق الجاد علي التعليم الحديث ويؤسس لهوية البلد وبذات الوقت ينشر ثقافة الإعلام والفن الرافض للتطور وينتصر بعد الجدل للتمسك بالثوابت عقل وعُرف وإدارة
-لازال يرفض العدالة الإجتماعية ويعزز الفروق بين الطبقات وثقافة الإحسان للمعدومين كرم وليس حقهم
-لازال يرفض المساواة والمحاسبة للجميع أمام القانون العادل وتميز لصالح الأقوياء والأغنياء
-لازال مرفوض أن الحاكم موظف (للمواطنة وتنمية الموارد ) لمهمة محددة بفترة محددة
-لازال يرفض حقوق الإنسان والنقد والمعارضة ويعتبر كل ذلك مؤامرة وذم وهدم
-لازال يفضل الحكم بأهل الثقة والطاعة سياسة وإقتصاد وثقافة وإستخدام الأهواء و العاطفة علي العقل والعلم
-لازال محبب المدح وإزاحة المسئولية وعدم الإعتراف بالخطأ وغياب النقد الذاتي

محاصرون بين البحث عن إجابة أسئلة وإجابات نموذجية بدائية في دائرة مفرغة :

-هل النظام الحاكم يتبع خلافة راشدة أم غير راشدة؟! والخروج من تلك الدائرة أن الحاكم والمسئول في العصر الحديث موظف يدير من خلال مؤسسات معه وأخري تحاسبه بالقانون لصالح المواطن والتطور وليس أن يملك ويحيطه حاشية محمية

-هل الهوية والعقلية العربية الحكام معها أو ضدها ؟! والخروج من تلك الدائرة هي أنها جزء من التاريخ الذي يحتاج لنقد ومراجعة وأيضا الإتحاد بين الدول المبني علي قومية وهمية من اللغة وجزء من الجغرافيا ويذيب كل التاريخ والهوية والشخصية الخاصة لكل دولة هو تدمير بلا قيمة ولصالح دولة وهوية منفردة

-هل الهوية والعقلية الإسلامية تقيم ذلك الحاكم مؤمن أم غير مؤمن؟! والخروج من تلك الدائرة أن الدين وخاصة الإسلام في القرن الواحد والعشرين لا يصلح لقيادة دولة حديثة فالدين يحاصر العقل بالغيبيات والثوابت والمجال محدد سلفا داخلهما لرفض دائم للتطور الجاد السريع ورقي الإنسان والحياة في كل المجالات
..
النظام السياسي يحكم أي دولة بالثقافة والقانون وهما محددان عقلية وهوية النظام ومسار الدولة








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. احتجاجات الطلبة في فرنسا ضد حرب غزة: هل تتسع رقعتها؟| المسائ


.. الرصيف البحري الأميركي المؤقت في غزة.. هل يغير من الواقع الإ




.. هل يمكن للذكاء الاصطناعي أن يتحكم في مستقبل الفورمولا؟ | #سك


.. خلافات صينية أميركية في ملفات عديدة وشائكة.. واتفاق على استم




.. جهود مكثفة لتجنب معركة رفح والتوصل لاتفاق هدنة وتبادل.. فهل