الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ما بقي من -داعش-.. واخطاره

كاظم الموسوي

2017 / 12 / 20
مواضيع وابحاث سياسية


هُزم تنظيم "داعش" عسكريا في العراق وسوريا، خلال عام 2017 الذي أصبح عاما حاسما في رسم النهاية العسكرية والقدرات التي أوصلته الى احتلال ما عرف باسمه في بلدين محورين في المنطقة. وهزيمته عسكريا لا يعني انتهاءه كليا، فقد تمكن من البقاء لاكثر من ثلاث سنوات أدار فيها تسمين حواضنه الاولى، وتّوفير امكانات واسعة تموّن خطره المعنوي وحتى المادي. يسّرت له مثلا الهروب او الانتشار إلى وبين مناطق أخرى، او "الهجرة الامنة"، وارسال رسائل الى "ذئابه المنفردة" وحتى مجموعاته المختفية او التي تمكنت من الاختفاء في زوايا واوكار موزعة في المدن التي أُنجز تحريرها منه، او عبر مخيمات النازحين من ظلمه واعتدائه وارهابه الدموي الذي عرف أو امتاز به. وقد تمكنت الأجهزة الأمنية من التعرف والقاء القبض على إعداد من ارهابيه، وتغص السجون بأعداد منهم، لم تكشف رسميا، ويجري التحفظ عليهم لاسباب كثيرة، قد تكون بسبب هوياتهم المختلفة وجوازات سفرهم المتعددة، والاحتفاظ بهم كأوراق سياسية. ولكن عضو مجلس محافظة نينوى حسام الدين العبار، كشف يوم2017/11/30 اثناء دعوته الحكومة العراقية والامم المتحدة لحسم ملفات نساء واطفال عناصر تنظيم "داعش" من الذين يقبعون في احد سجون حكومة نينوى المحلية، بأن "القوات الامنية نجحت بعد عمليات تحرير نينوى من اعتقال ما يقارب سبعة الاف عنصر في تنظيم داعش الارهابي وغالبيتهم عناصر محلية وان غالبية قادة تنظيم داعش الارهابي الاجانب قتلوا في العمليات العسكرية". هذا يعني أن أعداد نساء وأطفال التنظيم الإرهابي الموجودين في سجن عراقي تشكل اول اعلان عن الاعداد المتبقية من "داعش" عمليا، مصحوبة بالعدد الاخر الذي ذكره عن عناصر الارهاب ايضا، مما يفيد احصائيا وتحت السيطرة لحد الان، ويبقى مطلب الاعلان الكلي قائما لضرورة المعرفة والتوثيق والشهادة التاريخية والاخطار التي حصلت ولما تزل من بقايا تنظيم الارهاب في البلدين اللذين ابتليا به.
وسلّم عديد من عناصر تنظيم "داعش" انفسهم للقوات الامنية التي تمكنت من تحرير محافظة نينوى بشكل كامل، فيما قتل المئات من العناصر خلال عمليات التحرير والتخلص منهم.
قال العبار في حديث لقناة السومرية نيوز، إن "1451 فرداً وغالبيتهم نساء وأطفال داعش، وهم أجانب تابعين لدول مختلفة يقبعون في سجن قضاء تلكيف (45كم شمال نينوى)، وهذا السجن تابع للحكومة الاتحادية"، داعياً الحكومة والامم المتحدة ل"سرعة حسم ملفات هذه العوائل لان بقائها في هذا السجن أمر يجب حسمه لغرض أستخدام السجن لمعتقلين أخرين تابعين الى تنظيم داعش الارهابي". وأضاف العبار، أن "الجهود السابقة للحكومة العراقية ساعدت بنقل عدد من هذه العوائل والان عليها العمل على طي ملف عوائل واطفال تنظيم داعش لكي تطوي نينوى ملف ارهاب داعش". وإذا أخذت هذه التصريحات لهذا المسؤول الرسمي كما هي فهي معطيات مهمة تضيف لما يعلن رسميا وترسم ملامح الاخطار القادمة. ويضاف إلى ماينقل اعلاميا عن وجود أعداد اخرى في سجون اربيل، وغيرها. او ما يذيعه الناطق باسم ما سمي التحالف الدولي ضد الارهاب الذي قادته الولايات المتحدة، وتنشره وسائله العربية خصوصا، لاسيما الاعداد التي يقر بها في البلدين.
يضاف لما يتسرب من اعداد، انتشار اخبار حماية قيادات وعناصر من الإرهابيين من قبل ما سمي التحالف الدولي، وهذه امور مهمة في معادلات الاعداد والاخطار وما بقي منهما في البلدين اساسا. وأشير مرارا الى نقل أعداد منهم بطائرات عسكرية أمريكية من مدينة الى اخرى، وقصف مواقع عسكرية وأمنية للقوات التي تحارب التنظيم وتسعى للقضاء عليه، مما يؤشر إلى مخاطر أخرى. وقد يرسم تحذير وزير الخارجية المصري، سامح شكري، (2017/12/1) تداعيات خطيرة لما وصفه ب"التهاون" الذي حصل في التعامل مع المسلحين الأجانب ل"داعش" في سوريا والعراق، حسب ما نقلته وكالات الأخبار عنه، وينبه رسميا الى معرفة تفاصيل ما بقي من "داعش". اذ قال شكري، في كلمة ألقاها خلال مشاركته في منتدى روما للحوار المتوسطي، وفق ما نقلته وزارة الخارجية المصرية، إن "العمليات العسكرية في سوريا والعراق ضد تنظيم داعش الإرهابي كانت ناجحة، ولكن حدث تهاون مع المقاتلين الأجانب وسُمح لهم بالفرار". وأضاف شكري: "وقد حذرت مصر مرارا من مغبة ذلك لأنه سيؤدي إلى إعادة بروز الخطر الإرهابي في مناطق أخرى، في ليبيا وسيناء وإفريقيا وجنوب الصحراء، مما ينذر بعواقب وخيمة".
كل الاشارات تؤكد على مهمات أخرى لتحديد ما بقي، أعدادا ونشاطا وفعاليات واعمالا خطيرة لها على صعد مختلفة. الأبرز فيها أعداد غير المسلحين من عناصر التنظيم الارهابي، لاسيما العاملين في أجهزة الإعلام والمخابرات وغيرها من التي توفرت لهم ظروف مختلفة للهرب والاختفاء والتسرب عبر منافذ عديدة، من بينها قوافل النازحين من السكان الذين كانوا محاصرين وضحايا التنظيم الإرهابي. او الانتقال بوسائل مختلفة الى مدن أخرى بين البلدين. وهذه اعداد غير معروفة، او معلنة. بينما يرد في تقارير أمريكية تحليلات عن اوضاع "داعش" بعد هزيمته العسكرية، والإقرار بها، مع ذكر "أن الكثير من الأعضاء ذوي الخبرة العالية والتجربة تمكنوا من الفرار خلال سقوط تنظيم داعش، وكان لأفراد الأمن الداخلي الداعشي حرية التنقل على خلاف مسلحيه. ولذلك عندما بدأت العمليات العراقية في الموصل، إنتقل الكثير من هؤلاء العملاء إلى المناطق المحررة، وزودوا داعش بأحدث المعلومات عن تحركات الجيش العراقي. وحتى الآن فإن المدنيين المحليين على دراية بوجودهم، ففي البداية تجاهل الرجال في المناطق المحررة إصلاح لحاهم وكانوا يخشون أن يكون الأشخاص الذين يخالفون سياسة داعش في اللباس والمظهر خاضعون لرقابة من قوة الأمن الداخلي المتخفية، ووفقا لأحد أكبر أعضاء قوة الأمن الداخلي المتخفي حاليا فإن 1500 شخص يتمركزون من أعضاء داعش ينتشرون حالياً في الموصل وهم على استعداد لحمل السلاح.".
في الخلاصة ثمة أعداد باقية من "داعش" غير مسلحة وتعمل بخفاء طبعا لإعادة الجريمة أو التحضير لامثالها. مع أن ثمة أعدادا أخرى كانت ومازالت في مؤسسات عراقية، او سورية، رسمية وموزعة في المدن والعواصم خصوصا تعمل علنا او مغطاة بواجهات اخرى، لصالح " داعش" واستمرار خطره. مما يعني أن مهمات اكبر تقتضي العمل عليها في مكافحة الارهاب وحواضنه وفرسانه وتوابعه في العراق وسوريا.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بلينكن ينهي زيارته إلى الصين، هل من صفقة صينية أمريكية حول ا


.. تظاهرات طلابية واسعة تجتاح الولايات المتحدة على مستوى كبرى ا




.. انقلاب سيارة وزير الأمن الإسرائيلي بن غفير ونقله إلى المستشف


.. موسكو تؤكد استعدادها لتوسيع تعاونها العسكري مع إيران




.. عملية معقدة داخل المستشفى الميداني الإماراتي في رفح وثقها مو