الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أول صفعة عربية للبيت الأبيض من أضعف خلق الله

خالد الصلعي

2017 / 12 / 20
مواضيع وابحاث سياسية


أول صفعة عربية للبيت الأبيض من أضعف خلق الله
*******************************************
كيف يعقل أن تصوت الولايات المتحدة الأمريكية على قرار يدينها ، طبعا استخدمت كعادتها حق النقض "الفيتو" ، رغم تصويت 14 دولة لصالح مشروع قرار سحب اعلان ترامب /الفضيحة ، المتعلق بنقل السفارة الأمركية الى القدس . الأمر لا يعتبر صفعة في وجه المجتمع الدولي ، بقدر ما يعتبر اهانة ذاتية للولايات المتحدة الأمريكية . فهي تضع نفسها اليوم أكثر من أي وقت مضى ضد كل العالم ، باستثناء اسرائيل .
وهذا ما يلزم اعادة النظر في تشكيلة مجلس الأمن وقوانينه ومكانه . فالدولة التي تعاكس العالم لا ينبغي لها أن تحتفظ بمقر هيأة أممية .
وقد عرى فيتو الولايات المتحدة الأمريكية عن عورتها ، في مرحلة جد دقيقة . ما يثبت مرة أخرى ان هذا البلد العملاق ينحدر بسرعة قصوى الى قزمية غير مسبوقة في تاريخه . خاصة وأنه يقف عاجزا امام قوة نووية لدولة صغيرة سكانا وجغرافية واقتصادا وميزانية ، هي كوريا الشمالية . بالاضافة الى العدو الأزلي روسيا التي تربح درجات أخرى داخل الأسرة الأممية . بل حتى ان انجلترا وكأنها بتصويتها لصالح قرار ابطال دعوة ترامب جعل القدس عاصمة للكيان الصهيوني ، تريد أن تبعث اشارة قوية لتوبتها عن صنيعها بخلق دويلة في قلب العالم العربي والاسلامي .
فرنسا أيضا وعلى لسان رئيسها وقفت ضد ترامب في هذا الجانب بقوة فضلا عن تصويتها لصالح مشروع القرار الذي تقدمت به المجهورية المصرية. لتظهر عزلة الولايات المتحدة كحيوان أجرب تعفه جميع الدول .
وقد اصبح جليا أن مبدأ الفيتو ، مبدأ لم يعد يخدم الحقوق الانسانية العليا ، وتستخدمه الحكومات القوية ضد ارادة الشعوب والأفراد . لكن فيتو الولايات المتحدة الأمريكية المعزول أثبت اليوم أن هذا البلد المتعجرف يقف وحيدا ضد العالم ، يواجه الكون بقرار لا أخلاقي ولا قانوني . انه قرار العاجر ، عكس قراراتها الأخرى . لماذا هو قرار عاجز؟ . فعكس كل قراراتها الماضية لم تسايرها ولم توافقها اي دولة من حلفائها التاريخيين ، كاليابان وانجلترا وفرنسا . وهو ما لم تسجله سجلات مجلس الأمن من قبل .
وقبل أسبوع فقط أعلنت كوريا الشمالية موقفا قويا نشرته البعثة الدبلوماسية في أعقاب جلسة لمجلس الأمن الدولي لمناقشة حالة حقوق الإنسان في كوريا الشمالية، انتصارها على الولايات المتحدة الأمريكية ، سياسيا وعسكريا ، وربما اخلاقيا أيضا . فكوريا الشمالية لم تعاكس يوما طموح أي شعب ، ولم تسرق أرض أي دولة ، ولم تنهب ثروة أي بلد .
وهذا ما تستثمره ايران أيضا ، حين كذبت قبل أيام قليلة فقط دعاوي الولايات المتحدة الأمريكية في المنتظم الدولي بخصوص تزويد جماعة الحوثيين بصواريخ من صنع ايراني ، وقررت رفع دعوى قضائية في المحاكم الدولية ضد الولايات المتحدة التي اتهمتها دون دلائل واثباتات . ذلك أن هذه الدول تعلم جيدا ان الولايات المتحدة الأمريكية تقف امام العالم عاجزة ، بعد ان أفقدها ترامب كل هيبتها بقراراته المزاجية والعشوائية ، وابتعاده عن الخبراء الدوليين وواضعي الاستراتيجيات البعيدة والمتوسطة المدى .فحسب تقارير اعلامية وقف ترامب وحيدا في اجتماع استمر أكثر من ساعة ، وبقي فيه ترامب زمنا أكثر من المتوقع ، وبدا فيه متوترا ومنفعلا . ما يثبت حذر المستشارين القوميين والاستراتيجيين .
بالنسبة الينا نحن كشعوب عربية ، وكمتابعين ، نستطيع الجزم مع مفكرين أمريكيين وغربيين ودوليين أن أمريكا لا تمثل الا نفسها ، وهي بعيدة أن تعبر عن الضمير الأممي ، وفقدت كل مشروعية في رعاية أي ملف دولي ، وخاصة الملف الفلسطيني ، الذي بعثته من رماده كعنقاء كامل العنفوان ، ومنحت قوىى الممانعة كل أسباب القوة الأخلاقية والقانونية ، بينما وقفت هي كدولة منبوذة يتقزز منها العالم بأسره .
وبعد ارجاء سفر نائب الرئيس الأمريكي "مايك بينس" الى الشرق الأوسط ثلاثة أسابيع ، بداعي تصويت الكونغريس على خطة اصلاح نظام الضرائب ، وهي تبريرات واهية حسب العارفين بخبايا الأمور . فان قرار ترامب وصل الى عنق الزجاجة ، وأحرج الادارة الأمريكية بشكل غير مسبوق ، وكشف عورتها .فاقرار هذا النظام -نظام اصلاح قانون الضرائب- ولا يحتاج الى صوت مايك بنس . فهو يتوفر على نصاب قانوني واضح ، كما ان عملية التصويت ستجري على بعد أسبوع من الآن . بينما زيارة مايك بينس لن تستغرق أكثر من ثلاثة أيام في أقصى تقدير .ويبقى سبب الارجاء هو أخذ نفس عميق بعد الصفعة التي تلقاها من أربع دوائر ، هي قيادة السلطة الفلسطينية ممثلة في رئيس الحكومة الفلسيطنية ، وكبير اساقفة القدس ، ممثلا في أمين مفتاح كنيسة القيامة ، كما رفض شيخ الأزهر استقبال مايك بينس ، وكذلك الكنيسة القبطية المصرية .
وهي صفعة لم يسبق لمسؤول أمريكي رفيع ، ومن هذا المستوى ان تلقاها في تاريخ العلاقات الأمريكية بالشرق الأوسط . فالادارة الأمريكية مرفوضة في هذه المرحلة ، من أهم شركائها . ما يؤزم وضع الولايات المتحدة الأمريكية في المنطقة ، خاصة بعد رفض وصايتها على القضية الفلسطينية من قبل الرئيس محمود عباس وجميع القيادات الفلسطينية من جميع الحركات والتوجهات والحساسيات .
هذه الصفعة اذا ما قمنا بتحليلها تحليلا موضوعيا ، تأتي من اضعف خلق الله على وجه اكثر كائنات الأرض غطرسة وانتفاخا . وكم هي مؤلمة صفعة الضعفاء !!!!!. ان صفعة المواقف هي أشد ايلاما وايذاء من صفعة الأسلحة مهما بلغ فتكها وقوتها .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - لكم رايكم ولي رايي
فهد لعنزي ــ السعودية ( 2017 / 12 / 20 - 03:44 )
الاخ الكريم بعد التحية. قد اتفق معك في بعض جوانب تحليلك هذا واختلف معك في اهم نقاط جآءت فيه واقول وبكل صراحة:
ان الافاعي وان لانت ملامسها *** عند التغلب في انيابها العطب
هنا اسال!.هل الدول التي وقفت ضد قرار ترامب صادقة مع نفسها ام انها مكيدة سياسية؟؟. الا تستطيع تلك الدول ان تجبر اسرآئيل على الاعتراف بالدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشرقية وهي اضعف الايمان او ان تسحب سفرآءها من اسرآئيل احتجاجا على ذالك؟؟. لماذا هذا الصمت المريع الذي بلغ مداه وتاثيره اقتضام اسرآئيل للاراضي الفلسطينية؟؟. هل لو فرضنا جدلا ان تلك الدول اسقطت المشروع الامريكي وبقي الحال على ما هو عليه هل سيغير اسقاط القرآر من الامر شيء ام سياتي اليوم التي فيه ان الدول الممانعة هي الناقل الاول لسفاراتها الى القدس بسبب الامر الملزم لذاك بعد فوات الاوآن واقتضام ما تبقى من دولة فلسطين الوهمية؟؟. اين فرنسا وبريطانيا عما يجري من انتهاكات في الاراضي الفلسطينية ولماذا يسمون الدفاع عن الوطن ارهابا؟؟.اخي الكريم ان ما يحدث هذه الايام مع امريكا هي زوبعة في فنجال لا غير و
ستبدو لك الايام ما كنت جاهلا *** وتاتيك بالاخبار ما لم تزود

اخر الافلام

.. مصطفى البرغوثي: الهجوم البري الإسرائيلي -المرتقب- على رفح -ق


.. وفد مصري إلى إسرائيل.. تطورات في ملفي الحرب والرهائن في غزة




.. العراق.. تحرش تحت قبة البرلمان؟ • فرانس 24 / FRANCE 24


.. إصابة 11 عسكريا في معارك قطاع غزة خلال الـ24 ساعة الماضية




.. ا?لهان عمر تزور مخيم الاحتجاج الداعم لغزة في كولومبيا