الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


على الطروطوار....

عبد الغني سهاد

2017 / 12 / 23
الادب والفن


على الطروطوار..
----------

على قارعة طريق (المنارة المول..) كان هذا اللقاء مع احدى تلميذاتي النجيبات..حين رايتها اوقفت السيارة على الفور ضاغطا على المنبه..ملوحا لها بيدي (..اييه..حياة اييه .. انسة..حياة..!!)
اقتربت حياة من النافذة اطلت تدلي شعرها الاسود الطويل الذي يغطى عيونها الواسعة الجميلة ..حياة كانت فتنة ولا تزال..
-(هيا حياة اصعدي لاوصلك…!!)
-لا أستاذ..لا.. اتركها لمرة اخرى..!
-كيف ..لا.. اصعدي. ..انا استاذك..بمثابة الوالد ..،!
ضحكت (حياة.).ضحكة عالىة صفراء.يعني انها زمت شفتيها الحمراوين.وقضبت جبينها.وهي تنظر الى الاعلى ..!!
-..لا استاذ..هذا كان زمان …!
الححت عليها ..مرة اخرى.
كنت ملهوفا لمعرفة احوالها بعد انتقالها الى الثانوي..!
قالت ..:(شوف استاذ..مع كامل احترامي لك ..ولمشاعرك الطيبة..اقول لك..اني خدامة على الطروطوار وحيث لم افهم ..وشلني الصمت..اضافت ..
(أصبحت منذ مدة ابيع الهوى....اعني ( اصبحت ...ق .ق...ق.(...).!! )…وانا الان خدامة....الا ترى..!..بغيتي تقضي معايا الغرض..!!)
-كيف....كيف..!!!!
كنت استغرب كيف وضعت نفسي في هذا الموقف المحرج بل والخائب.مع (حياة)..واضافت .بينما تلاحق بعيونها الجميلة ..تلك السيارات الفارهة التي تعبر الطىريق. بمهل كانها في موكب استعراضي كبير..منها تتسرب ايقاعات الموسيقى الغربية الصاخبة..!!
- فقط تؤدي التسعيرة.200 درهم.وواجب الفندق ..وبعدها تسمتع بي لساعة ..وتعود لشأنك..!
كررت ضحكتها الساخرة. فتشوش ذهني ولم اعرف بماذا اجيب...كنت اعرف عنها (حياة) الكثير من التفاصيل الاجتماعية.الا هذه الحالة التي هي فيها اليوم.. عندما كانت تدرس في الاعدادية..كانت لي مععا تدخلات خاصة مساعي انسانية حتى لا اقول تربوية..حيث افتقدنا هذه منذ زمن طويل كانت مساعي حميدة كثيرة للضغط على والدها السكير وزوجته الشابة المتهورة. لاجل ان يتركوها تتابع القراية..سلوكها كان رائعا مع الجميع..لكنها في بعض الاوقات كانت تتغيب عن حصص الدراسة.. امها توفت بالمرض الخبيث وتركتها صغيرة السن وحيدة مع ذلك العربيد..كانت دائما تتشكي من ظلم زوجته وعنف المتكرر عليها...!!!..
-تكلم استاذ..ماذا.تريد..اطلقني...!!
-اريد فقط ان اوصلك الى المنزل .واطلع على احوالك الجديدة..لا غير....!
لكن بعض المواقف المصادفة في دروب الحياة تصيبك بالخيبة والحسرة..تصيبك بالغثيان..و كثير من الاسئلة تفتح لك أبواب الشقاء..كصندوقة سوداء اسرارها قاتلة..على الدوام(كصندوق البندورا الاسطوري..)..
كرهت كل اشكال الفضول وطرح الاسئلة...مصيبة حياة ادخلتني سوق راسي.. تركتها على الطروتوار .لتقضي اغراضها…..
بكير قضينا الغرض…!!

عبد الغني سهاد
2009








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. موريتانيا.. جدل حول أنماط جديدة من الغناء والموسيقى في البلا


.. جدل في موريتانيا حول أنماط جديدة من الغناء والموسيقى في البل




.. أون سيت - لقاء مع أبطال فيلم -عالماشي- في العرض الخاص بالفيل


.. الطفل آدم أبهرنا بصوته في الفرنساوي?? شاطر في التمثيل والدرا




.. سر تطور سلمى أبو ضيف في التمثيل?? #معكم_منى_الشاذلي