الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الأشياء التي تلمع

نادية خلوف
(Nadia Khaloof)

2017 / 12 / 23
الادب والفن


يصلنا وهجُ العامِ الجديد، نحاولُ أن نكونَ نجمُ المناسبةِ، نبتعدُ عن الكواكبِ والسماءِ، نذهبُ إلى المبصّرين، يسمّون أنفسهم فلكيين، يستقي أحدهم معلوماته من مصادرَ قد تكونُ أمنية، هم نجوم في سماء الوهمِ والتهليسِ وهو صنعةٌ مثل باقي أعمال السّوق -أعني مهنة التّهليس-
في ليلةِ عيد بحثت عن الحظِّ
عن تجربة عالم الرّفاه عندما يبتسم لي- أعني الحظ-
قصدّت المنجّم
برجي يقولُ:
كلّ ما يلمع مصنوع من البلاستيك
من الأشياء، والأفعال، والخلق
بعضُ العقباتِ أمامَ برجِ الجوزاء، بعضُها فقط
الأبراجُ تدورُ
تلمع النجوم في ليلة عيد
أقطفها، لا تكون نجوماً
ليس فيها نار
ولا تحترق
هو لمعان البلاستيك
قرأت برجي مراراً
منذورة للحبِّ، للموتِ
أحاول عبور الخيط الأسود
أعلق بين ضفتي الحياة، واللاحياة
. . .
أحتضنَ العامَ الجديدِ من تلفريكٍ في كيبْ تاون
أستمتعَ بالموسيقى الحيةِ
أشاهدَ الألعابَ الناريةَ في جزرِ المالديف
أو مظاهر الترف في خور دبي
بين الأقباطِ في شرم الشيخ
سنغافورة، أوكلاند ،كوالا لامبور
لم تحدّدْ الأبراج المكان
أقضيهِ في برجٍ فارغٍ ربما
برجي يلمع كالنّجوم
أدخله بقدمي اليمنى
يتشقّق. برج ليس للاستعمال
بل كي يلمع، وبعدها يصبح كارثة على البيئة
الأشياء التي تلمع لم تعد ذهباً
. . .
أحتفلَ بالعامِ الجديد
وأرحل إلى أحلام لا زالت على خطّ البداية
وعلى " الأرضِ السلامِ "
حبيبي!
أخافُ أن آتي إليك
تهربُ مني أيامي
تنامُ أحلامي في بين الجليد
حدثني عن الحبِّ. هل قاربَ على الرحيل ؟
كيف ستحتفلُ بالعيد؟
ليلنا مضى. أصبح بعيداً. . . بعيداً . . . بعيد
عمري مصلوب على صدر مسيح
يذوبُ، ويشتعل
يمسكُ يدي الليل، يراقصني
عالقة أنا في ليلة عيد
أرقص أيامي
أثمل
أحضنَ صبحاً
أعانقه
يرى الليل كحل عينيّ على خدّيّ
يشرب نخبي
يشعرني بالشفقة. أرفضه
أغادر العناق
ارتحل إلى غاباتٍ رسمتُها
سأرقصُ معها رقصةَ المطر
وأصبحُ نخلةً
يتعرشُ الأطفال جسدي المجنون
تعيدني ضحكاتهم إليّ، أسافر مع الحلم
أكون شجرةُ العيد
ناصعةٌ في ليلةٍ شتويةٍ
دافئةٌ
حانيةٌ
جاثية على طرف القدر
. . .
شجرةُ العيد في انتظاري. واقفة هناك في غابة
يلمع الثلج على أغصانها
يزيّنها تاج
شجرة من جذع ورأس
فيها نبض الحياة
ترفض البلاستيك
وبرجي يقول: أمامي عقبة صغيرة بعدها أصطاد القرش الأبيض
أصبح طيراً يتعلّق بأرجوحةٍ فوقَ جبالٍ الوهم
سألت المنجم الذي يقرأ كلّ الأشياء
كيف أصلّح بابور الغاز
أجعله يعمل في ليلة العيد
أمسك به مسكة القارئ العارف
وقال: الأمر بسيط
عبئيه بالأسود موجود بكثرة
مصطلح جديد
وعالم جديد
ذلك الأسوَد
. . .
أنا شجرةُ العيدِ تبرقُ في ليلٍ مضيءٍ
أحبو على مؤخرة عام مضى
تريثْ لحظةً!
لازالَ لدي بعضُ حلم
أعد حلمي مع ساعة البدء
لا تسرقه
لم أبدأ حياتي بعد
أمضيت عمري أركض كي أصل إليك
وأقول: التقيتُ بالعيد








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الجنازات في بيرو كأنها عرس... رقص وموسيقى وأجواء مليئة بالفر


.. إلغاء مسرحية وجدي معوض في بيروت: اتهامات بالتطبيع تقصي عملا




.. شكلت لوحات فنية.. عرض مُبهر بالطائرات من دون طيار في كوريا ا


.. إعلان نشره رئيس شركة أبل يثير غضب فنانين وكتاب والشركة: آسفو




.. متحف -مسرح الدمى- في إسبانيا.. رحلة بطعم خاص عبر ثقافات العا