الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ايهما الاهم _ جمال ألعقل ام ألشكل ,أم هما متساويان ؟

فؤاده العراقيه

2017 / 12 / 23
حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات


ايهما الاهم _ جمال ألعقل ام ألشكل ,أم هما متساويان ؟
تقول المفكرة نوال السعداوي (منذ الطفولة وأنا أنفر من بشرة الوجه المزخرفة بألوان غير طبيعية، والمساحيق التى تطمس علامات الشخصية، وتخفى خطوط التجربة والعمرالحقيقي، تؤذى عينى صبغات الشعر بألوانها الصناعية.) توصّلت المفكرة نوال السعداوي للكثير من الحقائق بعد كفاح ممتع وطويل ,ولا اقول مرير حيث طالما ربطنا هذه المفردة مع الكفاح وهي خاطئة لكون المتعة هي المرتبطة مع الكفاح دوما .
دفع المفكرون ومن ضمنهم ’’نوال السعداوي’’ الثمن غاليا ,ولكنه بالحقيقة ثمناً رخيصا جدا نسبة للحقائق التي توصلت لها , ومن خلال تعمّقها بالحياة وتجاربها التي صيّرت عيونها متفتحة دوما ومتألمة ومتأملة جيدا في اسباب الغبن الواقع على المرأة والظلم بكافة اشكاله ,وكذلك بحوثها ودراساتها العميقة في الأديان وفي تاريخ المجتمعات وخصوصا العربية منها وفيما يخص المرأة تحديدا, وحياتها الواسعة الغنيّة والمكتظة بالأحداث والتي جعلتها تقترب لدرجة كبيرة من الحقيقة بعد سنوات من التعب والجهد المضني والبحث هنا وهناك لتستخلص لنا تجاربها وتعطينا أياها جاهزة بطبق من ذهب دون ان ندفع بها أي ثمن فتتقبله النساء الأحرار وترفضه المستعبدات , فلا تتقبل غالبية النساء هذه الفكرة متصورين بأنها فكرة شاذّة عن الطبيعة وهي فعلاً فكرة غريبة عن ما تلقيناه من افكار تعتني بجمال الشكل دون العقل وخصوصا للنساء, هي فكرة غريبة لكنها قريبة من الطبيعي والطبيعة بشكل كبير ولكنها لا تأتي إلا بعد أن يبلغ الإنسان مرحلة عالية جدا من الوعي توصله لنسيان الشكل الخارجي تماما والإهتمام بالعقل والجوهر اللذان يُمثّلان حقيقة واساس الإنسان,والذي من خلالهما نمتلك القدرة على التطور وبهما تمتلك المرأة الشجاعة اللازمة لتخرج بوجه طبيعي ومغسول من المساحيق لكونها وصلت لمرحلة عالية من الوعي الذي جعلها لا تشعر بوجود الناس وتعدّت مرحلة الأخذ والإهتمام لآرائهم وانتقاداتهم لها .
من الصعوبة أن تتوصل المرأة العربية لهذه الفكرة وإن تتجرد جذور توراثتها على مر القرون وانغرست بداخلها عميقا منذ الطفولة وهي ذاتها الصعوبة التي تواجه الرجل الشرقي في أن يتخلّص نهائيا من جذوره ومن مفاهيم الذكورة التي انغرست بعقله, فنجد اساريره تتجلى وملامحه تظهر للعيان في المواقف التي تضرب ذكوريته حيث تجذرت بعقله الباطن منذ الطفولة ومهما وصل من علم ووعي ومعرفة ستبقى تلك الجذور قابعة بعقله لكنها تكون اقل وطأة قياساً ببقية الذكور الاقل وعيا .
فكرة الإهتمام والعناية بالمظهر الخارجي دون الداخلي نجدها ظاهرة عامة وطبيعة في اوساط النساء الشرقيات أكثر من الغربيات ومعمول بها بين اوساط الجموع وإن أقتنعت إحداهن بفكرة إهمال الشكل الخارجي فستجد الصعوبة في تطبيقها حرفيا لإنعدام الشجاعة لديها (وأنا من ضمن هذه الفئة ) ولكني استوعبتها تماما واعترفت بصحّتها رغم إني لم أصل لتلك الشجاعة أو لذلك العقل الذي تجرّد من كل انواع القيود ومن ضمنها قيود الشكل الذي باتت كقضبان حديدية يصعب كسرها .
كذلك البعض يتسائل ويستغرب لحياة هذه المفكرة ويقول ما الذي ستجنيه من متاعبها وحياتها الشاقة تلك ؟ غافلين بان الحياة ستكون أصعب من دون مواجهة , وستكون أصعب في حالة الرضوخ وقبول الظلم والسكوت عنه حيث كل ما قدّمته لنا هذه المفكرة ولا تزال تقدّمه لنا نابعا من شعورها العالي بواجبها وبمسئوليتها تجاه المظلومين بكافة اجناسهم ورد الظلم الواقع على المراة خصوصا لكونها الاكثر ظلما.
لا تزال غالبية النساء يتخذن موقف مضاد لرأيها في موضوع العناية بالشكل ولا يستوعبن مناشدتها لنبذ كل ما هو صناعي حيث برأيها يكمن الجمال الحقيقي في الطبيعة دون تزويق ولا اهتمام به وطالما نشدت للعناية بالعقول وللعفوية وعدم التصنّع وكذلك في موضوع اللباس حيث تدعو للوسطية وعدم ارتداء الحجاب ولا الأجساد لكون الحجاب والعري وجهان لعملة واحدة وهما اعتراف على إن المرأة بالاساس جسد يُغطى أحيانا ويٌعرّى احيانا , حسب الحاجة ومصلحة الرجل ,فلم تفهم البعض الغاية من هذا حين يربطن اللباس بالحرية الشخصية لكونها لا تتعرى ولا تتغطى لرغبة في الانجذاب لها , وايضا يربطنّ مناداتها بالاعتدال في الملبس بحرمة الجسد وهنّ بعيدات كل البعد عن كرتها الأصلية.
كذلك لا تزال بعض النساء , ومن ضمنهنّ الواعيات ,لا يفهمنّ هنّ أو خاطئات في فهم أفكارها ويرفضنّ الدعوة للطبيعة وترك مساحيق الوجه والعناية المبالغ بها ويخلطون ما بين النظافة وما بين العناية الزائدة بالشكل ,والغريب الذي صار طبيعيا لدينا بعد أن انقلبت مفاهيمنا رأسا على عقب على مر القرون إنه لا تزال غالبية النساء على وجه الخصوص يرفضنّ هذا الرأي وبرفضهنّ هذا هنّ بعيدات كل البعد عن فكرتها الحقيقية فيتصورّن بإن العناية بالشكل الخارجي هي حرية شخصية تخص الشخص نفسه والحقيقة تقول بأن الحرية تنبع من العقل اولاً لتأخذ مسارها الطبيعي الى الحقيقة نفسها ,طبعا اقصد الحقيقة النسبية لكون لا حقائق مطلقة في الحياة ,أي معرفة الحياة والتقرب من حقيقتها
وهناك رأي آخر تكرّره بعض النساء حين يستفسرن عن المانع فيما لو كان الاهتمام بالشكل وبالعقل معاً ؟ حيث لا وجود للتعارض ما بين أن تكون المرأة واعية وما بين أن تعتني بأنوثتها وجمالها , غافلة هذه الفئة بمفهوم الأنوثة الحقيقي حيث توهموا بإن الانوثة تكمن في العناية بالشكل وابراز مفاتن الإجساد.. والخ من هذه المفاهيم الخاطئة للأنوثة وهذا الوهم وجدوه حاضرا وجاهزا أمامهم وهنّ صغارا ,في حين لا وجود لهذه الفوارق الكبيرة ما بين الأنوثة والرجولة , فما بين الأنوثة والرجولة خيط رفيع وهمي رسموه وبدأوا يضعون له الرتوش , ما بين الإنوثة والرجولة فارق بسيط مرتبط بالفسيولوجيا فقط لا يستوجب كل هذه الهلمة حيث العامل المشترك بينهما هو الأساس بين الجنسين فالجمال ينبع من الصدق والذكاء والعقل القادر على تمييز الظلم وهذه الصفات تعطي للجنسين معنى حقيقي لوجودهم وليس مزيفا كما أرادوه لهم .
ملاحظة : اهمال الشكل الخارجي غير مرتبط بالنظافة وبالترتيب

بوعينا نستعين فدمتم بوعيكم سالمين








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - موضوع جميل
ثائر حميد ( 2017 / 12 / 23 - 19:57 )
احسنت سيدة فؤادة العراقية باختيارك هذا الموضوع والقاء الضوء عليه
من كل الجوانب


2 - جمال الشكل
عبله عبدالرحمن ( 2017 / 12 / 23 - 21:55 )
تحياتي استاذة فؤادة احييك على اختيارك لموضوعاتك
الحقيقة وكما ارى فأن جمال الشكل مهم لجمال العقل
لكن بعيدا عن يقوى احدهما على الاخر
دمت مبدعة صديقتي العزيزة


3 - العقل المدبر
johnhabil ( 2017 / 12 / 24 - 08:56 )
العين (كاميرا) تطبع الصورة والأذن (مسجلة ) تُسجل ذبذبات الصوت وبقية الحواس الأخرى تقوم بوظيفتها
وكل هذه الأحاسيس والرؤية والسمع تدخل العقل (( الكومبيوتر المنظم )) يحللها ...يرتبها ثم
يصدر الأوامرلها ويحكمُ فيها
رائحة طيبة .... طعمٌ لذيذ ... ملمسٌ ناعم ... وجه جميل.. صوت عذب وحنون
وهذا العقل نفسه يكون جميلاً مع الحب والخير والسلام .. و بشعاَ مع القتل والحرب والكراهية
والجمال والكمال (معاَ ) صفة مطلقة لايجتمعان إلا عتد الآلهة حسب إيمان الإنسان سابقاَ وربما لاحقاَ تصبح هذه الصفات إتسانية مع التطور... ولا عحب في ذلك وبدون مساحيق أو عمليات تجميل وحسب دراسان علمية يزداد التشابه بين الزوج والزوجة بالشكل والصفات ومع الزمان !!
يصبح العقل والشكل متكافئان


4 - إنما المرء بأصغريه وأكبريه وهيبتيه
حميد الواسطي ( 2017 / 12 / 24 - 11:53 )
السَيِّدة الكاتبة – فؤادة العراقية بعد التحيَّة، بمُقتضى سُؤالكِ في تايتل المقالة: أيهما الأهم - جمال العقل أم الشكل أم هما متساويان ؟؟ الجَوَاب: قالت العرب.. إنما المرء بأصغريه: بلسانه وقلبه إن تكلم ببيان وإن قابل بجنان. وأمَّا الإمام علي بن أبي طالب فقال: إنما المرء بأصغريه وأكبريه وهيبتيه، أصغريه: (كما قالت العرب) وأكبريه: دينه وعقله، وهيبتيه: ماله وجماله..!! وشُكراً – حميد الواسطي


5 - لا أهمية مطلقا لجما الشكل
فؤاده العراقيه ( 2017 / 12 / 24 - 12:38 )
تحياتي عزيزتي عبلة واهلا بكِ
الحقيقة المجرّدة من كل المفاهيم ومن كل ما تلقيناه تقول بلا اهمية لجمال الشكل الخارجي اطلاقاً ولكن مفاهيمنا للحقية تلوثت
أنا أرى العكس تماما حيث جمال العقل مهم لجمال الشكل ولاحظي لو كانت لكِ علاقة بإنسان قبيح الشكل ولكن روحه وعقله جميلان ستجدين كيف سيتلاشى قبح وجهه بمرور الايام وسترينه أجمل إنسان
العقل والروح والثقة بالنفس ينعكسان على الوجه
ولو لم تقتنعي بالفكرة او لم تصلكِ ارجو الكتابة ليكون هناك حوار


6 - العزيز جهين هابيل
فؤاده العراقيه ( 2017 / 12 / 24 - 12:45 )
تحية طيبة
ما ذكرته صحيح ولكن بخصوص قولك (حسب دراسات علمية يزداد التشابه بين الزوج والزوجة بالشكل والصفات ومع الزمان !!) لست مع فكرتك وإن كانت نتاج لدراسات فليس بالضرورة أن يزداد الشبه بين الزوج والزوجة بمرور الزمان فربما يزداد التنافر وهذا يتبع لشخصية وتكوين الطرفين فإن كان أحدهما متمسك بمبادىء وبمثل معينة فسوف لن يتأثر بالمقابيل والعكس صحيح فيما لو كان شخصية ركيكة ستنطبق عليه هذه الدراسة وسيتأثر بعقلية الطرف الثاني لدرجة الاقتباس
اجمل واعطر الامنيات


7 - الاستاذ حميد الواسطي
فؤاده العراقيه ( 2017 / 12 / 24 - 12:48 )
عذرا لم افهم تعليقك ربما بعيد عن فكرتي أو ربما التبست عندي الامور
وعليه لا رد عندي لك فإن امكن توضيحه اكثر أو اهماله
اجمل التحايا واعطرها


8 - ردّاً: إلى/ الأستاذة فؤادة العراقية
حميد الواسطي ( 2017 / 12 / 25 - 02:47 )
شُكراً لكِ علَى ردّكِ وإهتمامكِ، بمُقتضى إستفساركِ؟ أقول،بأنَّ العقل هو أشرف المخلوقات والإنسان أو الإنسانة يكون كبير أو كبيرة بعقلهِ أو عقلِهَا إذا أستثمر بشكل مُتقدِّم وأمَّا المال أو الجمال الطبيعي فهو هبة مِن الخالق يضفي هيبة، وتوفر حياة سهلة وكريمة ورغد في الحياة!!سقراط كبير بعقله وهبَ حياته قرباناً لمبادئهِ وأفكارهِ التي أصبحت مادة دراسية على مرِّ العصور..ماريا(مدام) كوري كبيرة بعقلها ومنجزاتها العظيمة للإنسانية..ابان لجوئي في مخيم رفحاء بالسعودية خلال النصف الأوَّل من تسعينات القرن الماضي شاهدت علَى التلفاز أنَّ الأمير سلطان كان يوزع -جائزة بإسمه-على مجموعة كان مِن بينهم شعاع المُفكِرَّة الكبيرة نوال السعداوي فقلت في نفسي: لعمري ليس إمتياز أن تحصل السعداوي على جائزة سلطان بل أنَّ عالِمَة الإجتماع-السعداوي وبقبولها الجائزة كان إمتياز ومكانة مُعتبرَة لجائزة سلطان..وأنا أتفق معكِ بوجود فارق كبير بيَن أغلبية النساء الشرقيّات، والغربيّات اللاتي يمتلكن جمال طبيعي بيَدَ أنهن لا يتكلفن ولا يحملن معهن حقيبة مكياج..! وشُكراً– حميد الواسطي


9 - الأستاذة فؤادة للحوار فقط
johnhabil ( 2017 / 12 / 25 - 06:40 )
لو كانت لكِ علاقة بإنسان قبيح الشكل ولكن روحه وعقله جميلان ستجدين كيف سيتلاشى قبح وجهه بمرور الايام وسترينه أجمل إنسان .انتهى هذا كان ردك للسيدة عبلة
والقرد ليس له من جمال الروح أو العقل أي شيئ ورغم ذلك فهو في عين أمه (( غزال ))
(( (( والهدف مرور الأيام


10 - الأستاذة فؤادة للحوار فقط
johnhabil ( 2017 / 12 / 25 - 06:52 )

...الزمن كفيل أن يداوي ..فهو كذلك كفيل أن يُغير نحو الأحسن والأفضل طالما نحنُ نتكلم عن الخير والسلام والجمال
التباين والإختلاف بين شركاء عمل يؤدي للإنفصال بينهما وفي حال الزوجين المتنافرين يحدث الطلاق ولا يبقى حصانان على معلف واحد وحتى الجهتان المتشابهتان للمغناطيس تتنافرلعدم جواز التقاء القطبين
مع تقديري وجل حترامي


11 - John Habilالأستاذ
فؤاده العراقيه ( 2017 / 12 / 25 - 18:05 )
تحية واحترام
قولك (ليست مصادفة أن يعيش زوجان (71) عاماَ معاَ وبعداحتفالهما بالمناسبة بثلاثة أيام مات الرجل وبعد اربع ساعات ماتت الزوجة إنه سحر الحب والتفاهم والقناعة والتضحية ... وليس ( نتيجة الخنوع والمذلة أو الإقتباس) لا هذه ليست مصادفة أكيد بل كانوا متلائمين والحب جمع بينهما ولكن
بخصوص التقارب هو أكيد احدهما يأخذ ويعطي للآخر فيما لو جمعتهم عوامل مشتركة وأنا اتحدث عن زوجات الشرق وما يحدث بها من ضغوطات وإجبار على الاستمرار حيث لا حرية في الإختيار بعد ان يقع الفأس بالرأس (عقد القران) فيستمرون مرغمين ولو كره احدهما الآخر وهي حالات منتشرة ,هنا لا أحد يأخذ من الآخر وهذا ما قصدته حيث الأغلبية الساحقة هم مسحوقين
شكرا لهذا التفاعل


12 - الأستاذ حميد الواسطي
فؤاده العراقيه ( 2017 / 12 / 25 - 18:13 )
جميل إنك لم تستخدم لغتنا الذكورية وعملت حسابك وكلفت حالك في أن تجعل كلماتك موجهة للطرفين
وأنا معك وبخصوص نوال السعداوي فعلا جائزة السلطان هي ليست امتيازا لها لكونها لا تهتم بتلك الجوائز وتكرر دوما بأن جائزتها هو التفاف الشباب حولها وتبني أو تأثرهم بافكارها التي غيرت حياتهم
الف شكر

اخر الافلام

.. تشييع جنازة امرأة وطفلة عمرها 10 سنوات في جنوب لبنان بعد مقت


.. د. جمال فرويز استشاري الطب النفسي:فيه أولاد عندها حرمان عاطف




.. إيران توسع حملات الاضطهاد ضد النساء والفتيات


.. د. جمال فرويز استشاري الطب النفسي: في بنات بتنتحر وأولاد بته




.. كل يوم - -تبدأ تقلق لو ابنك ماعندوش مشاعر تجاه الجنس الآخر و