الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


علاء .. 12 .. نَحْنُ ..

هيام محمود

2017 / 12 / 25
الادب والفن


نحن : أربعة .

أنا : ِايلان .
تامارا : العروس وحبيبتي .
جاد : العريس وصديقي .
علاء : صديق العروس والعريس وحبيبي .

المُخاطَبُ : أنتَ , علاء .

..

الزّواج كان مُجرّد مسرحيّة لا غير , تامارا إبنة وحيدة لأبٍ وأمٍّ "تَقليديّين" ويجبُ أن تتزوّج لتُسكتهما لأنّهما حوّلا حياتها إلى جحيم خُصوصا الأب الذي كان يخشى على ثروته فكان اِختيارهُ على "جاد" ابن شريكه وصديقه , قبلتْ تامارا بعدَ أن أقنعتُها بأنّ ذلك الزواج أحسن حلّ لها ولـ "جاد" الذي كان صديقها منذُ أيام الطفولة وهو أيضا مثلها : إبنٌ وحيد ! , الذي تجهله العائلتان "المُتصاهرتان" هو أنّ الإبنة "لا جنسيّة" والإبن "مثليّ" ! ولن يكون بينهما "شيء" غير صداقتهما التي تجاوز عمرها أكثر من عشرين سنة , ولن "يُثمِر" "زواجهما" بَنينًا يخلفون ترّهات الأجداد وثرواتهم لأنّ "الزوجين" يرفضان رفضا "قطعيا" الإنجاب . الإثنان رفضا "الزواج" في البدء وعَلَّلَا ذلك بأنّ "هرسلة" أهلهما لن تتوقّف , فاتّفقتُ معهما أن يقولا في ذلك الوقت بأنّهما وبعد إجراء كل أنواع التحاليل إتضح أنهما "عاقران" ويجبُ أن يكون "الإثنان" "عاقرين" لتتوقّف "هرسلة" الطرف "الغير عاقر" من عائلته التي ( حتما ) ستدفعه إلى الطلاق بحثًا عن إنجاب "الخليفة" و "الخلفاء" .

أب وأمّ تامارا لم يكن حالهما كحال ماما , فرغم الشكوك والحيرة التي كنتُ أراها في عيونهما إلا أنهما لم يرفضا وجودي الدائم في حياة تامارا , كان ذلك غريبا وغير مفهوم بما أنهما "تقليديان" , في بعض الأحيان كنتُ أقول ربّما إستسلما للأمر الواقع خصوصا أن ماما قد كشفتْ لأم تامارا "شكوكها" ومحاولاتها الدائمة التي باءتْ كلها بالفشل .

إتّفقتُ مع جاد أن تكون بدلته بيضاء كلون فستان تامارا , وبالرغم من رفض أمه لذلك إلا أنه أصرَّ على رأيه ولبّى لي رغبتي , كان هدفي مفاجأة تامارا واستفزاز كل ذلك العالم المنافق .. الحقيقة أنّ هدفي الأول كان ماما لأنها كانت "رئيسة" عالم "الشر" ذاك .

منذ مدّة طويلة وتامارا تطلبُ منّي تغيير تسريحة شعري , كنتُ أرفض لأنّي أحبّ "طول" شعري الذي كان طويلا "جدا" وأرفض قصّه , كم تعبتْ ماما المسكينة طوال صغري جرّاء ذلك الشعر الطويل ! لكنّي قررتُ قصّه كما تحبّ تامارا وقد كان ذلك هدية "زفافها" .. إضافة إلى تلك "التسريحة الرجالية" , إرتديتُ بدلة سوداء مع قميص أبيض وربطة عنق سوداء . وكم كان جميلا رؤية هول المفاجأة على كل الحضور عندما وصلتْ سيارة العروسين إلى النزل ؛ كنتَ "السائق" وبجانبكَ جاد وكنتُ مع تامارا في الخلف , وقد مازحتَ جاد طوال الطريق مُتَّهِمًا إيّاه بأنه "يُراودكَ" ليغيظني بما أني "سَبَيْتُ" "زوجته" , كنتُ أجيبُ بأنه يجبُ عليه أن يكافئني على ذلك لا أن يراود حبيبي ! فأنا مَنْ أقنعتهما بـ "الزواج" ليرتاحا من جحيم عائلتيهما .

ليلة "الزواج" , كنّا أنا وتامارا نتصرّف بشكل "عادي" كما لو أنه لم يكن هناك لا زفاف ولا حضور , من ذلك أننا رقصنا معا طويلا إلى أن قدم أبوها وطلب أن يراقصها , لم نفهم وقتها لماذا لكن بعد ذلك فهمنا أن ماما كانت وراء ذلك فقد طلبتْ مِنْ أمّ تامارا أنْ "يُوقف أحد هذه المهزلة" , الأجمل من كلّ ذلك أنّ جاد أمضى جلّ ليلة "زفافه" يُهاتف أحد أصدقائه ولم يكترث لأحد وكأنّ شيئا لم يكن رغم غضب أمه وتأنيبها له عديد المرات .

تلك الليلة ستظل إنتصارا لنا أربعتنا على عالمهم المتخلف المنافق , لا أحد منهم إهتمّ لما نريد "نحن" بل فقط كان سعيهم الدائم وراء ما يريدون "هم" , تامارا لم تُعلمْ عائلتها بلا جنسيتها وجاد أيضا لم يُعلِمْ أهله بمثليته , أنا فقط من تكلمتُ عني وعن تامارا ؛ مرارا وتكرارا فسّرتُ لماما أني لستُ مثلية وتامارا أيضا فلم تفهم ولمّا فقدتُ الأمل قلتُ لها : ماما بما أنكِ لا تريدين أن تفهمي , اعتبريني كما تريدين ؛ نعم أنا "شاذة" بل أنا "الشذوذ" بعينه ! وفي كل الحالات كيفما رأيتِني لن يُغيِّر ذلك شيئا لأنّ تامارا باقية في حياتي إلى الأبد ولا حياة لي دون وجودها .

ليلة "الزفاف" تلك , رأتكَ ماما لأول مرة , في البداية ظنتكَ من أصدقاء تامارا وجاد لكنها عندما سألتني عنكَ وقلتُ لها من تكون فرحتْ , فرحها كان عظيما لا يُوصف عندما أعلمتُها بوجودكَ , المسكينة فرحُها كانَ اِنعكاسًا لأوهامها التي لم تُفارقها يوما وأظنّها لن تدعها في سلام طوال حياتها . ماما لم تستطع أنْ تنسى أنّي أُحبّ تامارا ولَمْ ولَنْ تفهم أبدًا أيّ حبّ هذا .. أظنّها فرحتْ لأنّها ظنّتْ أنّ "القصّة" مع تامارا ستكون "مُغامرة" عابرة وستنتهي الآنَ بعد أن تزوّجتْ "العشيقة" واكتشفتْ وجودكَ . حضوركَ تلك الليلة خفّف عليها وَقْعَ الذي حَصَلَ : شعري القصير لباسي "الذكوري" وما تلاه من "فظائع" الرقص والصّور والغناء و .. كل شيء حَصَلَ ليلتها مع تامارا .

نسيتُ .. بابا !! .. أحسن أب في العالم , بل في كلّ العوالم .. بابا كالعادة "عنده شغل" , كان "مُسافرا" .. بابا كما تعلم لم يتزوّج ماما بل تزوّج طائرة , ولم يُنجب إبنة بل أنجب "صفقة" , مع أنّه يقول لي دائما أني وماما "أهمّ شيء في حياته" .. أظنّه عندما يقول لي ذلك يقصد الطائرات والصفقات دون أن يشعر .. ربّما .. فبعض الظّنّ إثم كما تعلم ..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. حورية فرغلي: اخترت تقديم -رابونزل بالمصري- عشان ما تعملتش قب


.. بل: برامج تعليم اللغة الإنكليزية موجودة بدول شمال أفريقيا




.. أغنية خاصة من ثلاثي البهجة الفنانة فاطمة محمد علي وبناتها لـ


.. اللعبة قلبت بسلطنة بين الأم وبناتها.. شوية طَرَب???? مع ثلاث




.. لعبة مليانة ضحك وبهجة وغنا مع ثلاثي البهجة الفنانة فاطمة محم