الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ليه يا مصري ..

محمد ليلو كريم

2017 / 12 / 27
الصحة والسلامة الجسدية والنفسية


أن تكتب مقالاً على سبيل المغامرة فذلك ما يصعب وصفه أو حمله إلا على سبيل القصص ، والرواية تتطرق للمغامرة وتستخدم تعابير مخيالية ، وهناك كُتّاب ألفوا روايات المغامرة ولاقت رواجاً بين الجمهور لما فيها من جذب للقاريء ، وهذا النوع من الفن الروائي يتطلب إمكانية عالية تتوفر في المؤلف وإلا ستخرج الرواية بلا طعم ، والمقال الذي سنتطرق له مغامرة ، ولكنه لا يرتقي لمستوى الرواية الجاذبة ، بل هو مغامرة بلا طعم ، وكاتبه فقير الحبكة ، فقير لجودة السرد ، وأدعوه للتعلم ، والصبر على التعلم كما يوصي يوسف زيدان ، وأن يقرأ فنون السرد والرواية ، ولا بأس أن يعرج على عزازيل أو النبطي ليتزود .. تزوّد يا صاحبي ، تزوّد ..
نُشِرَ مقال بعنوان ( يوسف زيدان بين البارانويدية والعمالة ) وصاحب المقال أحمد البهائي ، والعنوان عندي عجيب متضخم منتفخ ، مشبع بنظرية المؤامرة التي نخرت عقول مجتمعاتنا وتاجر بها حكام بلداننا ، وما زال كثير من الناس يُقدس النظرية البائسة الفارغة ، ونحن كمواطنين إذ نكتب فلنرتقي وندعو للإرتقاء وتنقية الذهن والجو العام من اقاويل الخرافات وثقافة الخزعبلات ، فكيف لنا أن نتقدم ، ولو خطوة ، ومنا من يؤمن بأن هناك مؤامرة تجمع الإنس والجن وكائنات أخرى لا نعلمها تناصبنا العِداء وتريد اطفاء نورنا وكسر المشكاة .. يسيدي ، هي فين المشكاة ، وريني النور فين ..
يا سيدي ، يا أحمد البهائي ، أنت وفي بداية مقالك تدفع القاريء لإتهامك بما أتهمت به يوسف زيدان ، بالبارانويدية ، وقد جاء في مقدمة المقال : ((وجهت السفارة الاسرائيلية في القاهرة، ثناءها وشكرها للكاتب يوسف زيدان، بعد تصريحاته المثيرة للجدل عن القدس )) يا صاحبي لاحظ أن السفارة في عاصمة دولتك ، في القاهرة ، أي إنها داخل سيادة مصر ، الدولة ، وهذه مغامرة منك تُحسب ليوسف زيدان ، فأن تتحرك سفارة اسرائيل أو أي سفارة وتشيد بموقف أو حديث لمواطن مصري وترى إنه تصرف إيجابي فلصاحب الموقف تُحسب نقطة ايجابية ، ولك تُحسب نقطة سلبية ، أو هو موقف الذي تعود الخوض في بحرٍ لُجّيّ ( يَغْشَاهُ مَوْجٌ مِنْ فَوْقِهِ مَوْجٌ مِنْ فَوْقِهِ سَحَابٌ ظُلُمَاتٌ بَعْضُهَا فَوْقَ بَعْضٍ إِذَا أَخْرَجَ يَدَهُ لَمْ يَكَدْ يَرَاهَا وَمَنْ لَمْ يَجْعَلِ اللَّهُ لَهُ نُوراً فَمَا لَهُ مِنْ نُورٍ ) ..
أنت مصري مقيم في هولندا ، في بلد الزهور ، والجمال ، والرُقي ، ولا أحسبك نهلت الكثير من الزهور والجمال والرُقي ..
جاء في منشور السفارة على الفيس (( ان جذور الحروب بين الطرفين تعود الى المتطرفين .
ولا شك ان الرسالة التي يحملها تفسير الكاتب زيدان بضرورة نبذ ثقافة الكراهية بين الطرفين ، هي رسالة مهمة في نظرنا وأن التعاون بين اليهود والمسلمين من شأنه ان يعود بالفائدة على المصريين والإسرائيليين على حد سواء ، خدمة لأبناء الجيل الصاعد لدى الشعبين )) ويُعقّب أحمد البهائي على هذا المنشور : (( التفكير البارانويدي وهو مرض نفسي خطير مُزمن ، . . . ، يوسف زيدان البارانويدي... )) !!!!!!!! .. وهل نبذ ثقافة الكراهية والتطرف يدل على مرض نفسي ، بارانويدي !!!!!!!!! ..
يوجه كاتب المقال تهمة العمالة للدكتور يوسف ، ويشخص حالته بالبارانويدية ، أي إنه يعتبر الدكتور عميل ومريض نفسي ، وهذا تشخيص طبي يضاف له تقرير مخابراتي ، فهل كان السيد أحمد البهائي طبيب نفساني وضابط مخابرات ، يجمع بين إختصاصين ؟..
لطالما تحدث الدكتور عن وعي المجتمع وضرورة إعادة كتابة التاريخ أو تنقيته ، وأنا حين قرأت السطور الأخيرة للمقال تأكد لي عمق التخريب الذي طال وعي الأفراد في مجتمعاتنا ، وحجم السوداوية والغل الذي يستعر في الصدور .. يقول كاتب المقال : (( يجب وقف هذا يوسف زيدان لانه خطر بل اخطر من الخطر ما يقدمه من سموم ليس تنوير كما يدعي بل تضليل وتخريب )) وأعتقد أن كاتب المقال أفصح عن غدة المخبر المترسخة في عمق الوعي المخرب ، الوعي الذي يقود صاحبه وله السطوة على الفكرة والسلوك ، فيدعوه دوماً للتعامل مع الآخر المختلف بنزعة الإلغاء والشطب ، ولا مجال لحوار أو نقاش أو زعل فكري ، بل رغبة جامحة بإعدام الآخر وجوداً وفكراً .. ليه يا مصري .....








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. حماس: تلقينا رد إسرائيل على موقفنا حول وقف إطلاق النار وسندر


.. كارثة غزة بالأرقام.. ورفع الأنقاض سيستغرق 14 عاما | #سوشال_س




.. قوات النيتو تنفذ مناورات عسكرية متعددة الجنسيات في سلوفاكيا


.. طلاب جامعة كاليفورنيا الأمريكية يقيمون مخيم اعتصام داخل حرم




.. رئيس سابق للموساد: حماس متمسكة بمطالبها ومواقفها ?نها تحررت