الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ثلاثة رسائل

نادية خلوف
(Nadia Khaloof)

2017 / 12 / 30
الادب والفن


قصّة من تأليف : Nels Schifano
ترجمة : نادية خلوف
عندما كانت عائدة من السفرٍ كان الفصل خريفاً، على الرغم من أنّ رحلةَ ما بعد الظهر تبدو ظاهرة للعيان بتحرّكها البطيء وأضوائها الحمراءَ التي تظهرُ من خلال الغيوم الكثيفة العائمة وتنخفضُ تدريجياً على ماسحات السيارة . نزلت حالما توقّفتْ وعمّ الظلام ، والتفّ الصمتُ حولها ،بدأت تسيرُ، كان على رأسِها قلنسوة، مطرقةَ الرأس، تشعرُ أن مقابض الحقيبة التي تجرّها كالقالبِ بين أصابعها، تدورُ الحقيبة كما لو أنّها ستقصّ ساقها . كان الرصيفُ سميكاً مملوءاً بالأجزاء البنية المتخلّفة عن الأوراق الساقطة من الأشجار، ورائحةٌ نيران تفوح على كلّ الجهات، ضبابٌ خفيفٌ يحيط بأضواء الشارع ينبثقُ عنه ما يشبه الغاز الأصفر ،لا أصوات ،لا حركة . تتراجع السّيارات ببطء عن بقعة المياه القذرة . توقفتْ عند بوّابتها غير راغبةٍ بكسرِ السكون من خلالِ صرير المفتاح، كما أنه لم يحن وقت الشاي بعد. تبدو المدينةُ غارقة في النوم .
عند المصطبة التي تقعُ قبل الولوج إلى المنعطف النازل في الطريق المتعرّج الذي يقود إلى أسفل التل و من ثم يختفي في الضباب . انحنت لتلقي نظرة على الأرصفة، كانت متيقنة من حفيف الستائر على نوافذها أنّها مغلقة تماماً ، تبدو رؤوس الأحجار قد استحمّت بالنور الرمادي الذي يظهرُ من التلفزيونات، رفوف البلاط مكسور، والأطباق اللاقطة ،النوافذ البارزة، وكل هذه الفوضى المتراكمة من المزاريب والمناور، جعل بيتها يبدو للحظةٍ غريباً .غرفة بسيطة في هذا الهيكل الضخم .
وضعت المفتاح في القفل وأمالته إلى الزاوية التي تستطيع من خلالها فتح الباب، وحالما أغلقت الباب خلفها توقفت في الداخل .لامست يدها مفتاح الكهرباء . الضوء الناعم أشعرها بدفء الجدران الداخلية . كانت مغايرة للأسطح الداكنة الموحلة في الخارج . حسّنت جارتان مسنتان جوانب المنزل. وستسمع في الحال صوتاً مثيراً يريحها من الغلايةِ يدخلُ بنفسه إلى الحياة .
أبقت ذهنها منصرفاً إلى التفاصيل السعيدة في عودتها إلى المنزل. سارت عبر الغرفة إلى المطبخ، ورفعتِ الحقيبةَ التي كانت تجرها إلى الأعلى . أخذت الغلاية، وبينما لا يزال معطفها عليها وهي تقف في وسط الغرفة ، بينما تسمع صوت الماء الغالي، وتشعرُ أنّ المنزل قد استعد لحضورها عادت اليوم كما كانت فيما مضى .تشعر في بعض الأحيان بالانقباض . تنام الأشباح التي كانت تجري في الغرف الآن بعد أن عادت مرغمة إلى الجدران بينما لا يزال سكان المنزل يتحركون، مع بقاء جيوب من الزمن في الزوايا المغبّرة، قطرات من الدموع الزرقاء على جدران غرفة النوم . الألوان المائية وعصا رجل خلف الخزانة، شقٌّ في المرآة ، وحفرة على الطاولة . مرّت كلُّ هذه الأشياء بلحظةٍ ، وحفرت معالمها في عالمها الطبيعي تشبه الأصوات المضغوطة في فلينة .
بدأ البخارُ يرتفعُ بشكلٍ عموديّ إلى السقف ، يغيّرُ اتجاهه ، وكأنّهُ عارفٌ مكانَ خروجه، كانت تستطيع أن ترى الخطوط العريضة للحديقة الضيقةِ عبر النافذةِ، وترى الأشكال الرمادية الصدئة الغير واضحة تتسلّقُ السياج ، وتخيّم على كومة السماد على جانب واحد من السياج المهلهل .كانَ هناك طريق يترنّحُ ، ثمّ آخر، وفي حين يمكنُ تمييز خطٍّ مستقيمٍ من ستّةِ أقدام عليه لوحات على الجانب الآخر. كيف يمكنُ وضع مزيدٍ من التدابيرِ لمنعِ القطط من الوجودِ هنا ؟ "ربما حقولُ الألغام ، والأسلاك الشائكة " حيث يمكنها الاستلقاء خلف الأسلاك بدا لها كما لو أنّ بعض الأفكار قد استدعت "راحيل " القطة التي ظهرت بعيونها الخضراء، وذيلها المتحرّك على حافةِ النافذة تموء بصمتٍ، وهذا ما جعلَ الدوائر تتكاثفُ في ذهنها. ابتسمتْ لها و لم تكن قد أغلقت البابَ. حشرتْ القطة نفسها فيه ،وطبعتْ بأقدامها ومخالبها الموحلة على أرض المطبخ المغبرة . كانت الغلاية تعملُ ، ويتصاعدُ منها البخار وظهر الرذاذ على جوانبها، ثم اهتزت و بدت غير قادرة على احتمال الضغطِ داخلها ، توقفتْ بشكلٍ مفاجئ ، استقرّت على الأسلاك واستدارت .
وصلتْ إلى أعلى الخزانة . انحنتْ على خزانة الأكواب . توقفتْ . وارتبكت للحظةٍ لعدد الأكواب والأباريق الموجودة وأنواعها . ظهروا لها ثانية . لماذا لديها الكثير ؟ من أين أتوا ؟ تنهدت وكأنّها تعيدُ حساباتها . وسحبتْ من بينهم كوبها الذي كان بحجم عادي بمقبض لونه أزرق فاتح مصمّم عليه " ثلاثة رسائل مزركشة بالذهب . إس يو إي ".
خلعت معطفها وألقته على ظهر كرسي المطبخ المصنوع من شجر البلوط ، وجلست على الكرسي. أخرجت قدميها من الحذاء، ورفعتهما على المقعد من الجهة الثانية للطاولة .فوق الرفوف لوحاتٌ مزخرفةٌ معلقة بالأسلاك. كوب تشارلز وديانا " أكثر الأكواب الموجودة " مجموعة الصور تظهرُ إما أطفالاً يبتسمون ويشاغبون ، وإما عابسون بتحدٍّ " والكلّ على وشكِ البكاء " وحالما رأت صورَ العائلة الفتية بدأت تتكشّف لها ببطء صورة تلك المرأة الخائفة .
يوجد صوت مفاجئ هو صوت تصريف المياهِ في مكانٍ قريبٍ حيث ينزل الماءُ إلى بالوعةٍ ، أو ربما إلى تنظيف مرحاض، أو قد تكون غسالة تفرغُ المياه من داخلِها . أدركتْ أن قهوتها قد أصبحت باردة. ذهبت إلى البالوعة ورمت بماء القهوة الساخن فيها . محدّقة إلى الظلام في الخارج . استمعتْ إلى صوت انفجاراتٍ متتالية قادمة من شبكة الأنابيب . كانت الحديقةُ المظلمةُ تستحمُّ بضوء أصفرَ يخيّمُ عليها . نظرتْ إلى المرأة التي تنظّفُ فنجان الشاي من الداخل بالمنشفة ، وتعيد ذلك مراراً .من تكونُ تلك المرأةُ البائسةُ ؟ ولماذا تبدو بائسة إلى هذا الحد ؟
نفضتْ ثيابها وسحبتْ من سيجارتها نفساً. عاد ذهنها بعيداً إلى الماضي حيث الوقت الضائع وهذا ( هو الوقت الذي يتدفقُ من الفجوات بين الأشياء التي كانت من صنعها ) .ألا يعني أنّ إضاعةَ دقيقة واحدةٍ كإضاعةِ ساعةٍ ؟ وإضاعةَ ساعة تعني هدر للأيام؟ أين يمكنُ أن تكون الآن لو لم تفعل هذا ؟ تصنعُ الشاي ، تنتظر في الاختناقات المرورية، تقرأ الصحيفة المحلية . تقف في الطابور أمام السوبر ماركت .كان من الأفضل تجنب ذلك ،عليها أن تفكر بحياتها لتتخلص من هذه اللحظات .
فتحت حقيبتها ، وأفرغت أشياءها. وضعت الحليب بعيداً . . البرتقال ، البسكويت ، وطعام القطة ، وبعد جهد استطاعت أن تضع قطعتي البيتزا في الثلاجة المزدحمة بالأشياء ،سقطت بعض شظايا الجليد على الأرض .
وضعت المجموعة الزائدة من الأكياس في حقيبة في أسفل الخزانة على أن تهتم بأمرها فيما بعد ،عندما فتحت الخزانة انزلقَ تجاهها كيس بلاستيكي أبيض ووقع ،الحقيبة الوحيدة أحيتْ لديها الشعور بالحرية ، وخزها النسيم الذي دخل من الغرفة . تتبعت بعينيها رفّ التوابل ، وعلبة الخبز حتى أنّها أمسكت بزجاجة زيت الزيتون .
لا يوجدُ آثارٌ تدّلُ على مرورِ أقدام على مقاعدِ البلوط . اكتشفت ذلكَ بينما كانتْ تنظّفُ بشكلّ جاد في عام جديد . وتحتَ حافّة المقعد ، وجدت قصّاصة صدئة لا يمكنُ أن تقصّ حتى ظفرين .أثمر عملها أخيراً، وأثارها أمرٌ في تلك الظلمة. اكتشفت مكاناً مجوّفاً ،و على الرغم أنّ قلبها كان يضرب للحظاتٍ وملأ المكان عندما رأته . لكن لا شيء مثير سوى كومة من الصحف القديمة التي لا يمكن تنظيفها .. قررت أن هذا هو المكان المثالي لتخزين مناشف ومفرش الشاي، والمائدة ، ثمّبدأت تدخل الفراش حيث يوجد وسادة وبطانية من نوع مختلف . إنه من المضحك حقيقة أن لا أحد غيرها يعلم بوجود هذه الأشياء " هل عليها أن تضع جدولاً لتغيّر السرير؟ "
عندما تكونُ وحيدة في المنزل تفكّر أنّه لها، وعندما فتحته . شعرت بأن طفولتها المثيرة تتدفق إلى وجهها ، وأنّ أصابعها وقعت على طبقات مطوية من القطن الناعم ، تبحثَ عن البرد القارص من خلال لمسِ علبة مصنوعةٌ من القصدير تشّع.
وضعت العلبة على الطاولة ، كانَ في داخل العلبة ميدالية تخصُّ القوات الجوية البولندية وهي عبارة عن قطعة نقود تذكارية، وحصاة مأخوذة من شاطئ إيفرا كمب تعود لعام 1978 " هل يمكن لها أن تتذكر ذلك اليوم الحار الثقيل ، أم تحتاجُ إلى برهان من حصاة الشاطئ لتقولَ لها : أنّها كانت هناك ؟" اختارت أن تشتري الحاضر، وفي داخل حقيبة مطوية بعناية. ثلاثةُ مغلّفات. تمعّنت في أرجاء الغرفة. في مكان ما من الجدار . داخل أنبوب . تبدو فوهته ظاهرة في الحائط . أخرجتْ المغلّف الأعلى .
على الطابع البريدي الملوّن صورة ظبي يقفزُ كما تفعلُ الظباء عادة، عليه ختم بريديّ أسود . الورقة التي في داخله كانت سميكة ، مائلة إلى الصفرة . عليها في الأعلى كتابة بالأزرق، وعلى اليمين تاريخ يوليو 2000، وحالما وقعت عينيها على الصفحة ، لاحظت أنّها غير مفهومة كثيراً ، وقد اختلطت ببعضها ، تيبست كما لو أن الرطوبة قد أصابتها ثمّ جفّت.
قد يكون هذا مفاجئاً لو وصلت هذه الرسالة لكِ. أتذكّر عنوانك بالطبعِ ، لكنّني فوجئتُ أنّك ربما تكونين قد غادرت، ولا أعرفُ بأيّ حال كيف أتجوّل هنا ، لذا ربما أكتب هذه الرسالة إلى نفسي .
بدأتُ بالكتابة الآن، لكنني لا أعرفُ ماذا أريد أن أقولُ حقيقةً ، أعتقدُ أنّه مجردُ فعل الكتابة هو المهمّ عندي كي أشعر أنني على تواصل مع الأشياء فقط ، وأعتقدُ أيضاً أنّ وضع قطعة فارغة من الورق في مغلّفٍ تبدو غريبة بعض الشيء .
لا أحتاجُ أن أسأل كيف تجري الأمور معك . يبدو أنّك عملتِ عليها كثيراً وكانت كما خطّطتِ لها ، مع هذا لاازلتُ أتمنى لكِ الصحة ، والسعادة .
أخشى أنّني لم أفعلْ شيئاً مثيراُ لأخبرك به . يوجدُ هنا . فقط سلسلة من الأعمال المملّة التي لا تنتهي ، وهناك سحب من الذباب التي ترتفع من النهر وتجعل كلّ شيء أصعب بشكل مضاعف ، لكنْ في هذا المساء عندما كنتُ أغسلُ ملابسي وأجفّفها نشأ لدي شعورٌ مفاجئ بالرضا . من الغريب أنّهُ بعد خمسة شهور من العمل والقلق يحلّ بي الهدوء .كما لو أنّه ترحيبٌ غير متوقع بي، يشبهُ صوت عربة من الجليد تمشي بين الأدغال.
بينما أكتبُ هذه الرسالة أعتقدُ أنني أفعل ذلك لأنّها ربما تذكّرني بصيف إنكلترا ، وربما هي صوتُ النّهر في الليلِ . لكنّ عقلي عاد مرة أخرى إلى المكان في وقتِ ما بعد الظهر حيثُ كنّا نجتمع . يستمع للقمر الوردي لي وللسيدة . هل يمكنُ لك أن تعودي لتتذوقي طعم الخمر الرخيص ، ومن أجل الشعور بالعشبِ بين الأصابع، والعالم الذي كان ينعكسُ متلألئاً ؟
كل اختفى هؤلاء الناس؟. كيف يمكنُ معرفة أين هم . ربما فقط من خلال أصوات ضحكاتهم .
أخشى أن أكون قد قمتُ بإيذاء البيئة من أجل اسمك في إحدى المرات عندما أخذتُ مطواةً إلى الصّفصافةِ التي كنّا نجلسُ قربها، وحفرتُ اسمك عليها . أستطيع أن أتذكّر تساؤلي يومها فيما لو كان لحاؤها سينمو ثانية . إن لم تستطيعين العودة في إحدى نهايات الأسبوع أعتقد أن الأمر سيكون مختلفاً، لكنّني أعرف أنّ اسمك سيكونُ هناك في ذاكرة الشجرة .
أعادت طيّ الرسالة عن طريق تمريرها على شفتها العليا. يأتي صوت دقات السّاعة من الغرفة يبيّن أنّه مضى ربع الوقت .إنها لحظة سكون ومماطلة بالوقت قبل أن تكمل الساعةُ دقاتها .
نظرتْ إلى الرسالة الثانية وعندما سحبتها بأصابعها . بدتْ صورةً مظللة وكأنّها للملكة الفضية، الرسالة مكتوبة على ورقة بيضاء رقيقة جداً وفيها ظلال تبين التاريخ بالأزرق أبريل .1976
هل أذكر ما بعد ظهر سبتمبر عندما قابلتك أوّل مرة ؟ هل تتذكرين النعاس والنوم و تأثير تلك الأصابع المنومة على جفونك. أعرفُ أنّ هذا حدث لأنني استيقظتُ في مرحلة ما .
بعضُ الأمور واضحة كبقايا حلم سقط . المحادثةُ في الهاتف ،عيد الفصح . كنت أعمل في متجرٍ مغلق وكنت في مكتب الفرز كرهتُ ذلك . قلتُ لك أنّ الوقتَ يمرُّ ببطء شديد . قلت لي: لا أهتم لأنه في النهاية سيمرُّ. لم يكنْ هذا في المرة الأولى التي تركتني فيها .
قلتَ لي: أن أذهبَ وأبحثَ عن السعادةِ، وأعودُ ببعضها لو وجدتها، لكنكِ لا تملكين بنكاً للسعادة، ولا يمكنك الاحتفاظ بها إلى وقت الحاجة ، ولا يمكنك حتى منحها لأحد. فقط لأنها موجودة لديك .
اعتقدتُ أنّه من الممكن أن أشاهدَ النّهر يتدفق كما في الماضي و يحمل معه زنابق الماء . وصلتُ بعدها إلى أيّام بدأت فيها الليالي تفسحُ المجال بلطفٍ للأيام . كنتُ أعتقدُ أنّه عليّ إسقاط اهتمامي عندما أخزّن الأسف، الآن أصبحتُ أعرفُ أنّ القراءة هامة . يعني الحلم النوم والتفكير باللاشيء . عندما أستيقظُ أجدُ أن أفكاري كلها قد أعطيتك إياها .
أسمعُ صوت قفز القطة في جحرها تروحُ وتجيء وهي مصابة بالضغط النفسي ، أشعر بها وهي تمزّق بمخالبها لفائف القطن .
هذا الظلّ الذي ترينه ليس للملكة . إنه نهرو . رأسه الأبيض على خلفية برتقالية اللون ، وقد دمغ بالختم في زاوية غير مناسبة " لكنّ الدمغة بقيت عالقة بعد كل هذا الوقت " كان يحدّقُ إلى الأسفل. الرسالة نفسها كتبت على ورق طفل في المدرسة . حالما لحظت عيناها التاريخ نوفمبر 1968 وآثارت البقع الصفراء تساءلت . من هم . هل كانوا يبدون دائماً هكذا ؟
لازلت لا أصدق أنك قررت الذهاب . لماذا تعودين إلى الأيام الرمادية ، إلى القذارة ،الضجة ،الضوضاء ؟ لديك متسع من الوقت لفعل هذه الأشياء .عمر كامل . أعلم أنّك تطاردين حلمك . لكنّ الحلم مختلف وأعذب هنا.
منذ أن تركتني أشعر أنني أمتص أشعة الشمس والسكينة . انتقلنا إلى أقصى الشرق حيث الأرض ضاربة إلى الحمرة . نصنع الطعام . شاهدنا اليوم مجموعة من الأمريكيين، استطعنا أن نركب على سطح مركبتهم . ساعدناهم في جمع الحطب. يقولون أن هناك رجلاً يبيع الخرز الذي كنت تريدينه أمام كوخه الذي يبعد ثمانية أميال عن الرمال البيضاء
أكتبُ ذلك مع ومضٍ يصلُ إليّ بالأسود والبرتقالي . هذا هو الوقت المفضّلُ للقراءة والحديث . العالم يذوب في الكلمات ، مع أنّ العبارة قد تكون جميلة جداً عليّ أن أدور قليلاً لأسمح لها بالاستقرار. واحدة من الأمور التي تجعلني أفكّر فيك هي : " أن تفعلي الأشياء التي تودين فعلها . وتجعلك سعيدة " تقنية التبريد تجعل الثلاجة تهزّ ، ثم تصمتُ . ، هي تدركُ أنّها غير متيقنة من تلك الضجة، في غياب ذلك التيقّن يطرحُ الهواء في المنزل نفس السؤال :كيف ستكون حياتها لو تمكنت من إرسال واحدة منهم ؟ لكنّ الهواء لا يجلب جواباً ، يعود إلى مكانه بتكاسل.
في الوقتِ الذي ستنهي فيه هذه الرسالة ، وتضعها في المغلف في الحقيبة وتعيدها إلى علبة القصدير وتعيد العلبة إلى مكانها . ستغطيه بطبقات من الثياب وتجلس تراقب للحظة . لكنّها جلست للحظة الآن. ضجيج صوت أنفاس القطة يملأ المنزل .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ظافر العابدين يحتفل بعرض فيلمه ا?نف وثلاث عيون في مهرجان مال


.. بيبه عمي حماده بيبه بيبه?? فرقة فلكلوريتا مع منى الشاذلي




.. ميتا أشوفك أشوفك ياقلبي مبسوط?? انبسطوا مع فرقة فلكلوريتا


.. ياحلاوة شعرها تسلم عيون اللي خطب?? يا أبو اللبايش ياقصب من ف




.. الإسكندرانية ييجو هنا?? فرقة فلكلوريتا غنوا لعروسة البحر??