الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لاحبّ أسمى من حبّي

نادية خلوف
(Nadia Khaloof)

2018 / 1 / 6
الادب والفن


تنتطر الحكايات خلف التّل القريب حيث كانت قصّة حبّي الخجولة
تصدح موسيقى من بين القصب حيث يقيم حبيبي في عمقه ويصنع في كل يوم ناياً
أنظر إلى الشمس الغاربة حيث النهايات صفراء اللون
أكتب وصيتي. أتبرّع بجميع ما يصلح من جسدي
لا بأس أن تحرقوه ، وأن لاتضعوا شاهدة على قبري
قلت مثل هذا الكلام في عمر المراهقة، تخيّلت كم سوف يكون بهيّاً أن أموت، وأتوارى عن الأنظار، تسمع روحي الأخبار عنّي . كنت أبكي بينما يحملون جثماني على أكّفهم تجاه المقبرة.
بكيتني كثيراً عندما وقعت في الحبّ، ومسحت دمعي بنفسي، حيث كانت القصّة تأليفاً، وإخراجاً لا تستحق الكثير. أعطيتها دفعة على الحساب، أصبحت قصّة من التاريخ، تشبه قصة التاريخ العربي.
عندما أتحدّث عن قصّة حبّي أرغب أن تتوقف الأرض عن الدوران، وأتذكر الحديث " لا صوت يعلو فوق صوت المعركة" نظرت إلى العالم من قرب التّل بينما كنت أمارس الحبّ عن بعد مع الكلاب الشاردة التي لا تخجل من الجنس. نظرت في عينيّ كلب، وقلت له لا حبّ أسمى من حبّي، قال بصوت خفيض عو، ومضى في سبيله.
تتوق روحي إلى الانعتاق من هذا العالم، وأنتشي بحبّي " الرّقيع" الذي كان ضرباً من الكذب الجميل، نكذب الكذبة، ثم نصدّقها، كتبت أشعاراً لما وراء التّل حيث يرعى قطيع الأبقار، تخيلت فارس أحلامي، رأيته بأمّ عيني، استوطنت في المستنقع، فالحبّ يفعل المعجزات، ومن تلك المعجزات أن أستطيع أن أقضي ليال السّبات في مستنقع قرب سفح التل الشرقي.
أُحبّني. نعم، جميعهم يغارون عندما أكتب القصيدة حول حبّ نشأ قرب المستنقع.
غمرتني نشوة عارضة اليوم، وذهبت إلى طريق الكلاب. ابتسم لي-أعني أحد الكلاب- قلت له: أنا أفضل منك، وحبّي أرقى من حبّك. احمرّ خجلاً، رقصنا رقصة التوتو، مشينا على أربع، وصلت إلى بلادي. عرفتها من رائحتها، تجسّد الكلب في شخص أمير، وقال لي: صرعتينا بالتغني بحبّك، وبوطنك. شمّي ما شئت من الرّوائح ، أمّا أنا فسوف أغادر، أدار ظهره لي. حتى الكلب لم يقبل بي رفيقاً. الخبر الجيد أن الكلب هرم، ليس له أسنان تعرّفت على ابنه، كنت أحضنه على مرأى من العالم بينما ينظر إلى الأفق متفاخراً بنفسه، وكيف وقعت في حبّه من طرف واحد هو طرفي، وكتبنا قصّتنا على مساحة الوطن أنا وحبيبي ابن الكلب الشّاب، لكنّ هذا أيضاً مشى، فلا الكلب، ولا ابنه لم يقبلا بي معشوقة. أبحث الآن عمّن يرشّح لي من يقبل بحبّي، فقد أقمت منذ أن تركاني على أبواب اللئام، وانتقلت إلى باب الله، وقد نلت شهادة في التسّول مع الكلاب، ولا حبّ أسمى من حبّي. . .










التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الفنانة دينا فؤاد لخالد أبو بكر: تكريمي من الرئيس السيسي عن


.. كل يوم - الفنانة دينا فؤاد لخالد أبو بكر: نفسي ألعب دور فتاة




.. كل يوم - دوري في جمال الحريم تعب أعصابي .. والمخرجة قعدتلي ع


.. كل يوم - الفنانة دينا فؤاد لخالد أبو بكر: بنتي اتعرض عليها ب




.. كل يوم-دينا فؤاد لخالد أبو بكر: أنا ست مصرية عندي بنت-ومش تح