الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


إعلام النظام

حنان محمد السعيد
كاتبة ومترجمة وأخصائية مختبرات وراثية

(Hanan Hikal)

2018 / 1 / 6
مواضيع وابحاث سياسية


يشكو إعلاميو النظام في الوقت الحالي من إنصراف الناس عنه إلى القنوات المعارضة، بعد أن فقد مصداقيته لديهم وأنه لم يعد قادر على إحداث أي تأثير عليهم وقد يجعلهم ذلك عرضة لأن يلقى بهم بعيدا ويفقدون المزايا التي يتحصلون عليها من مال وحماية في الوقت الحالي كما حدث مع بعض من سبقوهم.

ويطالب البعض بفتح المجال أمامه لنقد السلبيات وإستضافة شخصيات معارضة، وهو إعتراف رسمي منهم بأنهم لا يملكون قرارهم ولا يستطيعوا التصرّف من تلقاء أنفسهم ولا يملكوا حق النقد أو إستضافة من يرغبوا في إستضافته، وإنما هم مجرد أداة يتم الدفع بها على الشاشات لقول ما يريد العسكر قوله.

والحقيقة انني أشفق على هؤلاء فهم مهددون بفقد أعمالهم إذا لم يكن لوجودهم التأثير المطلوب على الناس والقدرة على غسل أدمغتهم وتزيين الباطل لهم، ودفعهم لكراهية الأشخاص الخطأ ورؤية إنجازات ليس لها وجود، ومهددون أيضا بفقد أعمالهم إذا ما تجرأ أحدهم وحاول التحلي بشئ من المهنية والمصداقية وبدأ – لا سمح الله – في قول الحقيقة وإنتقاد الحال البائس الذي وصلت إليه مصر على يد النظام الحاكم.

إذا فالمعضلة جد كبيرة، فوجودهم قائم على الطاعة وليس الكفاءة وهو المعيار الوحيد المطلوب حاليا في كافة الوظائف والمناصب في مصر، عليك فقط أن تكون مطيع تحترف النفاق لا تتوقف عن التطبيل والتهليل ليل نهار وحتى في أحلامك إذ أن المخبر الموكل بك لن يتركك تنام هانئا إذا حلمت بأنك إنسان رأيك من رأسك، وعملك ومؤهلاتك هي معيار تقدمك.

إن أي شخص لديه شئ من كرامة أو موهبة أو يتمتع بالمهنية لن يقبل بأن يكون أداة في يد هؤلاء لتطويع المجاميع وغسيل أدمغتهم، فأي شخص لديه مثل هذه الأمور سيغامر بسمعته ومصداقيته إذا إنضم إليهم وخاصة في عصر السماوات المفتوحة.

إن النظام بما لديه من موهبة محدودة وإمكانيات عقلية متواضعة لا يعي مسألة هي غاية في البساطة ألا وهي أنك لا يمكن أن تقنع إنسان يحترق بنار الغلاء ولا يجد عمل مناسب ولا خدمات معقولة ويرى البلد غارقة في الديون لا تنتج وليس بها تعليم ولا رعاية صحية ويستولي على ثرواتها قلة من المنتفعين، أن الرئيس الحالي والحكومة الحالية حققوا إنجازات غير مسبوقة في التاريخ المصري.

ومهما كذبت عليه وأسمعته حديث الإنجازات ليلا ونهارا لن يصدقك، فهو ببساطة "يحترق" ولن يمكنك إقناعه بأنه يرفل في النعيم، اللهم إلا إذا فعلت به ما تفعله في المعتقلين لديك من تعذيب وقهر وتنكيل حتى يعترف لك بأي شيء، وهو أيضا ما لا يمكنك عمله بما لديك من إمكانيات للشعب بأكمله، فليس من المعقول أن تعلق مائة مليون إنسان من اقدامهم وتعذبهم وحتى يروا إنجازاتك!

إنني أجزم أنه لا يوجد شخص يمكنه أن يقول بضمير مرتاح أننا نعيش في دولة وأن هذه الدولة على طريق التقدم والتطور اللهم إلا إذا كان من عصابة المنتفعين التي باعت الغالي والنفيس لقاء مكاسبهم الحرام وعلى حساب شعب ضاع مستقبله وتاريخه، فلا يوجد بلد ينهض بدون تعليم وإنتاج وبناء للإنسان قبل رصف الطرق وبناء الكباري والأنفاق، لا يوجد بلد يمكنه أن يستمر وهو يحكم بالبلطجة بلا قوانين ومن يملك القوة والنفوذ يمكنه أن يفعل فيه ما يشاء.

إذا أردت إقناع أحد بإنجازاتك فإما أن ترشيه بالمال والمزايا أو تأخذ عليه ملفات إجرامية وتهدده بها، أو تعلقه من رجليه وتعذبه وحتى يرى إنجازاتك، فلم يبقى هنا مغفلين.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. رفح: اجتياح وشيك أم صفقة جديدة مع حماس؟ | المسائية


.. تصاعد التوتر بين الطلاب المؤيدين للفلسطينيين في الجامعات الأ




.. احتجاجات الجامعات المؤيدة للفلسطينيين في أمريكا تنتشر بجميع


.. انطلاق ملتقى الفجيرة الإعلامي بمشاركة أكثر من 200 عامل ومختص




.. زعيم جماعة الحوثي: العمليات العسكرية البحرية على مستوى جبهة