الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الصفحة الثانية للإرهاب

واثق الجابري

2018 / 1 / 12
مواضيع وابحاث سياسية


ودع العراقيون عام 2017م بإنتعاش الإنتصار على داعش الإرهابي، ووصل الى مرحلة من أكثرها تماسكاً بعد ثلاثة سنوات من الإستنزاف، وأصبحت الدولة أكثر عقلانية وإنفتاحاً محلياً وخارجياً، وأثبتت قواه الأمنية السيطرة على الأرض، وقلت المخاوف الإقتصادية من القروض الدولية، مع تحسن أسعار النفط بإتفاق المنتجين على خفض سقوف الإنتاج، وزادت المشاعر الوطنية والحاجة لبناء الدولة، وإزداد النزوح بالإتجاه العكسي بالعودة الى المناطق الآمنة بعد تطهيرها، وهذا لا ينفي تحديات جمة، بعد القضاء على الإرهاب، ينتظرها العراق مطلع عام 2018م.
تكمن التحديات بطرح الحكومة والأوساط السياسية والشعبية، الى الحاجة للإستقرار، الذي لا يرتكز على منع الخروقات الأمنية وتأمين الحدود والعمل الإستخباري فحسب.
عملت داعش طيلة السنوات الثلاث المنصرمة، على إستراتيجية الدمار الإنساني والعمراني، وسبب نزوح ما يزيد على خمسة ملايين مواطن، وإيقاف العمل بمشاريع بقية المحافظات، وحسب آخر التقارير عاد أكثر من 50% من النازحين الى ديارهم، فيما عاد من تكريت 90% و75% في الفلوجة، و75% من الرمادي وهناك خطط قريبة لإعادة 85% من النازحين عبر توفير الخدمات الأساسية، وعملية الإعمار تحتاج لسنوات وأموال طائلة، ومسح ميداني.
عدة تحديات تحتاج لمعالجات، والمهم منها تفاصيل إنسانية، وما يتعلق بالآثار الإجتماعية والنفسية في مناطق كانت تحت سطوة داعش، و مع الأخذ بعين النظر الحاجة للتسويات السياسية وخطط تنفيذ المصالحات المجتمعية في صلاح الدين والأنبار وسهل نينوى، وإزالة آثار هجمة بربرية دمرت مدناً بكاملها، وخلفت عشرات المقابر الجماعية وآلاف الضحايا، وصل الى 125 مقبرة بين القاعدة وداعش من عام 2003م، وسبايكر لوحدها تضم 14 مقبرة جماعية والأرقام قابلة للزيادة.
إن التحديات لا تتوقف بفرض الأمن وإزالة آثار داعش، بل هناك تحديات معقدة وغاية الخطورة تحتاج لحلول إستراتيجية جذرية، وفي أكثر من مناسبة أشارت الحكومة الى معركة قادمة ضد الفساد وإعادة الأموال المنهوبة، وربط رئيس مجلس الوزراء علاقة الفساد بداعش، وأن الحرب على الأول لا تقل ضراوة، وراهن على كسبها مثلما كسب العراق المعركة ضد الإرهاب، وتبقى أزمة الكورد مع الحكومة بحاجة لحلول، وحاجة إعمار كل مدن العراق المتوقفة عن المشاريع، والقطاع الزراعي والصناعي والعاطلين والخدمة؛ تحديات هي الآخرى.
بناء الدولة لا يرتكز على الأمن، وبعض من التحديات المذكورة سبب للتراجع الأمني والتنازع السياسي والإجتماعي، ومن بينها تنفذ التدخلات الخارجية.
القضاء على الفساد، صفحة ثانية للقضاء على الإرهاب، وتحدٍ خطير بحاجة الى إستثمار النصر والطوعية والرغبة الشعبية في دولة مستقرة سياسياً وأمنياً وإقتصادياً، وكلما ابتعدنا عن وهج النصر، فمن المؤكد بأن هناك من يفكر بإدخال العراق الى متاهة مرة آخرى، ومراهنات داخلية وخارجية الى إعادة العراق الى واجهة الصراعات، ونفس تلك الأيادي التي لوثها الفساد وأنتجت الإرهاب والفوضى، تراهن على الحفاظ على مغانم الفساد، وهي الأكثر تأثيراً في الساحة السياسية وما ينعكس عليه بقية المجالات؛ وإلاّ البقاء على التهديد والوعيد، لن ينتج إلا حالة من الإحباط واليأس وتكرار خطابات، وفقدان ثقة المواطن والدول العالمية بالسلطة السياسية.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. رفح: اجتياح وشيك أم صفقة جديدة مع حماس؟ | المسائية


.. تصاعد التوتر بين الطلاب المؤيدين للفلسطينيين في الجامعات الأ




.. احتجاجات الجامعات المؤيدة للفلسطينيين في أمريكا تنتشر بجميع


.. انطلاق ملتقى الفجيرة الإعلامي بمشاركة أكثر من 200 عامل ومختص




.. زعيم جماعة الحوثي: العمليات العسكرية البحرية على مستوى جبهة