الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


صوت موسيقى من بعيد

سليم نزال

2018 / 1 / 14
الادب والفن




قرر ان يسير فى ذلك المساء الجميل .كان القمر بدرا مكتملا و قد بدا ضوؤه مشعا يكفى لانارة بعض من الطريق .و لولا ذلك لكانت الطريق موحشة. كان قد سار على هذه الطريق مرات عدة فى النهار .لكنها المرة الاولى التى يسير فيها فى الليل .الاشجار على جانبى الطريق بدت و انها رجالا قدموا من كوكب اخر .تامل منظر الاشجار الواقفة بصمت و كانها ترقبه .فكر ماذا لو كان لللاشجار قدرة ما على المعرفه .ابتسم للفكرة !.فكر انها قد تصلح للشعراء لكن ليس لموظف صغير مثله .فعالمه اهتماماته مختلفه . و حياته اليومية يقضيها كموظف صغيرا يعنى بارشيف المكتب . كان سعيدا فى عمله و لم يفكر يوما ان يغيره .و لذا حاول طرد الفكرة التى بدا انها سيطرت على تفكيره .ما هذا الهراء الذى وقعت فيه؟ تساءل و هو يحاول اجبار نفسه على الابتسام .كان الرجل شابا فى الثلاثين .لم يسبق له ان تزوج رغم الحاح امه ان ترى حفيدا اخر عمرها .لكنه كان يقول لها ان الوقت لم يحن بعد . و لعله كان على حق .فقد كان جاهلا بعالم المراة.لكن ذات يوم وقعت له حادثة اعتبرها من الحوادث المهمة فى حياته .فعندما كان فى الباص متوجها الى المدينة صعدت شابه لعلها فى العشرينات من عمره . جلست على مقعد مواجه له .التقت عيونهما قليلا ثم حاول البحث عن نقطه ما ليركز عليها نظرها لكى يتحاشى النظر اليها .لكنه كان يجد صعوبة فى الامر

.و حين و اخر كان حين يسعى لاختلاس نظرة اليها كان يراها تنظر اليه.اليس هذا الذى يسمونه حبا؟ .فكر فى نفسه و هو ينظر من خلال النافذة للمراعى الخضراء التى كان يراها من النافذه كانت المراعى الخضراء تبدو و كانها تسابق الباص فى السرعة .من بعيد بدت جبال يغطيها الشجر الكثيف .و فى السماء ظهر تجمعات لغيوم بيضاء فى الجانب الاسفل من السماء كان الوقت صيفا .و كان كل شىء فى الخارج يبدو مؤاتيا لبداية قصة حب .هكذا فكر و ابتسم فى نفسه ابتسامه جهد ان لا تظهر على شفتيه .

كان الباص ينهب الطريق نهبا و هو لم يزل على حاله موزعا بين النظر من خلال النافذه و النظر اليها . كان قلقا ان تخرج من الباص فى اية محطة من محطات الطريق .و لكنه عندما راها و قد جلست باسترحاء واضح قدر انها قد تبقى الى المحطة الاخيرة .حاول التفكير بسرعه عن الذى ينبغى ان يقوم به بعد ان يخرجا من الباص . تمنى لو انه ياتى و يقول لها فلنختصر كل الكلام هل يمكن ان نتزوج ؟ .ابتسم للفكرة .و للمرة ثانية حاول ان لا تظهر الابتسامة على شفتيه .نظر للمراة و كانت الاخرى تبتسم .ارتبك قليلا و فكر هل يمكن انها ابتسمت لانها عرفت ما يفكر به .لكنه طرد الفكرة من راسة و عاد ينظر من خلال النافذه .استغرق نظره خلال النافذه اطول مما ينبغى .كان غارقا فى افكاره .كان يسعى ان يصيغ عالما جديدا لحياته . او يبدو انه بدا يفكر بالتمرد على طريقة حياته .توقف الباص و خرج منه بضعة ركاب .و لما عاد لينظر اليها وجد انها قد غادرت الباص .بدا يلعن نفسه لانه لم يلاحظ خروجها من الباص .كان الطريق تبدو قصيرة فى السابق اما الان فقد بدت اطول .نزل من الباص و سار فى شوارع المدينة على غير هدى .
اختفى القمر قليلا .ا صارت الطريق موحشة اكثر .فكر لو انه يصفر لكى يبعث حياة ما فى هذا المكان الهادىء .صفر مرة و اكثر .ثم سمع صفيره صوته يتردد .فرح للفكره .و صار يصفر بين حين و اخر لكى يخفف من وحشة المكان . لكنه سمع فجاة صوت عزف بدا انه فادم من مكان بعيد .ظن انخ ان سار بسرعة اكثر فانه سيقترب اكثر من صوت الموسيقى .سار بسرعه اكثر و لكن صوت الانغام ظل بعيدا .سار بسرعه اكثر و لم يتغير شىء. ظل الصوت بعيدا!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ملتقى دولي في الجزاي?ر حول الموسيقى الكلاسيكية بعد تراجع مكا


.. فنانون مهاجرون يشيّدون جسورا للتواصل مع ثقافاتهم الا?صلية




.. ظافر العابدين يحتفل بعرض فيلمه ا?نف وثلاث عيون في مهرجان مال


.. بيبه عمي حماده بيبه بيبه?? فرقة فلكلوريتا مع منى الشاذلي




.. ميتا أشوفك أشوفك ياقلبي مبسوط?? انبسطوا مع فرقة فلكلوريتا