الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عندما تظهر في بثّ حيّ على الفيس-لا تفتح باجوقك على مداه

نادية خلوف
(Nadia Khaloof)

2018 / 1 / 14
الصحة والسلامة الجسدية والنفسية


سوف يسخر أحفادنا منّا، ويرمون بجماجمنا إلى الهاوية.
قبل أن أبدأ بالحديث أقول لك أيّها الثّائر بالكلمة، والشعر، وآيات من الذّكر الحكيم، عندما تظهر في بثّ حيّ على الفيس بوك، وتكون حليق/حليقة الذّقن، والوجه، ولا يزال النوم يغالبك لا تفتح" باجوقك" على مداه وتعبّئ فمك بالكلمات كي تعطيها معنى ثورياً لأنّ معناها الفارغ يكتمل فقط في فمك.
وأنت أيّها الكاتب، والحبر من الأحبار. لا أحد يمنعك من الكتابة وطبع الدّواوين، والكتب، كل ما يحزننا ذلك الورق المهدور في زبالة السّلطان، أو في ثورتك التي ربما تطال كلّ المكونات حيث أنت مع الجميع وضد الجميع. لملم أوراقك، احرقها، فلا تسمية لها في لغة الأدب.
وأنت يامن ترتّل الآيات في بدء ظهورك الحي. رتل ما شئت من آيات الذّكر الحكيم دون أن تحاول إفهامنا شيئاً عن حقوق الإنسان فتلك الحقوق بعيدة عن الدّين.
من أنا حتى أطلب منكم ذلك؟
عابر سبيل على طول تلك الأرض اليباب التي كنتم تصولون وتجولون فيها. كنتم كما أصبحتم تتشدّقون بالكلمات، وكان الخطأ الفاحش أنّنا اختبأنا منكم، وما زلنا مختبئين. أنتم قوة غاشمة تطعن كل العابرين.
ما الفرق بين الخجل والحياء؟
الخجل يشبه تغريدات ترامب على تويتر، والحياء يشبه فلسفة الأسد وهو لا يتمالك نفسه من "الصّهصنة" عندما يجيب الإعلام حول الدّماء، وأنتم كسبتم الحياء والخجل من الطّرفين، أمّا نحن عابرو السّبيل، فإنّنا نخفي رؤوسنا ليس كالنّعامة في الرّمل، بل نحفر حفرة كبيرة نطمر أنفسنا بها ريثما تنتهون. هم يسألوننا ، ويحسبوننا جميعاً عليكم أيّها الحييون والخجولون مع أنّنا لسنا منكم.
اخجل يا بنيّ من عينيّ زوجتك التي قبلت بك من القلّ، وتنتظر أن يكون لها حياة معك بينما أنت سعيد بتشردك. تبني حياتك قرب شجرة الزّقوم.
فكّر أن تمسح على رأس ابنك قبل أن ينام فالأب هو من يلامس أطفاله ، ويمنحهم الدّفء. كان ذلك قبل أن تعمّ ظاهرة التّشرّد في السّياسة، ولم أكن أعرف أنّ هناك متعة اسمها متعة الضّياع، لكنّني عرفتها عندما رأيت الآباء البيولوجيين من آباء وأمهات لا يعترفون على أبنائهم ، ربما يرسلون لهم ثمن رغيف الخبز، ويرونهم من خلال وسائل التواصل، وربما يعيشون مجدهم على حساب أبنائهم الذين يشهقون ولا يلحقون.
عد يا بنيّ إنساناً عادياً. الحياة الطبيعيّة جميلة، والحرب بذيئة سواء كانت بالشعر أو النثر، أو خلط الأوراق. لا أقدّم لك نصيحة. آمرك، وإن عصيت أمري فلكلّ غد حكّامه في جميع المجالات، وبهذه المناسبة أحتج على تسميّة المرأة بالدّاعرة، فكلّ هؤلاء الذين يمارسون متعة التشرد والضّياع، ويهملون عائلاتهم. ما هو اسمهم؟ ألا يليق باللغة أن تجد تسمية لهم؟
إن كانت تجارة الجنس عند النساء سببها الحاجة، وتعود تلك المرأة إلى بيتها كي تطعم أطفالها، وتحاول أن ترسم معهم مستقبلهم فهي تستحقّ الاحترام. أما ذلك الذي لا يستريح وهو يسلط الضوء على نفسه، وبخاصة من يفتح" باجوقه" على مداه. هم أشخاص لا يستحقّون الاحترام.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بلينكن ينهي زيارته إلى الصين، هل من صفقة صينية أمريكية حول ا


.. تظاهرات طلابية واسعة تجتاح الولايات المتحدة على مستوى كبرى ا




.. انقلاب سيارة وزير الأمن الإسرائيلي بن غفير ونقله إلى المستشف


.. موسكو تؤكد استعدادها لتوسيع تعاونها العسكري مع إيران




.. عملية معقدة داخل المستشفى الميداني الإماراتي في رفح وثقها مو