الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


نظرية المؤآمرة كورديا

آزاد آميدي

2018 / 1 / 15
القضية الكردية


لقد دأبت الاحزاب الكوردستانية منذ بداية تسعينات القرن الماضي على تعزيز سلطتهم الدكتاتورية وقبضتهم الحديدية على الشعب الكوردي ، وتمثل ذلك في شعار اطلقوه منذ ذلك الحين وهو العدو الخارجي والاستعمار الاجنبي ، وقد لقي هذا الشعار تسويقا مريحا لدى فئات المجتمع الكوردي بكل شرائحة ، ونجحت هذه الاحزاب الشمولية في تثبيت حكمهم وسلطتهم من خلال خلق هذا العدو الوهمي .
وتمسكت الاحزاب السلطوية الكوردستانية حينها بشعارات جوفاء فارغة كالقومية والكوردوارية والوطنية الى غيرها ، وكان الهدف الوحيد من تلك الشعارت هو احكام سلطتهم الدكتاتورية على الشعب وقمعه واستعباده ، وهذا ادى بدوره الى انتشار الفساد والبيروقراطية الكبيرة والترهل داخل نظام الحكم في الاقليم ، وادى الى انتشار الفقر والجريمة داخل المجتمع ، واستمر هذا الواقع البائس حتى هزيمة 16 تشرين الاول 2017 م... حين قامت حكومة بغداد بأحتلال اكثر من نصف اراضي الاقليم من ضمنها كركوك المدينة الكوردستانية الغنية بألنفط بتدمير هذا الوهم والشعارات الفارغة التي تغنت بها الاحزاب الحاكمة في الاقليم , والهزيمة النكراء التي منيت بها بعد ان كانت هذه الاراضي في قبضة الاقليم لمدة 14 سنة,,,,
وبعد ذلك انتقلت الاحزاب الشمولية المهزومة في الاقليم الى نظرية المؤامرة والى تخوين بعضهم بعضا وجعلت منه السلاح الجديد القديم الذي تستخدمه هذه الاحزاب في سبيل قمع الشعب وكبت الحريات واعتقال المعارضين وزجهم في غياهب السجون للحفاظ على كراسيهم ومناصبهم ومصالحهم ، اذ اصبحت اي مطالب بالحرية او الحقوق المدنية والسياسية او الاقتصادية والاجتماعية هي تتويج لمؤامرة اجنبية تحاك ضد نظام حكم هذه الاحزاب ، واصبحت نظرية المؤامرة هي السلاح الوحيد الذي يسلط على افواه واقلام ورقاب المعارضين لتلك النظام ، واصبحت التهم تلفق جزافا بالخيانة والعمالة والارتباط بالخارج والاجندات الاجنبية لكل من يطالب بادنى الحقوق في الاقليم ، وتجلى ذلك بوضوح مع بداية التحركات الشعبية المنادية بالحرية والاصلاح بتحركات سلمية في بعض المناطق .
ولكن الحقيقة الوحيدة الغائبة هي ان الانظمة الديكتاتورية هي انظمة مهزومة ولا تملك اي نوع من الشرعية الدستورية ، واصبحت الانهزامية حقيقة ثابته في تاريخ وحاضر ومستقبل تلك الانظمة، وذلك تجلى بوضوح من خلال ادارتهما للاقليم وتعاملهما مع الازمات الداخلية والاقليمية ، فالمهزوم لا يستطيع ان يغير او يحقق اي انتصار داخلي او خارجي سواء كان سياسيا او اقتصاديا او عسكريا ، وهذا يتجلى بوضوح في الحالة الراهنة التي يعيشها الاقليم ، اذ اصبح لدينا اقليما فاشلا يحكمه المليشيات والعصابات والمافيات المحلية والدولية ، وتتحرك داخله كل اجهزة المخابرات في العالم ، والتي لطالما تغنت تلك الاحزاب بالقومية والسيادة والكوردوارية والثورية ولكن بألمقابل استخدمت نظرية المؤامرة لقمع الشعب وكبت حريته.
فنظرية المؤامرة كورديا هي نوع من الوهم والخيال وهي سلاح استخدمته الاحزاب الكوردية الحاكمة لقمع الشعب ، ولكن التطور العلمي والتكنولوجي وظهور العولمة والاعلام الاجتماعي اسقط هذا السلاح وكشف حقيقة تلك الاحزاب المتخلفة العميلة والمارقة ، واصبح سلاح نظرية المؤامرة غير فعال وغير مجدي في ظل الاعلام والتواصل الاجتماعي وظهور الحقائق بكل وضوح ، وأظهر مدى الانهزامية المتجذرة في فكر هذه الاحزاب الشمولية وجماعات المصالح والقوى الاقليمية والدولية المتحالفه معها ، فهي قوى مهزومة ومتحالفة مع انظمة دكتاتورية فاشية مهزومة ، ونتيجة تلك التحالفات ادى ذلك وصول الاقليم الى درجة من الفشل غير قابل للاصلاح والرتق مهما حاولوا , اقليم يعاني من الهزيمة والجوع والفقر والمليشيات وانتشار الامراض والفساد المنفلت في كل مفاصل الحياة واصبحت االهجرة من الاقليم هو الهدف الوحيد الذي ينشده الشعب ، وهذا كله نتيجة ظلم وقهر وفساد الحكام المتخلفون الانهزاميون من الكورد .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. إخلاء مركز للمهاجرين في تونس ومظاهرة لترحيلهم ورفض توطينهم


.. الأمم المتحدة: دارفور معرضة لخطر المجاعة والموت




.. آلاف الإسرائيليين يتظاهرون للمطالبة بإبرام صفقة تبادل فورية


.. طلاب نيويورك يواصلون تحدي السلطات ويتظاهرون رفضا لحرب غزة




.. نقاش | اليمن يصعد عملياته للمرحلة الرابعة إسناداً لغزة ... و