الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عن ملاك التي تسابق صخرة

عماد الدين رائف

2018 / 1 / 18
الادب والفن


بهدوء ملاك مكّي اللطيفة.. بهدوء يواري ارتباكًا وضجّة داخلية لا يمكن اكتشافها بسهولة، تتحدث عن علاقتها بجدتها التي رافقتها طويلًا و"علّمتها الشعر". وبهدوء آخر يلي عاصفة رحيل الجدة الطيّبة المعطاءة ابنة المدينة – تلك الأنيقة المترفّعة المتمرّدة على التقاليد الريفية – تكتب ملاك شعرًا نثريًا مساحته تلك "المساحات الضيّقة بين الأصابع، التي يحدّدها الشوق والقلق والحبّ والرغبة".
العنوان الذي اختارته ملاك لكتابها الأول "كأنّني أسابق صخرة" (بيروت: دار النهضة العربية، 2018) يتضمّن صراخها الصامت المتوائم وهدوءها والتباسات المشاعر بشأن جنون المجتمع من حولها. تحدّثنا عمّا تخبرها به المواسم بريشة الرغبة، وإمكانية تحويل طبيعة الأشياء بمجرّد التفكير فيها. تخبرنا عن إمكانية التقاط حبّات المطر أو مراقصتها وإمكانية القبلة... بفعل اقتراب الصوت ولمسه، أو تخبئة الشوق واحتضان الدفء. تبشرنا ملاك باقتراب الضوء بكيفيّة خدش الريح العابرة حلمًا مقيمًا. وفجأة نحسّ بها وكأنّها تدخلنا في وحشة ما بعدها وحشة، إنّه صدى الوحدة، وحواف الفراغ والصمت الذي بات ثقيلًا كالإسمنت. إن لم يأت صوتٌ منتظر فلا معنى للقدوم أو الانتظار والمكوث أو الرحيل.
هل علينا أن نخترع السماء المشمسة؟ أن نخترع فعل الحبّ والأمل؟ أم أنّ ما تختزنه نصوص ملاك هو ما خبره كل من زانوا الكلمات بميزان مشاعرهم، فرسموا بالكلمات توجسّهم من ذلك الواقف وراء مطر ينهمر فوق عشب بمجرد التفكير فيه. وبات كلّ ما يحبّونه في تجسيدهم للحبّ هو الحبّ نفسه، ذلك الذي يرتسم هدوءًا أنيقًا في كلمات ملاك، ويُضمر ضجّة داخليّة سكبتها برقة فوق وريقات كتابها الأول فغدت وكأنها تسابق صخرة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. شكلت لوحات فنية.. عرض مُبهر بالطائرات من دون طيار في كوريا ا


.. إعلان نشره رئيس شركة أبل يثير غضب فنانين وكتاب والشركة: آسفو




.. متحف -مسرح الدمى- في إسبانيا.. رحلة بطعم خاص عبر ثقافات العا


.. أون سيت - هل يوجد جزء ثالث لـ مسلسل وبينا ميعاد؟..الفنان صبر




.. حكاية بكاء أحمد السبكي بعد نجاح ابنه كريم السبكي في فيلم #شق