الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


قضية المهدي بوكيو المعتقل على خلفية إرهابية تهمة ملفقة خالية من قرائن دامغة

المعانيد الشرقي
كاتب و باحث

2018 / 1 / 19
حقوق الانسان


حينما يتم اعتقال الشباب المغربي على خلفيات واهية تغيب فيها القرائن الدامغة لتأكيد النطق بالحكم بما يضمن لهؤلاء الشباب شروط المحاكمة العادلة، تصبح القوانين باعتبارها نظم و معايير وضعت لتنظيم المجتمع غير ذي جدوى من وجودها. بل الأنكى من ذلك، تفتقد الثقة بشكل كلي في جهاز القضاء الذي يعتبر العمود الفقري للكيانات السياسية بما هو سلطة ينبغي أن تكون مستقلة بذاتها عن باقي السلط الأخرى، بما يتم تثبيت حكم المؤسسات بدمقرطتها و بالتالي تأدية وظائفها بالشكل المطلوب.
لكن عندما يحضر الواحد منا جلسات المحاكم يصاب بالحيرة و الذهول و هو يتابع فصولا من محاكمات صورية أعدت على خاط من طرف مخرجيها سلفا. غريب أمر قضائنا المغربي الذي تغيب فيه شروط الاستقلالية بشكل كبير، بحيث لا تتوفر للمتهمين أدنى شروط المحاكمة العادلة، اللهم إلا شعارات فضفاضة فارغة من محتواها، نسمعها يوميا على قنوات أشبه ما تكون للصرف الصحي.
فغير بعيد عن ما نحن بصدد الحديث عنه، تنسج محاكمة الشاب المغربي المدعو: المهدي بوكيو الذي يتابع في حالة اعتقال بسجن سلا الرهيب المخصص لقضايا الإرهاب، بتهم ملفقة لا يعرف لها سبيل، بالرغم من أن أدبيات الفقه الحقوقي تقول: " المتهم بريء حتى تثبت إدانته. " و لما كانت الإدانة نتيجة يتوصل إليها جهاز القضاء من خلال القرائن و الإثباتات الدامغة، فلنا في نازلة المهدي بوكيو البريء بحسب هيئة دفاعه الذي ورط هيئة المحكمة برمتها من خلال إفادته التي مفادها أن هناك عدم تطابق في الإمضاءات التي نسبت للمتهم المهدي بوكيو في نسخ عدة تم الإدلاء بها من طرف الشرطة القضائية.
و في هذا السياق، فنحن ننتظر و معنا هيئة الدفاع و هيئة المحكمة في الجلسة القادمة ما ستسفر عنه خبرة قضائية تم تنصيبها للكشف عن ملابسات هذا الإمضاء المزور و الملفق للمدعى عليه المهدي بوكيو، و الذي أنكر المنسوب إليه جملة و تفصيلا منذ اعتقاله إلى آخر جلسة من جلسات المحاكمة.
إن المجتمع الحقوقي الدولي و الوطني يتابع عن كثب قضية المدعو المهدي بوكيو الذي لفقت له هذه التهم بغير وجه حق، طالما و أنه شاب و طالب باحث من تلك الطينة المتنورة التي شعارها الفكر الحداثي التقدمي على غرار عائلته التي اشتد فيها عوده و نهل و تشرب من معينها أصول الحداثة و الفكر المتنور، فمن الناحية المنطقية و الإيديولوجية، كيف لشاب نهل من معين العقل و أصوله أن يتبع الفكر الإرهابي المتطرف؟ و كيف لباحث في العلوم السياسية و الفكر الحداثي أن يورط نفسه في خبايا الفكر الظلامي المتطرف و الذي ينبذ أصوله بشكل مطلق؟
تلك هي أسئلة من ضمن أخرى سيجيب عنها القضاء المغربي في الجلسة المقبلة إن هو لازم الحياد القانوني و اتبع ما ستسفر عنه الخبرة الموكول إليها تدقيق الإمضاءات و الكشف عن مدى تطابقها من عدمه.
و عليه، فما يلاحظ عن فصول هذه المحاكمة الدرامية و الغريبة التي تفتقد لأبسط الشروط العادلة لهذا الشاب المغربي الذي اعتدى عليه وطنه باسم أشخاص لا يعرفون للإنسانية وطنا يحفظ آدميتهم، أنها يوما عن يوم يذوب فيها البهتان و ينجلي ليظهر الحق ببريقه اللامع و الوهاج، معلنا عن فجر الحرية التي سيعانقها المهدي بوكيو لا محالة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مندوب الصين بالأمم المتحدة: نحث إسرائيل على فتح جميع المعابر


.. مقررة الأمم المتحدة تحذر من تهديد السياسات الإسرائيلية لوجود




.. تعرف إلى أبرز مصادر تمويل الأونروا ومجالات إنفاقها في 2023


.. طلاب يتظاهرون أمام جامعة السوربون بباريس ضد الحرب على غزة




.. تفاعلكم الحلقة كاملة | عنف واعتقالات في مظاهرات طلابية في أم